درر د. عادل نمير

القصيدة:


متْ حتفَ دمعكَ
____________________



يحبو على ذِكرَى هواه بمدمعيْهْ
وغناء أطلال الصِبا في مسمعيْهْ

وعلى شَفا الأيام طلَّ بجذعه،
والشِعر عند السفح يطوي صفحتيهْ

ويئن للجَبـْر الذي في عُمْرهِ،
وعلى تلال البيدِ صورة ذابحيـْهْ

يدكِ الزغـِـيبة لوَّحتْ في مَشرِقي،
والبرد ينهش راحتيكِ بمخلبيهْ

فغزلتُ عشكِ بالحنان، ولم أزلْ
أبـْـني أريكاتِ الحنين بجانبيهْ

قــَوِيَ الجناح بريشهِ، وهنا أتى الـ
ـعصفور زاهي اللونِ يـَفتح منكبيهْ


رفضتْ قرابيني سماؤكِ، وارتمتْ
لسوايَ إذ صرخَ الجمال بوجنتيهْ

وارَيْتُ سوْءاتي، وضمَّـكِ قاتلي (1)،
عَصَر الفؤادَ، وما بسطتُ يدي إليهْ !

تــُوقي إليه بما سقيتــُك من دمي،
وبما عزفـْتـُكِ من فمي رُدّي عليهْ

ورجعتُ ألطمُــني، وأُدمِـي باللظَى
شفتي، يداهمني السرابُ بمقلتيْهْ

وأشدّ أذْني: يا كِسائيَّ الهوى،
متْ حتفَ دمعكَ، فالشباب لسيبويْهْ (2)






يا بعداني:
بلغني أنك في شوق لقصيدتي
وإنها لفي شوق لبهاء عينيك


أحييك على ضرب مَزيد لعروض تامة


و يا بعداني:


ببضاعتي المزجاة أرجــع مفلسا،
لكم القصيد، فمن ينازعكم عليه؟


_____________________________________________________
(1) ردا على تحفة: الشعر لي
(2) أشير، وأنتم أعلم، للمبارزة النحوية الشهيرة بين الكسائي وسيبويه، التي مات الكسائي على إثرها

أرجو من أخي وشاعري وأستاذي د. عادل نمير أن يتكرم في صفحة درره هذه بنشر درته :

من (أبو قيرَ ) لشط العجمي ....... نورسٌ فاتته ريح الموسم

لك ما أردت أستاذى خشان نيابة عن أستاذى عادل لحين عودته

شاطئ السرايا، إهداء إلى ر.س
________________________________________
شاطئ السرايا






من أبو قيرَ لشط العجمي

نَورسٌ فاتته ريح الموسمِ

وحده، والأُفـْق عمق أسوَدٌ

ومضة تصرخ في كون عَمِ (1)

ثبّت الريش على حِضن الهوى

كغريق ضارع مستسلمِ

مَرَّ بي، والشعر رجفا لم يزل

ساريا يُحْيي بقايا حُلُمي

يا سُرَى العصف بأضلاعي، ألا
أدخلي حِبي(2) زوايا ألمي

هل على شط السرايا كوكبٌ

مُزهِرُ الروض بـَتولٌ مريمي؟

مُبْهِجٌ، غَضٌ، نـَفورٌ، واثقٌ

يتهادى في سناه المُلهِمِ

ناعسٌ في شَعره الليل، وفي

راحتيهِ صلوات الأنجمِ

وبجفنيه مقادير الهوى

ضيعتــْني، فليلُمـْني لُوَّمي(3)

يا غرامي، هاهنا شوقي بدا

شهقة في أعيني أم في فمي؟

أين للهاتف صوتٌ آسرٌ

يتغني في لَماكِ (4) الزمزمي؟

راكضٌ، والصخر تحتي زَلِقٌ،

قلتِ: أهواكَ فطاحت قدمي

ومضى يبحث عني نَورسي

من أبو قيرَ لشط العجمي


________________________________________
(1) عَمِ بلا تشديد للميم أي أعمى
(2) الحِب بكسر الحاء هو الحبيب
(3) لُوَّم بضم اللام وتشديد الواو جمع لائم
(4) اللمَى هي سُمرة في الشفتين تستحسن

