الخَيْرُ في الأصْلِ شاء الله للأزلِ


الخَيْرُ في الأصْلِ شاء الله للأزلِ=والشَّرُّ مُحْدِثُهُ الإنْسانُ في العَمَلِ
شاءَ الحَكيمُ فأعطَانَا وَخَيَّرَنا= فَالنّاسُ مَا بَيْنَ مُسْتَعْلٍ وَمُمْتَثِلِ
هذا إلى النّارِ مَرْهُونٌ بِفِعْلَتِهِ= وَذاكَ في رَحْمَةِ اللهِ بِلا وَجَلِ
وَمُسْتَحِيلٌ بِأنْ نَحْيا بِلا خَطَأٍ= وَالنَّفْسُ أمّارَةٌ بِالسُّوءِ لَمْ تَزَلِ
وَلَيْسَ فِي الخَلْقِ مَعْصومٌ سِوى رُسُلٍ= أمِيرُها المُصْطَفى مِنْ غَيْرِمَا جَدَلِ


دَعْ عَنْكَ مَا فِي القَضَاءِ= مِنْ غِبْطَةٍ وَشَقَاءِ
وَمُحْدَثٍ وَعَهِيدٍ= وَمُخْلِصٍ وَمُرَاءِ
وَالنَّفْسُ مَهْمَا اسْتَلَذَّتْ= مَصِيرُهَا لِلْفَنَاءِ
لَرَكْعَةٌ فِي العَرَاءِ = بَيْنَ الثرَى وَالسَّمَاءِ
وَدَمْعَةٌ فِي سُجُودِي = مِنْ خَشْيَةٍ وَرَجَاءِ
أحَبُّ لِي مِنْ حَيَاةٍ = مَلِيئَةٍ بِالثرَاءِ
مَا أكْذَبَ الدَّمْعَ إنْ لَمْ=يَحْفَظْكَ مِنْ كِبْرِيَاءِ
وَأصْدَقُ الدَّمْعُ يَشْفِي= مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَدَاءِ
كَمْ سَالَ دَمْعِي غَزِيراً= حُزْنَاً عَلَى كَرْبُلاءِ

قَدْ كَانَ آدَمُ جَذْلانَاً بِجَنَّتِهِ = مَكَائِدُ ابْلِيسَ مِنْهُ بَعْدُ لَمْ تَنَلِ
فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ سَهْوٍ وَمِنْ خَطَأٍ = وَقِيلَ فِي الأرْضِ مَأواكُمْ إلى أجَلِ
مَشِيئةُ اللهِ كانَتْ قَبْلَ زَلَّتِهِ = بِأنْ نَعِيشَ هُنا فِي الأرْضِ مِنْ زَلَلِ
مِثْلُ السَّفِينَةِ فِي المِينَاءِ قَدْ سَلِمَتْ = مِنَ العَواصِفِ وَالأمْطارِ وَالبَلَلِ
لكِنَّها لَيْسَ للمِينَاءِ قَدْ بُنِيَتْ = وَإنَّمَا لِرُكُوبِ البَحْرِ وَالهَوَلِ


دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ جَنَيْنَا = فِي الأرْضِ مِنْ أبَوْيْنَا
فَنَحْنُ فِيها سَواءٌ = بِمَا لَنَا وَعَلَيْنا
فَمَا خُلِقْنا بِإثمٍ= ولا بِإثمٍ مَشَيْنا
وَكَيْفَ نَأسَى لِإثمٍ = أُزيلَ عَنْ وَالِدَيْنَا
اللهُ يَمْحُو الذُّنُوبَا= فَاقْصُدْهُ عَبْدَاً مُنِيبَا
فَاذْرِفْ بلا كِبْرِياءِ=يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّماءِ


هذي الحَياةُ حَياةٌ كُلُّها تَعَبٌ=فَما اسْتَراحَ بِهَاَ اْلّا فَاقِدُ الأمَلِ
فِي جَنَّةٍ عَرْضُها ..مَا كَانَ يَدْخُلُها= إلا تَقِيٌّ بِدَمْعٍ مِنْهُ مُنْهَمِلِ
للمُؤْمِنِ الحَقِّ فِي الآلامِ تَنْقِيَةٌ= وَبِالعَذابِ يُنَقّى طَالِحُ الفِعَلِ
فَاصْبِرْ عَلى ألمٍ يُبْعِدْكَ عَنْ سَقَرٍ= فَفي المُعَاناةِ تَكْفِيرٌ لِمُرْتَحِلِ
وَكُلَّمَا امْتَدَّ فِيكَ العُمْرُ منتحباً= خَفَّ الحِسابُ عَلى مَا جِئتَ مِنْ خَطَلِ


إصْبِرْ عَلى المُرِّ صَبْرا= لَعَلَّهُ كَانَ خَيْرا
فَمَا تَأذّى مُصَابٌ= إلا بِهِ ازْدَادَ أجْرَا
إذا سَقَتْكَ العَوَادي=كَأسَاً مِنَ الدَّهْرِ مُرَّا
فَاذْرِفْ دُمُوعَكَ تَتْرى= فِي رَحْمَةِ اللهِ تَبْرَا
فَالدَّمْعُ للرُّوحِ غُسْلٌ=مَا سَالَ تَزْدادُ طُهْرَا
كم جف دمعي بعيني=وسال في احشائي
كانه وهو يهوي=ذابت به اعضائي


العَقْلُ وَالقَلْبُ إيمَانَاً إذا اتَّفَقَا= فِي المَرْءِ يَحْيَا بِلا طَيْشٍ ولا خَطَلِ
فَكَمْ جَرى بِعُقُولِ النَّاسِ مُعْتَقَدٌ=يَأبَى الفُؤادُ بِلا شَرْحٍ وَلا عِلَلِ
لَوْلا التَّرَدُّدُ فِي قَلْبِ الوَرى لَغَدا=فِي الأرْضِ دِينٌ وَحِيدٌ جِدُّ مُكْتَمِلِ
كَمْ رَاعَ حَيّاً قَوِيّاً مَيِّتٌ خَمَدَتْ=فِيهِ الحَيَاةُ فَلَمْ يَقْرُبْهُ مِنْ وَجَلِ
فَالقَلْبُ يَرْفُضُ حُكْمَ العَقْلِ مُعْتَمِدَاً=عَلَى العَوَاطِفِ لا تَفْكِيرِ مُعْتَدِلِ

مَا أهْلَكَ النَّاسَ إلا= قَلْبٌ قَسَا وَتَوَلَّى
فَكَمْ جَرَتْ مُعْجِزَاتٌ= لَمْ تُبْقِ للنَّاسِ عَقْلا
فظنها البعض سحرا=وبعضهم قال كلا
فاسترخصوها بموسَى=وَحقَّروها بِعِيسى
قد جاء بالحق طه=بمنطق لا يضاهى
من غيرما معجزات=أمامهم أجراها
وقال سبحان ربي=قد فاز من زكاها
وخاب من دساها=في الدين لا إكراها
فأقبلوا في خشوع=يسبحون الله