النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الشعر حركة الكون في كلمات الانسان

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966

    الشعر حركة الكون في كلمات الانسان



    http://64.233.161.104/search?q=cache...=en&lr=lang_en|lang_ar


    http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/09/26/mnw/10.htm

    يرى تطويع القوانين الرياضية لتحليل النصوص، د. صلاح عيد: الشعر حركة الكون في كلمات الانسان
    يمتلك الناقد الأدبي الدكتور صلاح عيد أستاذ الأدب العربي القديم بجامعة قناة السويس رؤية نقدية جديدة لها مكانتها وتواجدها على الساحة النقدية المصرية والعربية هذه الرؤية تعتمد على تطويع القوانين الرياضية وحركة الكون لتحليل النص الأدبي ولتأسيس هذه الرؤية قدم الناقد العديد من الكتب الهامة منها، الحركة التوافقية في القصيدة العربية،
    العودة الى الأصل نظرية في طبيعة الشعر التخيلي، نظرية الشعر العربي، التناظر الدلالي وغيرها من الاصدارات ورغم أن استخدام أو تطويع الرؤية العلمية في تحليل وتفسير النص الأدبي ليست بجديدة غير أن الدكتور صلاح عيد يرى أن الجديد في رؤيته يتمثل كما يقول في محاولات التطبيق: (أنا منذ نظمت أول شطر في أول قصيدة لي وأحاول تلمس الجديد وكان الشطر يحمل تأثراً كبيراً بمطلع قصيدة أحمد شوقي في أبي الهول، ومطلعها:
    أَبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُر = وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُر
    وبدأت أكتب أول بيت شعر على نفس وزن قصيدة شوقي وأنا أحسب الخطوات أثناء سيري في الشارع على وزن بحر المتقارب، بعد ذلك اكتشفت في معلقة الأعشى الشاعر الجاهلي والتي يقول مطلعها:
    ودع هريرة إن الركب مرتحل = وهل تطيق وداعا أيها الرجل
    أن عدد الايقاعات في كل شطر أربعة عشر ايقاعاً، وتبين لي أن هذا العدد ينطبق على كل أبيات المعلقة وحين جلست وقت الغروب وجدت أن منظر الأفق دائري والشكل الدائري ينقسم الى سطرين متساويين، فتساءلت اذا كانت الحركة الدائرية التي تقع في عمق هندسة الكون تتكون من شطرين متساويين متقابلين كما هو معروف علميا فلماذا لا يكون شطر البيت الشعري المكون من حركتين متساويتين هو أيضا حركة دائرية من الناحية النغمية، وهذا ما ينطلق على أي بيت جيد من أبيات الشعر يؤثر في الانسان ويشعره بالطرب والسرور لأن هذا هو نفس تركيب الكون كله من ذلك التركيب الدائري، وينطبق هذا على حركة الدم بين الشقين المتساويين في الجسم الحي أو كانت حركة الالكترون حول نواة الذرية أو حركة الكواكب حول الشمس ومن ثم كانت محاولاتي وثقل رؤيتي.
    على هذا جاء انحيازك للشعر الكلاسيكي؟
    - لقد استرحت نفسيا الى هذا النمط لأني كما أقول أن الشعر الحقيقي هو حركة الكون في كلمات الانسان هذه الحركة التي رأينا خصائصها التوافقية أو الدائرية وأيضا الدلالية ولأن هذا النمط نمط كوني وليس مجرد نمط تراثي ورثناه عن امرئ القيس أو عن مكتشف انغام الشعر العربي وهو العالم العظيم الخليل بن أحمد، بل هذا النمط نمط كوني وليس مجرد نمط تراثي فقط، فإن الشعر الشطري هو الشعر الحقيقي فإذا كانت نفس الانسان قد ملت طبيعيا منذ البداية وقبل أن أعرف هذه الخاصية الهندسية والعددية شديدة الدقة والانضباط فإن اكتشافي للحقيقة العدادية للشعر قد وضعت في يدي البرهان الذي جعلني أكثر تمسكاً بهذا الميل الطبيعي الى هذا الفن الذي ينفرد عن جميع الفنون الأخرى بجملة حقيقة الكون كله ولهذا فإنني أرى أننا في خلال الخمسين عاما الماضية قد خسرنا وخسر العالم الذي تخلى عن أنغام الشعر خسارة كبرى لأنه فن يعيد الى النفس البشرية انسجامها مع الكون هذا الانسجام الذي يعيد الينا سعادتنا وتوازننا بعد أن تحدث فينا اضطرابات الحياة الاجتماعية وصراعاتها.
    ولماذا اختفى الآن الشعر الكلاسيكي؟