بين كفيك الحقـيقة ( رائعة عادل نمير والتى حملت اسم ديوانه الأول كانت رثاء فى أستاذه الشاعر الكبير د /محمد محسن )

قصيدة لها مفتتحان، كل مفتتح منهما قصيدة،،،
مفتتح أول وهو قصيدة
حــلَوْتَ بعيـــن المـــوت، إلا قـــصــائـــدا
وفضلا سيـبقى الموت عن حسـنه.. أعمى
مفتتح ثان وهو قصيدة
محمد محسن

القصيدة
تـُبـصـرُ ضـوءَ عينك حـين تـُعمَى،
وتـُخـفـَـى بيـن كـفــيــك الحــقـيقة
ويـدعــــوك الجــــمـال ولا تـــراه،
إذا ما اعـــتـاد مـمــشاك الحـديـقة
كــذا لا يُشــعـَــرُ الأحـــباب، حــتى
يقاسي القلبُ، منـفــردا، طـــريقـَهْ
غدا دمـع القـــريض وطــرف كمي
شقـيــقا تسـتـغـيـث بــه شــقــيــقة
أمـا بــدمي حيـيــتَ؟ وبَـرعمَـتـْـني
جفـونُـــك؟ هــكــذا بــدء الخليـقــة
وأنت نصـــبتَ زَنْــدك تحت ضعفي
تكاعيـبا، فــشـَبَّ عــلــى الطريقــة
وأنـت قـتــلتـني، وتقــــول عـــذرا،
وكيـف وأنــت نيــــرانٌ صـــديقـة؟
كوَتـْــني تارة اخــتــرقـَتْ خـيـالي،
وتــارة خــــلفــه انفــلتـَتْ طــليقـة
أيا نصفي، يـَـكِــلّ الجــذبُ، تبـكــي
بيــأس الليــل أفـــراخٌ عـــشــيـقـةْ
ويا كُـلـّي، رحلــت فـــضعــتُ كلّي،
ويوســفُ عـــادَ للجـُب العــمـيـقـة
ويا نــوري، إذا أخـرجــتُ قــلبــي
من الظـــلـــمات لــم أُدرك بــَريقـَهْ
ويا سندي، وقد زحزحت، مـن لـي
بملء سواعــدي هـِمما صـــدوقة؟
ويــا عـــمـري، وقـد أفرغتَ، أنـَّى
أصالح فـــيك عمـــري كي أطيقـَهْ؟
عجبتُ، الجِذرُ تحت الأرض يمضي،
فيحــيا هـــاربا، ويُــمِـيــتُ سُوقــَهْ!
أيا شـــرفـا عـــلـى أنـــف المعـالي،
ويا رأســـا على السهم السـبــوقـةْ
ويــا لـــحــمـا بأصــــداف الـلآلــي،
ويا عـــطـرا علــى كــف الســليـقة
أيــــــا أبـــــتــــــي، ورُبَّ أب وأم
بــــلا نـُـطــَـف بأبـعـــاد سحــيــقـة
أيأبـَـــى سـبـقـُـــك الشـــعـــراءَ إلا
سبقـْــتَ فـغبـتَ، يا فــرسا قلوقة؟
فـلـولا كـعـــبةٌ شُــرِعتْ لســــالت
بزمــزمِ فيــكَ أرواحٌ مـَــشـُـــوقـة
وطـاف بتِـبــرك الأدبــاء ســبـعــا
تـُقـَصَّر بعـــدها الــرأس الحليــقة
تُبـَصَّـرُ ضــوءَ عينك حـين تـُعمَى،
وتـُخـفـَـى بيـن كـفــيــك الحــقـيقة
ويـدعــــوك الجــــمـال ولا تـــراه،
إذا ما اعـــتـاد مـمــشاك الحـديـقةْ
كــذا لا يُشــعـَــرُ الأحـــباب، حــتى
يقاسي القلبُ، منـفــردا، طـــريقـَهْ

الشكر لاستاذي خشان

مات سيبويه إثر المظاهرة الشهيرة، وذاك هو الصواب


السلام عليكم

وذابت
____

إنها الحـُلْم بالحـُلْم
روعته أيقظتني.

