تحية طيبة وسلاما جميلا للأساتذة الكرام،
قادني تساؤل الأستاذ سليمان أبو ستة إلى البحث أكثر في أوزان العتابا ووجدت أن في الجبهة معسكرين على طرفي نقيض. أحدهما يقوده منير الخازن "صاحب كتاب الزجل تاريخه وأدبه وأعلامه قديما وحديثا " الذي اقتصر بحثه على أصول الزجل اللبناني وشعرائه، وفيه يضع أوزانا من عنده للزجل تعتمد على عدد المقاطع من أسباب خفيفة وأوتاد وحسب ودونما اهتمام لتساوي الأشطر..

ومع أن تسميات بعض بحوره تتشابه وتسميات الخليل إلا أنها مختلفة تماما.. فبحر السريع ذو العشرة مقاطع والبسيط ذو الأحد عشر مقطعا واللذان يندرجان في العتابا عنده، لا علاقة لهما ببحري الخليل وتفاعيله.. وهنالك بحور أخرى كالمتناهي"تسعة مقاطع" واليعقوبي "إثني عشر مقطعا"!

أما المعسكر الثاني فقاده ثلة من باحثين فلسطينيين أمثال حسيب شحادة ويوسف فخر الدين، يرون أن كل أنواع الزجل تخضع لبحور الخليل، لا سيما وأن الزجل في حد ذاته فن قديم بدأ منذ بدأ اللحن وشاعت العامية في العهد الأموي في بلاد الشام.. ومنهم من يرى أن أزجال شعراء فلسطين وسوريا أكثر متانة وشاعرية من نظيرتها في لبنان- لا أدري إن كنت أتفق معهم هنا لكن لكل رأيه وذائقته"! كما يرون أيضا أن العتابا لا تأتي إلا على بحري الوافر والرجز!
وبعد تأمل موسيقي ووجداني فيما أبداه المعسكران.. فقد رأيت أن أعدل الشطر الأول ليتوافق مع رأي الخليليين..

حبايب قلبي في قلبي حلّو
صَفَط أشعـــــــــــــار جابولي وحَلّو
يَ عُقدِة شوقي حَلّوها وما حَلّو
هوى معقــودْ ما بينْ لِهـــــــْـــــــداب

وتحية مزاجها العود والكافور لأستاذي اللذين يأخذان بيدي إلى التل.. سليمان أبو ستة وخشان