    - لأن الشعر الكلاسيكي قد هوجم هجوما قاسيا واتهم بأنه شعر الطبقة العالية والعصور الملكية في زمن كانت الأنظار تتجه الى تغليب القطاعات الشعبية والاهتمامات العامة على ما يسمى بالرأسمالية فكانت كرهية الشعر الكلاسيكي جزء من كراهية النظام الرأسمالي لأن الشعر بطبيعته فن السمو والفكر الراقي وهو لا ينسجم مع طبيعة التوجهات التي شاعت ضد النظام الرأسمالي.
    ما رأيك في القصيدة الحديثة.؟
    - هذا النوع من الشعر يأتي تحت مسميات كثيرة، الشعر الحر وشعر التفعيلة وأخيرا قصيدة النثر التي قضت على البقية الباقية من أنغام الشعر وحطمت الشعر كله بعدما استنفذت آخر ما عندها حين محت الايقاع النغمي محوا كاملا من فن الشعر وها نحن نرى النتيجة ماثلة أمام أعيننا انصراف كامل عن الشعر ولا أنكر أنني كتبت على سبيل التجربة شعر التفعيلة غير المنتظمة ومنها قصيدة الندم التي نشرت في مجلة الشعر ووضعت بعض هذه الأعمال جنبا الى جنب في ديواني الأول، الا أن في ديواني الثاني وبعد أن خوت التجربة ابتعدت تماما عن هذا الشعر الذي لا يتوافق مع حركة الكون كما خلقه الله.
    هل نعيش زمن الشعر أم الرواية؟ - الحقيقة أن الشعر فقد جمهوره بل أصبح فناً مكروهاً لدرجة أن أحد الناشرين الانجليز ذكر في مقدمة أحد الكتب التي تضم مجموعة ما يسمى بالشعر الحر أن الناس أصبحوا يكرهون فن الشعر كما يكرهون الرياضيات فجمهور الشعر انصرف الى الرواية بأشكالها المختلفة المكتوبة والممثلة في شكل سينمائي أو مسرحي أو حتى مسلسلات تلفزيونية فإذا عرفنا أن فن القصة والرواية هو فن يقوم على الصراع والصدام ويستمد منه كيانه وأن فن الشعر هو بطبيعته الموسيقية والدلالية هو فن التوافق والانسجام لأدركنا مدى الخسارة النفسية والوجدانية التي خسرها ليس العالم العربي وحده ولكن العالم كله بتحطيم الكيان الموسيقي للشعر الشطري في الشرق والغرب لأن هذا التحطيم قد افقد الشعر كيانه. صحيح أن الناس قد اندهشوا وهم يرون انهيار صروح النغم الشعري الا أنهم بعد فترة قد سئموا هذا الافراط في صورة الاستعارة التي أخذ الشعراء المحدثون يعوضون بها خسارة النغم الجميل.
    الحركة النقدية تواجه انتقادات كثيرة بسبب عدم مواكبتها لحركة الابداع.. ما رأيك؟
    - الحركة النقدية تكاد تكون راكدة فلا يوجد الآن ما يمكن أن نسميه مذاهب أدبية فضلا عن عدم وجود النظرية التي على أساسها تزدهر الحركة النقدية، اذا لا وجود في تاريخ الأدب العالمي الا لنظرية واحدة كبرى هي نظرية المحاكاة التي تناولها الفيلسوف أفلاطون وأرسطو وإن اختلفنا فيما بيننا حول تقدير الشعر الذاتي الذي رفع افلاطون شأنه والشعر الدرامي الذي رفع أرسطو شأنه والحقيقة أننا يمكن أن نزعم أن نظرية مثل نظرية (الشعر حركة الكون في كلمات الانسان) ببرهانها الرياضي الذي قدمناه يمكن أن تكون محورا تدور حوله حركة نقدية قوية مفيدة للشعر مكانه ومكانته في حياتنا لكن للأسف ان مثل هذه النظرية تحتاج في استيعابها الى ثقافة علمية بجانب الثقافة الأدبية وهو ما لا يتوفر الآن في نظامنا التعليمي الذي يفصل بين العلم والأدب فصلا واسعا، فأذكر وأنا أستاذ الأدب العربي القديم أن الأدب لا ينفصل عن باقي العلوم فكان قديما الأديب يكتب في كل المجالات وكانوا علماء.
    هل تعني بهذا أننا يمكن أن نمتلك نظرية نقدية عربية؟
    - في الفترة الماضية كان لا وجود للنظريات ولكن كان هناك مذاهب واراء مثل الواقعية والسيريالية والانطباعية والمثالية وغيرها من المذاهب لآن النظرية شئ آخر اذا فهي وجهة نظر تنبني على اساس من البرهان وخاصة اذا كان هذا البرهان عدديا وليس مجرد برهان وصفي وهو ما لم يوجد على الاطلاق في حدود علمنا في أي مرحلة من مراحل الأدب العالمي، ولكن أستطيع أن أزعم أن بنظرية (الشعر هو حركة الكون في كلمات الانسان نكون قد امتلكنا نظرية تمتلك البرهان الرياضي لتساوي عدد الايقاعات في الشطرين والعودة الى نفس الايقاع النغمي فيما يسمى بالقافية ويصاحب ذلك الحركة الدائرية في معنى البيت كما رأينا فيما سبق، فالشعر من خلال هذه النظرية هو ظاهرة كونية على لسان الانسان وبكلمات الانسان فنحن نتأمل حركة الكون الأزلية من خلال هذا الشعر التوافقي ولابد أن البشرية عائدة الى هذا الأصل الجميل.

