تخميــــــــس قصيــــــــدة الشاعــــــــــــــــر
عباس ابــــــــــن علي المكـــــــي اليمني
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
مَــــــــــــــــــــــن بالتغنّج يا ميساء أغواكِ
أما علمـــــــــــــــــــــتِ بغنج الحور هتّاكِ
تَرميـــــــــــــــن باللحظ كالقنّاص قَتلاكِ
أسَّرتِ قلبـــــــــــــــــي بلحظٍ منكِ فتّاكِ
فمَــــــــــــــــــن بذا يـــــــــــا حياة الروح أفتاكِ
على يَديـــــــكِ تودّي أنْ يكـــــنْ أجَلي
بالحدقِ ترميننــــــــــي والثغر والمُقَلِ
آثَرتِ عذّالنا يا بئس مـــــــــــــن عذلي
ما كان ظنّـــــــي كذا يا منتهى أملي
أنْ تشمتي فِــــــــــــــــــــــيَّ أعدايَ وأعداكِ
إنّي اتّخذتكِ يا ميسا لحبّــــــي وطنْ
لكنّما بالنوى والبُعــــــــــد كِدتُ أُجَنْ
واصلتِ عذّالنا كي يَطرحوني كَفَنْ
وتحرمينــي لذيذ الوصل منكِ فَعَنْ
هــــــــــــــــــذا الجَفا والنوى ما كان أغناكِ
أوليتِ قلبـــــــي شَجاً لأوائكِ سَقَماً
إذ زِدتـــــــــهِ بالنوى , يا حسرةً , ألماً
ما أنصفوكِ أرى إذ حقّقــــــوا حُلُماً
فهل تداويـــــــــــــن قلباً باللقا كرماً
فما لقلبـــــــــــــــي دواءٌ غيــــــــــر لُقياكِ
إنّـــــــــي أرومكِ يا ميسا الهوى أمَداً
كيما تكوني معــــــي عَوناً أرى ويداً
نُزجي الهوى إنْ بَدا عُتماً نكنْ مَدداً
لم تهجرين مُحبّاً لم يكــــــــــــــنْ أبَداً
يَهوى سِواكِ , ومَـــــــــن بالهجر أغواكِ
كيـــــــدٌ ألَمَّ بذي الهجران فِــــــــيَّ وَهَمْ
للعذل تستمعـــي , لكنْ مَعايَ صممْ
هـــــل هكذا الحبّ يا مَيسا يُحال عَدَمْ
الى متى تَسمعي عذل العذول وكمْ
تصغـــــــــي الــــــــــــــــى قول نمّامٍ وأفّاكِ
أما علمتِ بعذّالــــــــــــــــــي بذي إرَبٍ
فـــــي كلّ وادٍ أرى يَنزونَ في صَخَبٍ
سِلالهمْ لم تكــــــــــنْ ملآى , بلا عِنَبٍ
وتقطعينــــــــــــــي بلا ذنبٍ ولا سَببٍ
مِـــــــــــن بعد ما كنتُ موصولاً بحسناكِ
بالحبّ أوصَتْ أحاديثٌ أتــــــتْ وسُنَنْ
أعطيتكِ العهد من دون الأسى وإحَنْ
إن لم يكنْ عاذلي أغواكِ قولي فمَنْ
ما كنـــــــــتُ أحسبُ يا بدر البدور بإنْ
تنســـــــي عهود محــــــــــبٍّ ليس ينساكِ
سَلـــــــــي الكواكــــب كم عاينتها أرَقاً
وكنـــــتُ أرجــــو الهوى يبدو لنا عَبَقاً
لكنّنـــــــي هِمــــــــتُ بالآهات مُغتَبِقاً
وتتركينـــــــــــي حزيـــــــــناً هائماً قلقاً
أشكو الفراق بقلـــــــــــــبٍ مُدنَفٍ شاكي
لم أدرِ في ذا الهوى إنّــــي بمُشتبِهِ
ولم أكـــــــــــــــــنْ للورى يوماً بِمُنتَبِهِ
إلّاكِ أنتِ وما فــــي الغَير مِن شَبَهِ
إنْ كان للناس عيـــــــــدٌ يَفرحونَ بِهِ
يا نور عينـــــــــــــــي فعيدي يوم ألقاكِ
عَلامَ قلبــــــــــــي أرى يَهفو بمعتبهِ
فأنتِ أنتِ الهوى أجثـــــــــو بمركبهِ
ومِـــــــــن دِنانكِ أحسو منكِ بالنَبِهِ
لــــو كان للناس سُكرٌ يَسكرون بهِ
ويطربون , فسكري مِـــــــــــــن ثناياكِ
لا تَحسبي في التنائي القلب يوم قَلى
ولا الوداد لميسائــــــــــــــــــــــي أراهُ جَلا
ولا بغيركِ يوماً فـــــــــــــــي الغرام سَلا
بالله جودي وعودي بالوصــــــــــال ولا
تشفي حَسودي الذي قـــــــد كان أغواكِ
بالدلّ والغُنـــــــــــج يا ميساء واجلتتي
الـــــــــــــــى المَهاويَ واللأواء حاملتي
مَهما بَرحتِ فلــــــــــنْ أبرحكِ قافلتي
يا مَــــن غَدَتْ بالعيون النجل قاتلتي
كفّــــــي القتال وفكّـــــــي قَيــــــد أسراكِ
أهفو الى الثغر فاسقيني بكأس طِلا
طابَ المقام بلقياكِ , وفيـــــــــــكِ حَلا
ولتملئــــــي الكأس لا رَيثاً , أرى عجلا
وأرشفيني زلالاً مِـــــــــــــــــن لُماكِ ولا
تفتــــــي بظلمــــي فإنّي مِـــــــن رعاياكِ
إنّي رضيتكِ فــــــــي الأحكام قاضيةً
كونـــي بحكم الهوى والذكر ماضيةً
وبالقبــــــــــــــول أمام الناس حاضيةً
ولا تكونـــــــــــي بقتل الصبّ راضيةً
حاشاكِ أن تقتلــــــــي مُضناكِ حاشاكِ
أنتِ الهناء لقلبي , بـــــل وأنتِ سَنا
لا توهنيني بما يُملـــــــــي عليَّ عَنا
كفــــــــــــــى رَميتِ سيوفاً مرّةً وَقَنا
إنْ كنتُ أذنبتُ يا بدر الدجـــى فأنا
أستغفر الله مَـــــــــــن بالحُسن أنشاكِ
فلتحكمي يا منى روحي بلا شَطَطٍ
لكِ الأُناس الأُلى منها علــــى نَمَطٍ
وخير حكمٍ أرى فينا علــــــــى وَسَطٍ
وإن يكـــن ذا الجفا عمداً بلا خُططٍ
منّـــــــــــــــي , فيا حبّذا إنْ كان أرضاكِ
كوني على ثقةٍ قــــــــد كنتِ موعظةً
لي في الهوى لم تكن والله معرضةً
وأنتِ في القلب فاسترخي مُفوّضةً
والله والله أيمانــــــــــــــــــــــــــاً مُغلّظةً
ما زال قلبي طول الدهــــــــــــــر يهواكِ