لــكَ الـخُـلُـودُ وحُـــبٌّ أنْـــتَ مَـعْـنَـاهُ
يَــا مَــنْ يُـؤَرْجِـحُ فِــي وَهْــمٍ مُـعَـنّـاهُ

لأَنْـــتَ لِـــي أَمَـــلٌ أَحْـيَــا بِـجَـذْوَتِــهِ
وَأَنْــتَ لِـــي قَـــدَرٌ وَالـحَــقُّ أَجْـــرَاهُ

كُـنْـتَ الـمَـرَامَ وَكَــانَ العَـهْـدُ أُغْـنِـيَـةً
يَشْـدُو بِأَحْرُفِـهَـا فِــي الـوَجْـدِ مُضْـنَـاهُ

يَغْفُـو عَلَـى دَمْـعَـةِ الأَشْــوَاقِ مُرْسَـلَـةً
لا طَيْـفَ مِمَّـنْ بِلُقْـيَـا الطَّـيْـفِ أَغْــرَاهُ

أَشْــوَاكُ غُرْبَـتِـهِ فِــي الجَـفْـنِ مُغْـمَـدَة
هّـــمُّ الـسُّـهَـادِ بِـعَـيْـنِ الـلـيْـلِ أَشْـقَــاهُ

تـئـنّ فِــي وَلـــهِ المَـسْـلـوبِ عَـبْـرتُـهُ
وَلا يَـــبـــثُّ لِــغَــيــرِ اللهِ شَـــكْـــوَاهُ

طَـبـعُ الـــوِدَادِ وَفـــاءٌ لا مِـــراءَ بِـــهِ
فَــإنْ دَعَــا العَـاشِـقَ المَعْـشُـوقُ لـبّــاهُ

أمِــنْ وِدَادٍ وَكـــأسُ الـحُــبِّ مُـتْـرَعـةٌ
وَمِــن نَمِـيـرِ عُـيُـونِ الـشَّـهْـدِ ريّـــاهُ؟

أَوْ مِـنْ رَسُــولٍ سَيَأتِيـنَـا بِمَـوْعِـدِ مَــن
ْنَمَـارِقُ القَلْـبِ قَــدْ أضْحَـيْـنَ مَمْـشَـاهُ؟

أَم استَـوَى فِـي الهَـوى حُــرٌّ ومُمتَـلَـكٌ
فَـــلا تُـفــرّقُ عِـنــدَ الـقَـبْـضِ يُـمـنَــاهُ

يَـا مَالِـكَ القَلْـبِ هَـلْ تَـدرِي الغَـدَاةَ بِنَـا
سَهـمُ الهَـوَى فِـي فُــؤَادِ الـصَّـبِّ أرْداهُ

فَمَـن لِمَـن هَسْهَـسَـاتُ الفِـكْـرِ تفجـعُـهُ
ومَـن لِمَـنْ فـي جَحيـمِ الصَّبـرِ سُكـنَـاهُ

نَـسـائِـمُ الـفَـجــرِ تَـسـتَـجـدِي تَــوَقُّــدَهُ
وتَـــذرَعُ الـعُـمـرَ تَسْتـجـلِـي خَـبـايَــاهُ

فَيَـنـطَـوي مُخـفِـيـاً بِالـفَـقْـدِ حَـسْـرتَــهُ
و َيَـنْــزَوِي رَاضِــيًــا مَــــا قَــــدَّرَ اللهُ

يَعـفّ عَــن كَــفِّ إشـفَـاقٍ إذا ذَكَــرَتْ
بَـلــوَاهُ، تَـمـتَــدُّ بِـالـمَـعـرُوفِ يَــأبَــاهُ

لَـم يَـتـرُكِ الـحِـبُّ مِــن دَربٍ لِعَودَتِـنـا
وَسَامَـنـا مِــن هَجِـيـرِ الـنَّــأيِ أَقْـسَــاهُ

فجُـدْ بعـدلِـكَ ربَّ الـكَـونِ ضِـيـقَ بِـنَـا
مولاي قَـد جَـفَّ نَهـرٌ ضَــلَّ مَـجْـراهُ

نُـكـابِـدُ الـغُـربـةَ اللهُمَّ فَــاقْــضِ لَــنَــا
فِــي قَصْـعـةٍ كُـلُّـنـا والـكَــوْنُ أفْـــواهُ

وَيسألُ الأهلُ: هل في الكونِ مِن وطـنٍ
نــأوي إلـيــه ونـحـيـا فـــي زوايـــاهُ؟

لا وَالـذِي قَـدْ بَـرَى الأَكـوَانَ مِـنْ عَـدَمٍ
مَا فِي مَدَى الكَونِ مِنْ مَأوىً لِمَنْ تَاهُوا

خَلـفَ الحُـدودِ تَـهَـاوَى مَــن مَفَاتِحُـهُـم
فِـي الصَّـدرِ مُـودَعَـةٌ تَحـكِـي سَجَـايَـاهُ

يَسْـعَـى بِـنَـا قَــدَرٌ مَــاضٍ فَــلا حَــذَرٌ
والسَّـهْـمَ مُقـتَـدِرٌ فِــي القَـلـبِ أرْسَـــاهُ

كَـأنَّـهُ والأمَـانِـي الـسُّـودُ فِـــي كَـفَــنٍ
تَـوافَـقَـا أوْ كَــــأنّ الــمَــوْتَ أشْــبَــاهُ

فَالقَـومُ ضَيَّعَهُـمْ مَــن كَــانَ أوْضَعَـهُـمْ
والـهَــمَّ أرْضَـعـهُـمْ جَـهْــلاً بِـمَـسْـعَـاهُ

وَطَرَّحَـتـهُـمْ بَـنــاتُ الــدَّهــرِ لاهِــيَــةً
فِــــي كُــــلِّ دَاهِــيــةٍ تـحْــدُوهــمُ الآهُ

كَـيـمَـا يُـقِـيـمَ عَـــدوُّ اللهِ فِـــي رَغَـــدٍ
كي يُـلاقِـي بِــأرْضِ الـنُّـورِ مَــأوَاهُ

وَيَـدَّعِــي دَعــــةً وَالــكَــفُّ مُـوغِـلَــةٌ
بِـحُـمْـرةٍ مِـــن دَمٍ قَـــدْ لـوَّثَــتْ فَــــاهُ

سُـحْـقًــا لِـقَـافِـيـةٍ تَــأتِـــي بِـزَوبَــعَــةٍ
وَالـمَـجْـدُ يَلبَـسُـهَـا والـعِــزُّ وَالــجَــاهُ

وَتَنـتَـهِـي فِـــي هُـــدُوءٍ لا يُـزَعْـزِعُـهُ
هَـــمٌّ تَـجَـرَّعَــهُ مَــــن قَــــدْ بَـكَـيـنَـاهُ

وَيْــلاهُ مِـمَـا بِـنـا يَـــا صَـــاحِ وَيْـــلاهُ
أَنْصَفْـتَ وَاللهِ ، خَـيـرُ الـقَـولِ"ربــاه"

دَعْـنَـا فَــلا أَمَـــلٌ نَـحْـيَـا لَـــهُ، وَلَـنَــا
عَـيْـنُ الإِلــهِ حَبِـيـبَ الـقَـلْـبِ تَـرعَــاهُ