    القاهرة - محمد الصادق:

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23
    هل الشعر العمودي تهاوى لأجل تلك الأسباب ( فكانت كرهية الشعر الكلاسيكي جزء من كراهية النظام الرأسمالي لأن الشعر بطبيعته فن السمو والفكر الراقي وهو لا ينسجم مع طبيعة التوجهات التي شاعت ضد النظام الرأسمالي. )


    هذا غير شاف


    (((( نعيش زمن الشعر أم الرواية؟ - الحقيقة أن الشعر فقد جمهوره بل أصبح فناً مكروهاً ))))

    وهذه الجملة استوقفتني كثيرا

    هل الشعر هو الذي ساء أم الشعراء ؟

    هل الشعر هو الذي يموت أم الجمهور؟

    استقراء عام للمنتديات العربية - المنحلة والمحترمة - يرينا أن الأمة أمة بيان، حتى جهلة اللغة بينها

    وجولة حول العالم عبر الشابكة ترينا أننا نهتم بالكلمة ونتأثر بها، ويسموننا عاطفيين أو محترفي كلام....!

    رغم أننا في مرحلة من المراحل السيئة بيانيا فعلا، إلا أن معدل اهتمامنا وشكله يستنطق ذلك التعليق الذي أسمعه كل شهر في كل بلد

    ويقولونه كنقد لنا أحيانا ( نتكلم ولا نعمل أو نطرب للكلام ونتفنن فيه أكثر من العمل, أو نحب الشعر أكثر من اللازم )

    وأحيانا غيرة من عواطفنا الجياشة، وألسنة نسائنا التي تطرب الرجال ( تعليقات زوجات أجنبيات لرجال عرب )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23
    أعتقد أن الشعر يحتاج ضمة رجلين، رجل مثل أخي وأستاذي خشان، يعوض العجمة التي حدثت ويبسط الأمر ..
    ورجل كالباردوي أو سيد قطب يسكب - بردا وحرا على القلوب، وتألقا أيضا - روحه في القصيد، وتكون حياته مصداقا لذاك
    وساعتها سنرى مع من سيقف الجمهور مع الرواية أم مع القصيدة
    ولا أنكر أن النثر أوسع وأشمل، لكن الخصوصية للشعر( في مجالاته فقط) والجمال المتسع للنثر في كل مجال

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    أستاذي وأخي د. إسلام المازني

    ألف شكر وأدعو الله أن يعيدك لنا سالما

    أجا أخي هي عجمة أدبية فكرية حضارية.

    والله يرعاك.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    يحسن أن يقرأ مع هذا موضوع ( الوزن - الدماغ - الزمن )

    http://arood.com/vb/showthread.php?t=509

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الكريم العليم

    أسعدكم الله

    نظرا لرغبتي في عمل ملفات علمية بدلا من موضوعات متناثرة
    أضم هذه الكلمات الحديثة! للحوار القديم الحي
    وأحي أخي الحبيب، وكل من تابع وأحب لغتنا وغار عليها



    "مراسلات في الحداثة واللمسة الحداثية ... "



    قال الأنام وقد رأوهُ .. مع الحداثة قد تصدر

    من ذا المجاوزُ قدرهُ .. قلتُ المقدّم بالمؤخر

    هذه من المراسلات الحزينة سببا، لكني أحببت أن أكون عينكم في أمرها،
    ونحن في العصر الذهبي لأهلها، أحدث ويحدث.. وأرجو ألا يعتبوا لقسوتي، وأشهد الله تعالى أني أرجو لي ولهم اللقاء على كلمة وسط سواء، وأن يتحلى البعيد منا بالشجاعة، ويقترب معانقا في إخاء

    تعلم -رعاك لله- أنه لولا الدعم المادي والإعلامي ما تصدر من تصدر، بعد أن خربت له الدار ليسود
    ويصبح مشروبها الرسمي بالإكراه، أو باستغلال الببغائية، أو النفعية في قلوب سود

    يرتقي الجاهل الغني اعتباطاً .. ويزجّ الأديب بين الجناة

    وطن بات عن بنيه غريباً .. تجتني خيره أكفّ الغزاة

    وقومنا لو كانوا فطما ما رضعوا، والجمال في الحداثة ليس ذاتيا.. فليس العتب على الداعم والمدعوم وحدهما.

    هذا التحليل النفسي -أو القيمي-للحداثة، والمصابين بها، والمتصفين بنعتها، ليس تأويلا! كما يفعلون حين يفتكون بنص، بل هو قراءة للواقع، ولتطور الحالة، وأيدته مصائب ما بعد الحداثة، وما تلاه ويتلوه، إلى أن تطلع الشمس من مغربها.

    والحداثة أصلا طريقة أدب-زعموا- ظاهرا وباطنا، لا ذكر فيها للرب تبارك وتعالى بخير، ولا بعبودية حقيقية، وكأننا خلقنا سدى، والكون ليس فيه سوانا..
    وتقوم على الاستخفاف باللفظ، وهذا يهز كل مدلولاته ومعانيه، بما فيها المعاني السامية، ويزيل قداستها بنسبة ما، ومن ثم يكون هناك استخفاف ثم زلل!

    وَإِذا القُلوبُ اِستَرسَلَت في غَيِّها .. كانَت بَلِيَّتُها عَلى الأجسام!

    ألا ترى الزلل الأممي الجماعي؟ والتواطؤ الدولي.. والمزاج العالمي الذي تقوده راعية الإعلام؟
    ألم تر إلى سلوكهم الفردي" أقصد الثنائي.."
    ألا ترى أن القلم بات كالسيجارة! والأدب كالتدخين! والملتقيات حفلات؟

    ثم الاستخفاف بالأوزان والنغمات
    فالحداثة من محاورها إزالة القداسة عن كل لفظ
    ونهايتها ونتيجتها إزالة القداسة والتقديس عن كل شيء..
    هربت من التنافس في النظام والتناسق والجمال والألق، إلى الهذيان والفوضى الخلاقة!

    خادع الجهال في العل .. م فعدوا العلم عارا
    ونهوا عنه البرايا .. ورضوا الجهل اختيارا

    ثم قلت -عن عثرتك-هي في عيني جميلة، ثم قلت: بل هي أجمل! وطعنت من عجزت أن تصل إليه، ثم جرأك عليه غطيطه، وسيدك المريد!

    يُغري جَوارِيَهُ بِها فَيَجِئنَها .. وَيُغيرُهُنَّ بِها فَيَستَعلينا!

    ثم إزالة التعظيم والتوقير والتقدير
    ومن ثم إزالة الأدب، والطاعة، والمرجعية، والخشية، والسمت، والتوقير، والوقار! والحشمة مع النفس والناس، ومع الرب الجليل تعالى ودينه، ومع لغة الدين وحجمه.. وهذا عندنا وفي حداثة غربهم كذلك..
    "وتأمل فقدان هذه الأمور في أمة تجد ما بقي لها هو تخبط بين بين، أو حيوانية بتقنية، أو انظر أسفل قليلا تجدها راكعة لغيرها تعتلف.."

    وإلى جانب هذا ففي الحداثة ترك كل الثوابت الشكلية الأخرى، وهذا أمر ثان، فيكتبون بطرق متناثرة مبعثرة، ويقللون من قيمة نمو الفنون الكتابية، والذوق المتطور والجماليات المحسنة، وكأنما بعدما وصلنا للنضج والقمة، بل عانينا من التكلف في الرسم والتصنع، ءان أوان التطرف الأخر، وخلع كل شيء، والكتابة بطريقة المجانين، أو المتخلفين الذين لا يعقلون، ولا يعلمون ولا يتحضرون، ولا فنون لغة عندهم، أو الذين لم يبلغوا الحلم، أو الذين لا يبالون في مزاحهم ومزاجهم، كأهل الهذيان والمخدرات والسكر والعبث..
    كأنما صار خلع الثوب وانزال السروال من عند الوسط إبداعا لأنه تغيير- راجع موضة السروال الساقط السالت- وكلها واردات منظومة ثقافية واحدة لا تبعث لنا أسرار الطاقة النظيفة والفضاء، بل عربدتها فقط..

