..في كتاب حياة الرافعي (لسعيد العريان) ذكر فيه كيف بدأ الرافعي كتابة الأناشيد ،وانتبهت لهذه اللمحة التي ذكرها في ثنايا سرده للأحداث..

ذكر الآتي:
( في أناشيد الرافعي عامة، تعرف له طابعًا وروحًا ونغمة هي سر نجاحه فيما ألف من أناشيد،ويميل في أناشيده الوطنية خاصة إلى إبراز معنى القوة في سبك اللفظ ولحن القول ؛ ولو أنك سمعته مرة وهو في خلوته الشعرية يحاول شيئًا من هذه الأناشيد لسمعت لحنًا له رنين يشترك فيه صوت الرافعي ،ونقر أصابعه على المكتب ،وخفق نعله على أرض المكان ؛ وعلى أنّ الرافعي كان أصم لا يسمع قصف المدافع ،فإنه كان لا يستوي له النظم إلا في مثل هذه الحال.
واسألوا صديقنا الأستاذ مصطفى درويش مفتش التحقيقات بوزارة المعارف ،ماذا رأى ؟ وماذا سمع يوم صحب الرافعي من طنطا إلى القاهرة وكان يؤلف في القطار نشيده (حماة الحمى..؟
واسألوا الآنسة ماري قدسي معلمة الموسيقى بوزارة المعارف تحدثكم عن خبر الرافعي يوم جلس إليها وهي تعالج لحنها لنشيد (اسلمي يا مصر) وهو يسمعها يعينيه تتبعان أصابعها على المعزف وهو ينقر على الأرض بعصاه ورجليه ،وينفخ شدقيه؛ وفي أذنيه وقر ثقيل ..!
هذه النغمة التي كانت تتمثل للرافعي في سمعه الباطن وهو يعالج نشيدا من الأناشيد ،كان لها أثرها الفني في عمله وهي هي التي كانت تشعره أحيانًا بالعجز عن أن يجد موازين الشعر العربي النغمة التي كانت يريدها في أناشيده كطبل الحرب ؛ فلما همّ أن يضع نشيد الطلبة :
مجدًا مجدًا مدرستي***مدرستي مجدًا مجدا
عن علمي عن تربيتي*** مدرستي حمدًا حمدا
لم يجد له نغمة تلائمه فيما يعرف من بحور الشعر ، فاحترع له هذا الميزان الذي يزنه به قارئه ،وسماه (طبل الحرب) ولكن صاحب (المقطم) أشار عليه أن يسميه (البحر المنفجر) وتفعيلاته (فعْلٌ،فعْلٌ، فو ) مكررة في كل شطر مع بعض علل في الميزان يمكن إدراكها بالموزانة بين الشعر وتفعيلاته.
_
___________
أليس هذا إيقاع الخبب؟!

مجدًا مجدًا مدرستي***مدرستي مجدًا مجدا
مج دن مج دن مد رس تي ***مد رس تي مج دن مج دا
2 2 2 2 2 (2) 2 ***2 (2) 2 2 2 2 2

لكن الشطر سبعة أسباب فقط
عن علمي عن تربيتي*** مدرستي حمدًا حمدا
عن عل مي عن تر بي تي ***مد رس تي حم دن حم دا
2 2 2 2 2 2 2 ****2 (2)2 2 2 2 2