سألني أستاذي .... عن بيت الشعر :

قف ناد بغداد و استمطر مآقيها .......واسكب دموع الأسى من عين باكيها

هل هو صحيح من حيث القافية ( كبيت مصرع) .

قلت أجل، فنبهني إلى أن الياء في مآقيها حركتها الفتحة.

قلت له بأن الأمر خفي علي ، ولعلي قبلت ذلك – في اللاوعي – من باب الضرورة الشعرية.

ثم قلت له أنني ( شخصيا ) أتبنى رأيه حتى يثبت لي سواه.
تصفحت قصائد لشعراء كبار فلم أجد فيها ما يؤيد هذه الضرورة.
رجعت إلى كتاب ( ضرائر الشعر ) لابن عصفور، فوجدت في ( ص – 71) ما يلي :

" ومن هذا النوع [ الضرورة الشعرية] حذف الفتحة التي هي علامة الإعراب من آخر الاسم المعتل ، تخفيفا وتشبيها للمنصوب بالمرفوع والمخفوض، نحو قوله :

إنّ [ القوافي ] يتّلجْنَ موالجًا ....تضايقُ عنها أن تُولِّجها الإبرْ

وقول الآخر :
فتىً لو ينادي الشمس ألقت قناعها ....أو القمرَ [ الساري ] لألقى المقالدا

وقول النابغة :
ردّتْ عليه [ أقاصيه ] ولبده ....ضرب الوليدة بالمسحاة في الثّاَدِ

وقول الآخر :
كأنّ [ أيديهنّ] بالقاع الفرقْ
أيدي جوارٍ يتعاطين الورقْ

وقول الآخر :
يا دار هندٍ عفت إلا [ أثافيها ] .... بين الطويّ فصاراتٍ فواديها

[[ والبيت الآخير هذا أشبه ما يكون بالبيت المسؤول عنه ]]

ألا ترى أن [ القوافي ] و [ الساري ] و [ أقاصيه] و [ أيديهن ] و [ أثافيها ] في موضع [ نصب ] وهي مع ذلك مسكّنة الأواخر."

[[ وأنا أفضل عبارة أنها تلفظ كأحرف مد فمسكن الآخر مثل الياء في كلمة لَيْل وأما الياء في كلمة النّيل فليست مسكنة الآخر.]]