    وكأنما بات المشي للخلف بدلا من المشي للأمام حداثة وتنويرا، فترى الناس أقفيتهم ملوية، ويسيرون ظهورهم لغايتهم..ألا تراهم؟
    و المشي مترنحا كالسكران تطورا سرديا..وهذا يسري على لي القناعات في الجوائز الأدبية بل والسياسة

    والفن المنظور كذلك.. فتطوير الغزل-الصوف الملون المغزول- مثلا لا يكون بلسعه بالسجائر وثقبه،
    وتطوير المؤثرات الصوتية لا يكون بوضع صوت القيء والاستفراغ مع صوت خرير الماء،
    أو بضرب الأصوات في الخلاط، وآه من طمس الألوان بالمكنسة السريالية، ثم التفنن في استجلاب المعاني من البقع..ويقولون أبونا سلفادور دالي وغيره
    وبعد كل هذا فنحن متحجرون؟ لا نفهم المنظومة الجديدة! أو نربطها وهي مفككة؟ فما الذي ألصق الحداثة الأدبية بالحداثة الأخلاقية و.."أنا أسأل من-وما- الذي يوجه الأخلاق؟ ومن منا فصل الكلام عن معناه؟ وما الكلام إن لم يكن معنى يحدث أثرا مباشرا أو غير مباشر؟"
    وبعد كل هذا يقولون كلامنا تقليدي.. وليس جميلا، وإن كان جميلا فهو عادي

    وعَادَاني عَلَى هَذَا أُناسٌ .. وأَظْلَمُ منْ يُعادِيكَ الْحَسُودُ!

    القبح هو الموضة، الجمال موضة قديمة..
    "...الحديث"..كلمة مقرفة لكن ما اقترفوه أشد
    "مع عدم احترامي لخيانتهم في الوصف الحداثي البراق، ولا للغيرة الكبيرة، والعناد الوعلي، والتشوهات النفسية، أو الجموح الطامح للتقدير، ولا لعدم التواضع، وقلة العلم والإنصاف..آه طويلة جدا، ثم يحكمون على أدبنا وفهمنا لديننا"

    وسبب البوح المتجدد هو أني رأيت في بيان بعض من رأيت لمسة حداثية في التعبير، بكل أسف..
    وقد هالني هذا جدا، فالحداثيون يخربون الإيمان كالصهاينة وعباد
    الجنس لو ترك لهم الكلام عن فقهنا "كفقهاء!"، وتقليدهم -ولو في الشكل الظاهر- كارثة حقيقية
    وقلت: لعله غير متعمد، ولعله تسرب لأقلامهم مع رؤية الجيل الوسط الذي يكتب الشعر
    والنثر بشكل بين الحداثي وبين الإنساني الفطري السوي "السوي في حبه ولعبه وهزله وخطئه!"،
    أو يصوغ الجمال بقلم لا يسير على إيقاع الأوزان، وبتعبيرات القرن الماضي فقط، التي وردت مع عاصفة التغريب الصناعية وصرعات الموضة، وكلها نبتة مغذاة بالهرمونات الضارة فتضخمت بسرعة

    يا غضّةَ السن يا صغيرتها ... أمسيتِ إحدى المصائب الكُبرِ!

    وقد ينظرون للتقدم المادي والخلقي تنظيرا مليحا، ثم تركسهم سلوكيات الرواد منهم، ومشاهدهم وسيرهم ودعواتهم، وهنا نرى لسانين، واحد يقطر شهدا، والثاني ينطف خمرا "أو كلمة قريبة منها.."
    وإذا سلمنا بأننا معا نبحث عن الصواب، وأضاءت ومضته في ذهن أحدنا لوهلة، ثم لم يحافظ على القبس، أو لم يحفظه من دهس من حوله بأفكارهم السوداء الدائرية، وحلت في عينه العاجلة فماذا أقول..


    وندائي إليك أيها الحبيب الغالي:
    ما هذه اللمسة الحداثية؟..تريد أن تصعد؟ أم تعبت من الصمود؟
    ..أبعد النضج والاتزان تعود لسني حداثتك ورعونتها!
    ليس الشبه فيه تمام التطابق، ولا هو في جل المعنى، لكنه موجود.. وبين! طعما ورائحة، ولونا باهتا شوش على صفاء الماء

    لماذا تقلدون هؤلاء؟
    أرى أن:
    التعبيرات والطريقة
    العربية الأصيلة -القابلة للتطور وليس الانتكاس والاهتراء - تختلف عن جموح وشطح الحداثة
    وحتى لو شابهته في الشكل فقد خالفته في الأريج
    ولو كان -فليكن-الشكل الحداثي مقبولا , فحين يصبح سمة وسمتا، وشارة لطائفة معينة،
    أو يكون له تبعات وعواقب ونتائج وخيمة، رأيناها ولا نتوسمها، بل وقعت وأوقعت بكثيرين، ورأينا ما ءال إليه أمرهم أنفسهم، وأمر الثقافة والحقائق على أيديهم،
    فهنا يجدر بنا البعد عن هذا الشكل التعبيري والقالب البياني، وعن تراكيبه وتهويماته، صيانة لنا من التشبه، وصيانة للعامة والناس جميعا من تفشي هذا النمط، أو من زوال الحاجز النفسي معه
    فمشابهة الظاهر تقرب، وقد تورث مشابهة الباطن"ولعلها علة النهي عن التشبه عموما بغير المهتدين ومخالفتهم في الأمور التي ليست بذاتها جرما"، لذا تسد أبواب الخراب، ولا يكتب عليها ممنوع الدخول.. فالنفس لا تؤمن عليها الفتن
    ولا يجرئنها أحد على تمنى لقاء العدو، ومصادقة إبليس مع التحرز!