.........

راودتني التي هي في بيتها
مارجٌ من شفيف الصبابةْ
التي من مُلاءة مخدعها
هلك القطن غيظا.
لقـّبتها الغواية أستاذةً
حينما أقبلت
يتأبـّطُها السحرُ
ملساءَ
أفدي بنفسيَ أهدابها
حينما افتتحت للملاحة أعينها التركوازْ
.......
راودتني التي
طابع الحسن في وجهها
ألـَقٌ زلزلَ الشمسَ عن عرشها

....

راودتني التي أسهرتني أفكـّر
هل جنـّدت ودعَ البحر يعزفها؟

آه يا ضحكها
يا
القصيدة إذ ... "خرجت هكذا"

بسطتْ حاجبيها جناحين طارا بعقلي
تداعبني فإذا بمفاتنها
انفجرت رقةً أفسدتْ مقبِضَ القلبِ إذ لامستهْ

...............

من مُلاءة مخدعها هلك القطن غيظا؟!
فكيف به
لو رآها وقد حبس العشب أنفاسه
من غلائلها
مزقتها النسائم
كيفَ؟
أما قدَّ خاصرَها طيُّ زَندي
ولم يكُ يسترها غيرُ
سوتيان كفي
وما رفلت فيه من همسات الأريج؟
يغار؟
هي الحلْم بالحلْم ذابت بحضني
وذابت
وذابت
إلى أن تفقدتها...
لم أجدها!

v
v
v
v
v




السلام لأمنية

ومضات
v
v
v
v


أمنية
____
كل شيء عن الهوى
سابح بين حاجبينْ

ضمكِ الليل فانطوى،
نمتِ فانساب خصلتينْ

فالقُ الحَب والنوى
فلقَ الجفنَ مشرِقينْ

كل رمش بما نوى،
وضحاياكِ بين بينْ

أوَأبقيتِ لي سوى
لهفةٍ، نبضتيْ حُنينْ؟

والسماوات أم هوا
يتلاشى بوثبتينْ؟

______________


خاطرة
____
أخرجت من قلبي لـ (مِنة) صورة،
أمليته في الرمش أول خاطرةْ
فتبسمت، فتلعثمت نبضاته،
وأطال للشهد المكرر ناظرَهْ
عجبا لفنان الخطوط، أذا أنا:
وَلـَهٌ تقطر حائر في دائرة؟
____________


حُمـّى
__

خَوفي على جفنيكِ من سهد الهوى حُجُب له،
والصمت أقـْوَم قِـيلا

حُمّـاكِ في كـبدي،
وبرد أناملي هـو ما تلـَمـَّـسُه يداكِ طويلا

أنا لو أبوح خرقتُ أرضـكِ،
مُبحِرا بصـبابة بلغتْ جبالكِ طولا

وعلى يدي كفني،
أجيئكِ
قـــاتلا
في حـُبكِ الـناري أو.... مقتولا
__________________

قـَدَح
___

ما العــمــْر إلا
قــُبلة وعــناقُ
ويـُطِلُّ من مشتــاقة مشــتاقُ
ذوّبـتـَـنا يــا حـُـبنا،
ذوّبـتـَـنا؛
إذ لم تعــد تـتساءَل الأشواقُ:
من غـَرْس آدمَ أنبتتْ ليلاتـُنا،
فمتى اكــتشـفنا أننا عشــاقُ؟
___________________


قربان
__
.... فإن عجزتْ فنونُ الشعر أزمانا،
فزوريني بصومعتي؛
لأذبح ألف ديوانٍ لدى عينيكِ

