انسحاب

أسيرُ أسير في وطني اغترابي
وفي صفّ الحضورِ ترى غيابي

خريف الحزن يسألني لماذا
ربيع العمر غادر عن شبابي ؟!

وحلمٌ ضجّ في صدري ولكن
سمِعْتُ تَحَشْرُجاً مثل اضطرابي


أيا قابيلُ لي أيضاً قتيلٌ
ولكنْ لم يُعَلّمْنِي غرابي

ولستُ أنا المسيحُ بِمُعْجِزَاتٍ
أعِيدُ الميّتين من الترابِ

مخافة أن يضيع العمرمنّي
أحاول أن أعود إلى صوابي

أتوقُ لكي أعود إلى خيالي
وأُعْلِنُ بِانسحابِ الانسحابِ


كأنّي يُونسٌ في الحوتِ وحدي
وحوْل الحوتِ أمواجُ الصعابِ

وباسْمِ "الله" قدْ نادى فؤادٌ
لِيْنجُو مِنْ ظلامِ الاكتئابِ

وإنّي في مطبّاتِ التمنّي
سأخْضعُ للحقيقةِ لا السّرابِ

لنا هدفٌ سيحْيى من دمانا
لنا عطَشٌ سَيَرْوَى في السحابِ

لِنخرُجَ منْ متاهاتِ الصحارى
بقافلةٍ تسيرُ بلا ركابِ

وعاصفةٌ تحدّتْنا فصارتْ
تُنظّفُ جانبي رفّ اليَبابِ

ﻷني في جدالٍ مُسْتفِزٍّ
عجِزْتُ بِأنْ أكُفّ عن الجوابِ

طيورُ العشقِ قدْ نهَشَتْ عظامي
وهذي الطيْرُ أشبهُ بالذئابِ

دعيني يا طُيُورَ العشقِ علّي
أُحلّقُ فوق هامات الرّوابي

وأثْبٍتُ للسماءِ سماءَ حُلمي
حقيقةَ لنْ يؤُولَ إلى الترابِ

إلى غابِ الهوى شُدّتْ رحالي
وقدْ حان الرحيلُ إلى الإيابِ

حسن صلاح
28\7\2016