    وَأَعلَمُ أَنَّ الغَدرَ في الناسِ شائِعٌ .. وَأَنَّ خَليلَ الغانِياتِ مُضَيَّعُ!

    والفئة التي نحبها، ليست من أهل الحداثة لكن:

    تعبيرات وطريقة صف الكلمات ونثرها
    ثم لمحات المعاني لديهم
    والجمل والتراكيب اللغوية "بالمضاف والمضاف إليه الشاذين، أو الصفة والموصوف المغاير"
    التي هي جمل تهز النفس لغرابتها، ويتعبون في توليفها لتكون جديدة وصادمة، بغض النظر عن لياقتها
    إيمانيا أو أخلاقيا أو عقليا أو لغويا، وأثرها اللاحق على قيمة المعنى الذي عبث به ليبرز الإبهار الجديد!
    والبراعة عندهم هي البحث عن هذا دون مراعاة لأي شيء ..أي شيء..
    وأعني ما أقوله ورأيته بعيني..حتى لو بالوا على الصفحات.. ولو كتبوا بالمقلوب، وعن المقلوب..!، وصفقوا لقوم لوط.. -عليه السلام- وهذا هو الهوى، أعيذكم منه إذا جرى..

    تَجري العُقولُ بِأَهلِها فَإِذا جَرى .. كَبَتِ العُقولُ وَزَلَّتِ الأَحلامُ!

    ومن قلدهم بحسن نية يقع في أمور أقلها المشابهة، وقد يتأثر هو، أو يتأثر من يقرأ له، وتزول عنده أمور هامة من قيمة اللغة والتعبير، هي في ذاتها ليست عقدية إيمانية أصلية، لكن تبعاتها تنعكس على شروخ في أبنية الذائقة والقبول لديه، والاحترام الواجب لقيمنا كلها، بداية من الأدب والثقافة -أو الفهم لها وهو ممن يقرؤون السرد الممزق المسكوب- نهاية بالألفاظ الشرعية، وربما ميوعة المعنى"تأمل وركز"، وتصلب القلب -عافانا الله تعالى- فحيرتهم لفظا تنعكس على تطوح أرواحهم وأحلامهم وأفكارهم وسلوكياتهم

    كأَنهما خيطان بالقلب علقا .. فإن صعدا يصعد وإن هبطا ارتمى


    ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    أخي وأستاذي الكريم د. إسلام المازني

    أهلا بك بعد طول غياب

    استمتعت للدكتور ناصر الدين الأسد في موضوع الحداثة على الفضائية الأردنية قبل حوالي شهر أو شهر ونصف. وقد ذكر فيما ذكره حول الحداثة أن مجلتي شعر وحوار وهما رائدتان في هذا المجال - التبشير بالحدائة - قد تلقتا دعما من وكالة أمنية أجنبية معروفة جدا.

    يرعاك الله ويطيل عمر أستاذنا د. ناصر الدين الأسد.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23





    الشقيق الأكبر والأستاذ النادر

    وأنا شوقي بطول غيابي، وأرجو أن يقلمه اللقاء..


    ولعلنا نشرب قهوة عربية قريبا إن شاء الله
    وليتك -إن اتسع وقتك- تصف لنا أهم ما بالحوار المذكور من حقائق، وأمتع ما به من تعبيرات التصقت بذهنك، قبل أن تسافر إلى عالم النسيان، لتزيد هذه الصفحة بركة، فأنا ومن سيبحثون عن الحداثة أحوج لهذه الزيادة في العلم هنا، بدلا من الوقوع في حفرة من حفر الشابكة

    فيا ليتَ قومي يُبصِرونَ وليتَهم .. إذا أبصروا نورَ الهُدَى اتَّبَعوه

    وحين نرى حداثة القوم هي كلماتهم للكون وحركاتهم فيه، لأنها التي تبنى عليهم انفعالاتهم- وليست فراغا عدميا في عالم الشعور..- ومن ثم سلوكياتهم!، فضلا عن مآلاتهم عندما تنتهي الرحلة
    "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين"

    ولهذا قلنا إن الكلام عليه حساب، فقال قائلهم: من يحاسب؟
    قلنا لو قلته خاليا ما سألناك..أما وقد تعرضت لنا، ولكل شيء في حياتنا باللسان، الذي هو أشد أثرا ماديا ومعنويا من الرصاص، فهل نعاملك كالمجنون الذي يهذي؟ وقد تكلمت في الأعراض والملل والأخلاق والعلاقات واللغة والثقافة..

    فلو كان الكلام بلا حساب، فكيف يكون الحساب؟
    وإذا أخذنا موقفا قلتم قضاة تحاكمون.. وهل يلزم المرء أن يكون صنما لكي ترضوا عنه!
    ومن ثم يترككم تعبثون بدينه وثقافته وحضارته، وتذيبون أمته ومستقبلها..
    فرق كبير بين الحكم القضائي والإيجابية، ثم إن الفواحش الفكرية لا تحتاج إلى قاض، ولغتنا لا تحتاج بيننا إلى ترجمان..
    وإذا أنتم أخذتم مربضا قلتم أصحاب مبدأ.."فما لكم كيف تحكمون.."

    والحداثة هي خطاب المرء للكون مفتتا.. مهما أسموه
    وإذا استدبر الكائن كل القيم، ونتف ريش العصفور الجميل، أو ذبحه وقال: هكذا أجمل
    فكيف يكون الحال.. وكيف يكون الحساب مع الشذوذ الذوقي واللغوي والعقدي

    ولئن ثار الغرب على أسباب تخلفه، وقلب كل شيء، ونفض كل شيء
    فلماذا لا نقلده في الفكرة والمبدأ، بدلا من تقليده في الصورة بغباء؟

    تَرَكتُمونا لِأَقوامٍ تُخالِفُنا .. في الدينِ وَالفَضلِ وَالأَخلاقِ وَالأَدَبِ!