قربانا
___________________


ميثاق
____

لنا الوجْد بالمجد،
والعزف بالنـزف،
والتوْق للطـَوْق،
إذ لم نَـزَلْ

على مفرِق الحبر تاجا،
خطانا
لهيبٌ،
وإطراقـنا مُــقْــتـتَــلْ

دروسَ الهوى،
وفتاتَ الجياع،
وللثـورجيية سـيفا يُـسَـلْ

يقـُـدُّون مـنا رجــولتهـم؛
كـي
يـَجـُــذَّ مـذاكـيـرَنـا المـعـتـقَــلْ
_______________


ضفائر
___

حُــبـِّيَ يُغـــْريكِ،
فـلا تُخــدَعـي،
ما أقتـلَ الســيفَ،
وما أمــلسَـهْ!

وشــط قــلــبي لــم يــزل مُـنـبـتا
أزهــاره، تــؤذيـكِ، يا نـــرجسةْ

لا، ليس يكفي النحو والهندسةْ،
صـغـيرةٌ أنــتِ عـلـى المـدرسةْ
_____________


أصدقائي
____
تحكون لي،
ولم أكن صخرة
بل وترا في صمته دندنا
وكل من تذبحه أحرفي
يصيحُ:
ذاك البيت عني أنا!
يا جاعلـِيَّ دفترا للأسى،
هل أُسلَبُ الحق بأن.....
أحزنا؟

.........



وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه!

مِزاج فـَوْدَيـْك زنجبيلٌ، يصب في جِيدك الحريري
ووردة أيقظت بنيها في الليل إذ فحت بالعبيرِ
حسبن أن الجمال عدوى، فبتن في شعرك الغزيرِ
يا هند، يا باقة الزهور

يا أنت، يا شمعدان ليلٍ مُطـَهـّمٍ بالسكون شادِ
ياهند يا محتوى فؤادي

وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه

النهد تفاحة تدلت مقشورة غيرما قليل ِ
وقهوة الصبح حوّجتها لـَماك من جـَفنك الكحيل ِ
والسمسم الأبيض المحلـّى بالشهد في وجنتيكِ سـُولي
يا هند، يا شاطئ الأصيل ِ

فوري فما انت غير ماءٍ يرطب الكون بابتسامهْ
يا هند يا ريــّق المُدامهْ

وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه

طرّاحة بالفـُتون شتّى، فهـْي اختلاف على اتّساقِ
شريرة الردف حين تمشي، لذيذة البسـْم في التلاقي
كرقصة العرس، كانتظار الـ ــحبيب، أو ضمة الفراق
يا هند، يا هند، يا اشتياقي

هزئتِ يا هند، كل يومٍ بدورة الحسن في الطبيعهْ
يا هند، يا تحفةً بديعهْ

وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه

في مرفأ القلب حضن هندٍ، والنار بردٌ بمبسمينا
والبدر خجلان من فعالي، والغـَيُّ لاهٍ بمئزرينا
ماذا يشيع النسيم عنا من يوم أن زفّ خافقينا
يا هند، يا هند، ما علينا

عسيلة القدّ، أدركيني؛ فالقلب في الشهقة الأسيرهْ
يا هند، يا لحظةً مثيرهْ

وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه

أخاصم الفكر لو أتاني فحاد عن ظلك العَتوبِ
وحيدة في دمي، وإني لو أملك الحكم في القلوبِ
منعت حبي يمرُّ طيفا على سوى قلبك الحبيب
يا هند، يا سكرا مُذيبي

رققت يا رب، كف هندٍ، رقق لمجنونها هواها
يا هند، يا كوكبا تباهى

وبعض هندٍ حسدن بعضا، وأفسد الحُسن حالهنــّه
لا أصلح الله بينهنــّه

شاعرنا القدير عادل نمير

الله الله الله الله الله
ماشاء الله لاقوة الا بالله
شعر بديع

هنا وجدت ضالتي لافض فوك ايها الشاعر الجميل