الهاء


أ- الهاء إما أن يكون ما قبلها :
1- ( ساكنا أو حرف مد) مثل : يقيه ، أياديه، أُنصرْه
2- أو متحركا مثل الخاليَه، لَهُ ، ضربه

ب- وهي إما أن تكون:
1- أصلية أي موجودة في جذر الكلمة مثل : شبيه فالهاء موجودة في شبَه، ونبيه فالهاء موجودة في نبَه

2- أو زائدة أي ضميرا لحق بالكلمة : مثل كتابُه ، لحقَه

وحكم الهاء كالتالي:
أ – أن يكون ما قبلها ساكنا أو ممدودا فتكون رويا سواء كانت أصلية أم زائدة
كقول قيس بن ذريح:

بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكُلُّ إِلفٍ ....... إِذا بانَت قَرينَتُهُ بَكاها
وَما فارَقتُ لُبنى عَن تَقالٍ ........ وَلَكِن شِقوَةٌ بَلَغَت مَداها


ب- أن يكون ما قبلها متحركا ينظر فإن كانت
1- أصليةً كانت رويا وجاز أن تأتي معها كروي الهاء الزائدة كقول أبي تمام:

لَها وَأَعارَني وَلَها .... وَأَبصَرَ ذِلَّتي فَزَها
لَهُ وَجهٌ يَعَزُّ بِهِ ........ وَلي حُرَقٌ أَذَلُّ بِها
أُلاحِظُ حُسنَ وَجنَتِهِ ... فَتَجرَحُني وَأَجرَحُها


فالأصل أنه قد تحددت الهاء كروي من فعل زها ولا ضير بعد ذلك أن تأتي معها الهاء الزائدة رويا كما في أجرحها، وبِها.

2- زائدةً فتكون وصلا أي يكون الروي قبلها وهي موصولة به كقول ابن الرومي:

نعائي أبا يحيى إليك فإنَّهُ .... تداعتْ معانيهِ وبادتْ معالمُهْ
فخُذْ في مراثي من تبدَّلَ بالعُلا ...... سَفالاً فما تُجدى عليكَ مَلاوِمُهْ
غدا خادماً للشُّحِّ والشُّحُّ ربُّه ...... وعهدي به بالأمسِ والجودُ خادمُه
فالروي هنا الميم



وورد في ( عروض الشعر العربي ) للدكتور محمود الطويل :

ومن هنا لا تجوز أن تكون الهاء رويا في قول محمود حسن إسماعيل:

تلك النجوم الغرّ لما رنا .........وطيّر النجوى لها نعْمَهْ
حبات نور ضافيات السنا .........جوهرها الله له سبحَهْ
وقال يا هتّاف إني هنا .............أسمعها منك منى عفّهْ


فهي ليست أصلية وما قبلها مفتوح.


ومثل ذلك مما لا يصح قول إبراهيم ناجي:

أيها الماضي الذي أودعته .....حفرة قد خيّم الموتُ بها
أيها الشعر الذي كفّنته ...........مقسما لا قلت شعرا بعدَها
أيها القلب الذي مزّقته ...........صارخا عهدك يا قلبُ انتهى


************************


للتأمل والحوار

يقول ابن المعتز:
يا حَبيباً سَلا وَلَم أَسَلُ عَنهُ ...... أَنتَ تَستَحسِنُ الوَفاءَ فَكُنهُ
خَجِلَ الوَردُ إِذ رَأى وَجهَ مَن أَهـ ...(م)... ـواهُ وَالجُلَّنارُ أَخجَلُ مِنهُ
لَيسَ لِلعَبدِ مِنكَ بُدٌّ فَإِن شِئـ .. (م) ... ـتَ فَأَكرِمهُ يَبتَدي أَو أَهِنهُ
أَيُّها اللائِمُ الَّذي لامَ فيهِ .......... دَع مُحِبّاً بِجَهدِهِ أَو أَعِنهُ


هنا الهاء ساكن ما قبلها ولكنها لم تأت رويا

فهل هذا من لزوم ما لا يلزم ؟
أم نعدل النص: " أ – أن يكون ما قبلها ساكنا أو ممدودا فتكون رويا سواء كانت أصلية أم زائدة"
ليكون إذا كا ن ما قبل الهاء ممدودا كانت رويا فإذا كان ما قبلها ساكنا كانت وصلا والساكن الذي يسبقها هو الروي ؟


جاء في كتا ب القوافي لأبي يعلى التنوخي:

" فأما هاء المذكر المضمر فلها حالان : إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا فإن كان ما قبلها ساكنا فهو [فهي] روي كقوله :

أيها القلب لا تدع ذكرك الموْ...(م)...تَ وأيقِنْ بما ينوبُك منْه
إنّ في الموت عبرةً واتعاظاً ..........فازجر القلب عن هواك ودعْهُ


وإنما تكون هذه الهاء – إذا سكّن ما قبلها – رويا لأن الساكن لا وصل له لوقوع السكت عليه."