    فننفض أسباب تدهورنا، ومنها فهمنا المتآكل للدين ورسالته وحجمه في قلوبنا وحياتنا
    فديننا ولغتنا كانا أسباب نهضتنا، وقدنا العالم لما قادنا الهدى، وهوينا لما لم ندر عنهما شيئا..إلا بعض أمور..
    ودينهم وأساطيرهم عن الغيب كانا أسباب عصور ظلامهم، وتقدموا لما نقضوا تسلط كهنتهم، ومحاكمتهم للعلماء والفلكيين، وتحالفهم الدنس مع السلطة.. ولكن امتدت الثورة الغاضبة لتنزع حتى البقايا الجميلة، لأنها كرهت كل قديم وهنا كانت المراهقة الفكرية، وقادها فلاسفة الرعونة العلمانية، لتحدث انقلابا على الأخلاق لصالح المادة والمنفعة، وخلعا للثياب وفوضى جنسية، وحرية "حرية رد فعل" باتت همجية، وتعقب تلفا للعالم وللأجيال القادمة..

    لا تَذكُروا الأَخلاقَ بَعدَ حِيادِكُم.. فَمُصابُكُم وَمُصابُنا سِيّانِ

    حارَبتُمُ أَخلاقَكُم لِتُحارِبوا .. أَخلاقَنا فَتَأَلَّمَ الشَعبانِ


    وكل هذا مرتبط بحداثة الأدب واللغة، ونزع الجذور بدلا من تنقيتها من الأعشاب والحشائش الضارة والشوك..وبدلا من رعاية البذور وتكبيرها واحتضانها، وتطوير ما سبق الوصول إليه.. هدمنا كل شيء، وليتنا بنينا بعده شيئا.. بل تأملنا كومة الأنقاض بإعجاب مفتعل تقليدا للغرب، وتفننا في تشكيل أكوام يومية من الركام الشعري والنثري، ولا تبقي على هذا الأيام .. والواقع يشهد
    أنه لا خلود لأدب كهذا مختل طائش الكلمات
    ويبقى الجمال جميلا والزبد زائلا

    في الأرض يمكث من ينفعْ ويُثبِتُه .. رب السموات مثلَ الشامخ الراسي

    وهاهم بعض منظريهم يعودون، بعدما رأوا ما جرى..

    ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23






    مراسلات في الحداثة "الجزء الثاني"


    (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم)


    في الأدب وفي كل شيء سنبدأ باسم الله الرحمن الرحيم، هكذا الحق، وهكذا علمنا الحق، ولن تكون تبركا فقط، بل دلالة وعلامة وعالما



    لا ينفع الأسفُ النفوسَ أو الأسى .. الكفّ أولى والتصبر أحسن

    مما يؤسف وأنا أكتب الجزء الثاني، أن أتذكر شخصية عربية كبيرة ممتلئة رصينة، لم تقف وقفتها الأخيرة المرجوة، قبل أن تذهب إلى حيث لا يعود أحد ليعيد ما كان، إلى الدار الآخرة..
    وقد خطا خطوات جليلة، ولم يصرح للعامة بما وصل إليه بشكل حاسم مبين


    وإِذ كانَ في ما ينتَوي مترددا ... نَضا سَيفَهُ من غِمده وهوَ لا يَدري


    ويؤسفني كذلك أننا كنا نعيب على بعض قومنا تفكيرهم بعواطفهم، واليوم نضطر -بعد أن حجزنا الحياء دهرا- من توبيخ بعضهم على التفكير بغرائزهم..

    فتألفت من بين شهوتها وشبـ.. ـهتها قياسات من البطلان!

    وأنا أرفع صوتي محبة وأملا، كأخ وأب وصديق حميم، يريد انتشال صاحب عمره من محنته الفكرية، أو بشكل أدق "من خياره الحياتي وممارسته الربحية"، فيهزه هزا، ويصرخ في وجهه، وهو يعلم أن هذا لن يغضبه، فالثقة والتاريخ بيننا يمنعان الشك في مقصد أي منا...

    وأنا أفرق جيدا بين النبلاء الممتحنين، وبين بعض من يحبون التجديد، وإن كانوا لا يفهمون تبعات الحداثة، ويبقى من يقرأ ساخطا حانقا-حتى قبل أن يقرأ هو عاتب- ليخط جوابا ودحضا، ويبقى الأمل في أن يوقف هو العجلة قليلا.. قبل أن تقف به طويلا...

    فيوم بَينِكَ يَومٌ ... يَكون فيه وَفاتي


    ونقف هنا وقفة لابد منها قبل أن نتلقى الرد النمطي:
    الإسلام ليس "فكرة" أو "فكرا"، وليس "أيديولوجيا" أو فلسفة، إلا في نظر من لا يفهمون كيف يقدم هو نفسه، ولا كيف عاشه أهله الأول، ولا أظن عدم الفهم هنا قصورا عقليا محضا، بل قلة رغبة أو عدم اكتراث، لا تنظروا للعالم كما ينظر إليكم، ولا كما يصفكم، ولا كما يريد أن تكون الصورة، ارجعوا للوراء قليلا
    أو تقدموا للأمام وانظروا... ولا تخافوا؟ كيف ترون الصورة قبل عدة قرون؟ وكيف هي بعد عدة قرون؟
    كيف هي عموما؟
    أريدكم فقط أن تخرجوا من إطار اللحظة وضغطها عليكم زمانا ومكانا وإنسانا و...
    منذ متى ونحن نقلد كل مؤلف؟
    هل هناك حقائق مادية تشهد لرسالة سماوية؟

    إذا ترددنا هنا فلتكن هذه أول منازل الطريق بيننا، وأول محطة في الرحلة

    أسافِر عن علم اليقين لِعَيْنه.. إلى حقّه حيث الحقيقةُ رِحْلتي


    فالثوابت في "الأدلة المادية" و"العلم والإيمان"، أسبق كركيزة بلا شك، قبل مناقشة فلاسفة الحداثة، لأننا سنبني على منهج استدلال مشترك، وإلا لذهبنا نقدر بغير الوحدة القياسية العيارية، فيصبح هناك كيلو متر مصري وءاخر هندي وثالث يوناني.. فكيف نتعجب من اختلافنا في النتيجة!

