المعطيات الهندسية والرياضية لا تتطور... يتطور العلم بها.
يكاد الباحثون يجمعون على أن الشعر العربي- من حيث الوزن - قد تطور عبر أزمنة طويلة جدا قبل الشعر الجاهلي.
ساعة البحور تثبت أن بحور الشعر العربي جميعا متواشجة في ساعة البحور في تشكيل ذي كينونة رياضية هندسية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وزن الشعر العربي لم يتطور ولن يتطور، تطور وصف ذلك الوزن.
الجينوم البشري بمجرد أنه استحق هذه التسمية فهو لم يتطور. الذي تطور هو العلم المتعلق به
كون البناء الشعري من حيث الوزن رياضي هندسي يستحق أن يطرح للتأمل الفرضية التالية : "لم يوجد في يوم من الأيام ما يستحق أن يسمى شعرا عربيا خارجا عن هذه البحور التي نعرفها " ولن يوجد.
خلية النحل هكذا هي منذ كان النحل وستبقى ما بقي النحل ولكن إذا تم التلاعب بجينات النحل فسيختل شكل خليته أو ينتهي.
شعر العرب هكذا هو منذ كان العرب وسيبقى ما بقي العرب ولكن إذا تم التلاعب بمقومات العرب من فطرة وثوابت فسيختل وزن شعرهم أو ينتهي. ومع ذلك سينتهي لديهم ما هو أثمن وأعمق من الشعر ووزنه. حصل هذا لمن نجا من محاكم التفتيش في الأندلس. والله يستر.
شتان بين الحديث عن تطور وزن الشعر العربي وبين تطور اكتشاف العربي لكينونته الرياضية المفطورة في عميق وجدانه فالثاني لا يتطلب من طول الزمان ما يتطلبه الأول. وحسبك في هذا تمايل الطفل وانسجامه مع الوزن المنتظم لهدهدة أمه. وانزعاجه من الصخب الفوضوي.
ينظر إلى وجود نماذج بدائية مضطربة للشعر العربي كحقيقة مسلم بها لكن غيبها تطاول الزمان.
ألا يستحق ما يقتضيه البناء الهندسي الرياضي لبحور الشعر العربي من أنه هكذا منذ كان شأن أي شكل هندسي، أن يعطى فرصة للتأمل تعادل فرصة التطور السابقة، وأن تجري المقارنة بينهما بميزان العدل والعلم والمنطق ؟
ورد هذا المضمون في تعليق على " مقولات في موسيقى الشعر " للدكتور عبد العالي مجذوب "
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/maqalaat