    وصدق مقدمات في قياس .. لنا منه نتيجة ريِّ ظامي

    فأسفر عن مَحيّا الحق حتى .. نشاهده وَنشهد بالتزام


    وليس الحديث عن التوحيد ببعيد عن الحداثة، أو عن المرجعية، فحين يتصرف بعض الحداثيين بطريقة لا دين لها، ويصبح هذا أشهر ممارساتهم "العبث بالرموز الدينية"
    فنذكر عقلاءنا بأن الإلحاد قد يكون بإنكار سلطان الله، وليس إنكار ذاته تعالى، وبقلة
    التوقير" ما لكم لا ترجون لله وقارا"
    "وما قدروا الله حق قدره"، أو بسحب المعنى من النصوص ومن الكتاب العزيز!" مع ادعاء بقاء التقديس وصيانة الدين!"، والنتيجة لكل هذه الفعال

    جحدوا الإله ولست أدر... ي كيف رب الناس يجحد

    هب أنهم ما أدركوا ... خلق الملائك والمجرد

    أو ليس في خلق الكوا... كب ءاية للّه تعهد

    أترى تقوم بناية ... من غير بان أو مشيد

    عميت عيون لا ترى .. ءايات بارئها الممجد

    ومن وهب الحياة والروح للمادة، فصارت لها ذات فاعلة وشعور وعاطفة؟ وأقام بإتقان خبير علاقات كل الجزئيات داخل الذرة، ومن أوجدها أصلا؟ ومن نسق بين وظائف العضيات في جزيئات الخلايا، لتدير نسبا دقيقة ومجهرية" تقاس بالنانو" لا تختل كالهرمونات والصوديوم، ومن أرسل الرسل وأنزل الكتب؟

    يرسِل اللَه بِهِ الرسلَ عَلى .. فَترات مِن ظُهورٍ وَخَفاء

    كلما أَدّى رَسولٌ وَمَضى .. جاءَ مَن يوفي الرِسالاتِ الأَداء


    هل من كرم الإنسان وعلمه البيان يرضى لكم اتباع الملحدين نابذي عبادة الواحد الديان، في الشكل
    وهدم لغة القرءان؟ وتخريب العقائد وتجريد النصوص من المضمون.. والعبث بدلالات الكلمات، بل وبالمقدسات والمحرمات؟


    ... هكذا هو، وهكذا نراه، الإسلام حقيقة، والتفكير من خلال الحقيقة ليس عيبا، والتجرد من الحقيقة المطلقة- وهي موجودة إلا عند مكابر- ليس مزية ولا منقبة ولا سموا، ولا هو صواب، فأنت تتجاهل: أنت رجل أم امرأة، أنت إنسان أم دابة.. وتبدأ تشك في كل شيء!
    وعند هذا المستوى لا يقف أهل نظرية الشك ولا التجرد، بل يسيرون على أربع " من سار منهم" أو يرجع العقلاء ..
    "الأحياء: العقلاء، والأموات: الجهال، قاله ابن قتيبة، ونعوذ بالله من موت الضمير كذلك"

    أما من غضب على الحداثة، وغار عليها من كثيرين يفككون تركيبها لتظهر، فلماذا لا يغار كل على محبوبه؟

    لكن.. لو بانت لك خيانتها " لا زالت الخيانة سيئة حتى بين الخونة بعضهم بعضا في الأفلام الغربية، ولم تأكلها الحداثة النسبية، والأخلاق المتطورة"؟

    ولو بان لك أنها ليست هي التي وصفت لك نفسها؟ فماذا بقي لك منها لتعشقها؟ الجمال الوقتي؟ اللذة الطائرة؟ إذا فقد اقتربنا.
    صن نفسك عن التلصص على عورات الجيران وتمتع بالجمال "بفرض أنه كلام ماتع وهو ليس كذلك"!
    إذا ليس كل جمال يحمد السبح فيه! حتى عند بني صهيون
    حل وسط؟
    بين صواب وخطأ؟
    ألا زلت تؤمن بالله؟ فكيف تجيب عن هذا الحل الوسط يوم العرض؟

    وقفة:
    إن هذه النظرة التي تسبح في التحليل النفسي " وليس طبقا لنظرية التحليل التي هي مرض أصلا "
    نابعة من ميلنا لذلك دوما في كل نقاشنا، فنستنطق الجذور النفسية، وليس فقط الجذور العقلية والأدلة، ثم إن القرءان الكريم لفت النظر لذلك دوما، فبين أسباب ومنطلقات الرفض النفسية، وجذورها من شهوات وكبر وعتو وغير ذلك، وهذا الخطاب لأساتذة كبار أرجو أن يصيب بقعة الضوء في قلوبهم، وقد انتقل من المراسلات الخاصة إلى العامة حرصا على عدم اختزاله وإسقاطه على أي نفس، وعلى نشر الخير.. والنصح إن قسا أحيانا فهو دواء، وإن حلا فهو غذاء، وفي الحالين لا يرفضه حكيم حليم..

    والأن:
    هل تعتبر الحداثة الأدبية الكتابية مرحلة نثرية أو شعرية، كما يتمنون أن تكون "أو حتى أن تسمى، أو أن نقر لهم بذلك"؟
    الجواب استفهامي كالسؤال:
    وهل الإصابة بالخرف -"ألزهايمر" وليس الزهايمر كما يكتب -مرحلة في عمر كل إنسان؟ أم إنها إصابة ومحنة مرضية عابرة، تحدث أحيانا لبعض الناس، أي أنها ليست مرحلة تطورية حتمية في تاريخ الفنون البشرية، تماما كوقوع بعض الناس في الحفر الفكرية
    ولن أخوض في كونها منظومة كاملة عن الكون والوجود، تشبه العقيدة الدهرية، أو ما هو أسوأ..
    ومعلوم أن تصورك عن شيء:
    عبادة البقرة.. مثلا!
    أو الإلحاد والمشاعية.. مثلا!
    أو عبادة الجنس أو المال أو الشهرة أو حب التعالم .." مثلا مثلا"
    مع استحضار مفهوم العبادة، وأنه ليس السجود بالبدن فقط..
    سينتج عنه تغير في فنونك المسموعة والمكتوبة، وفي لهوك وهواياتك بلا شك، فلن تسمعني الموشحات! فأنت نهم متلهف على اللذة، فمعاني الموشحات لا تناسب رغبتك، وإيقاعها لا يجاري رعونتك وسرعتك.. وطيشك، أنت تريد السرعة والخطف -ثقافة التيك أواي- والْعبَ، ولا تريد أن تقف، أو تتذكر أن ما تأخذه ليس لك، وأنك ستسأل، ولا حتى التذكير بأن لك روحا، وأن للروح خلاقا عليما.

    وَبرهن عَن وَجود الله حَقاً... بِلا بدءٍ وَلا حدِّ الختامِ

    ويهديها صراطاً مستقيماً .. يبلغها إلى دارِ السلام

    عَرفنا أنَّ وحيَ اللَهِ يُوحي .. لِمَن شاءَ الإلهُ بلا اكتتامِ

    وهل تناسي عالم الروح ينفي وجوده؟ وهل توضع رؤية للحياة متجاهلة أحد مكوناتها؟

    سر الوجود وقدرة الكونِ التي .. شملت وأذنَ غَيثها بِثراء

    هل تناسي عالم الذوق والأخلاق يلغيه؟ أم يحدث فجوة بقدر قيمته؟
    هل كون بعض العادات نسبية ينسحب ويطرد ليؤصل قاعدة أن الأخلاق نسبية!
    هل اختلاف بعض الناس حول بعض نصوص الدين مسوغ لمحوه من حياتنا، وقصره على خلواتنا؟
    فلماذا لا نلغي صفة كل شيء، لأن بعض الأجزاء ملتبس أمرها.. أستغفر الله، أيكون النور كالظلماء؟ والأموات كالأحياء، والنار كالماء؟ كل هذا من أجل لقيمات...



    كل شيء أيها الحبيب متصل ببعضه، والسياسة متصلة بالكتابة، ملتصقة بالعلم وبالمجتمع، وبمعرفة الصديق المشفق من المتملق، وبكون الكون كما هو.. " لا كما نتصور ولا كما نريد " فحين تحدث مغالطة فكرية، فتردداتها ستحدث تبعات في عالم الإنسان كله، وحين يتم طمس الدين في منظومة فكرية مثلا، لصالح جزء من علم يتقلب ولم يستقر، ويقلب نظرياته رأسا على عقب كلما اكتشف نجما أكبر مما تسمح به القوانين للحد الأقصى للحجم عنده، أو بكتريا تعيش على الزرنيخ، أو حمضها النووي مختلف عن نموذج واطسون، أو غير ذلك كثير.. أقول حين يطمس الدين القويم- أو أي دين- في ركن من العقل والرؤية، سيؤثر هذا على نتاج هذا العقل في الكتابة والمسرح بل وفي الحياكة... ولن يؤثر على حقيقة الكون ونتائج العبث، وسترى النتيجة في عالم الإنسان والنبات كذلك.. فستتغير سلوكيات الناس كرد فعل على هذه الخواطر التي صيرتموها ناموسا للكون، وسنرى ما نرى الأن...

    وأوضح: الثوابت البدهية لا تتغير... ومن الممكن تلفيق القوانين وتصديقها لقرون، وراجع تصورات البشر عن أمور كثيرة..
    وهذا خلاف المسلمات البدهية "بحق وليس ما حشر حشرا فيها"، والأخلاق "تحرز كسابقه مع ربطها بتعليم الله تعالى لنا"، فلا تتلون، ولا تتقلب... والفطرة كذلك لا تكذب.. وإلا فعد لتقبض على الماء.. وتحيا في علم الكلام والأوهام والجدليات.. وقد تعب هؤلاء كثيرا، وعادوا قبل الرحيل منهكين مقرين بالصواب..

    والمثال لبيان الربط والترابط:
    خرجت الموسيقى الصاخبة، حين كسرت الضوابط الاجتماعية وليس الفنية.

    وكان هذا نتيجة ثقل الضوابط عليهم، فقد أتعبهم القائمون عليها، وزادوا من فتنتهم، وأعانوا الشيطان عليهم، فكرهوهم في الكنيسة والدين كله، فصار مشقة مفتعلة، وكبتا وحرمانا، ولم تفتح أبواب النور العقدية -النظرية والعملية- والنظم المتكاملة لترضي الأنفس وتعوض القلوب، " فالدين ليس قائمة ممنوعات فقط، بل لديه عطاء كبير ليعين على المهمة"، وأكمل إبليس المهمة..:

    بدأت الأغنية الكلاسيكية! تهتز المطربة وهي بثوبها! وتلمح
    يوحونَ بالخُطَبِ الطوَال وتَارَة ... وحْي المُلاَحِظ خيفة الرّقباء!

    ثم خرجت الأغنية الشبابية
    ثم الأغنية الراقصة
    ثم الأغنية الجنسية
    ثم أغنية الشذوذ وفعل قوم لوط
    ثم
    وألحوا في تسميتها فنا
    وفي إدخال عالم الخمارات والبارات والعاهرات والزنا
    كمشهد ثابت فيها
    وأجبر الحداثيون على القبول بكونهم زملاء فن لهؤلاء! فنحن فنانون وأنتم فنانون..
    فالحداثة هنا هي خلع الثياب الشعرية، كما خلعت ثياب الراقصين والمغنين.. "وهذا ليس إبداعا، وليس جديدا! وليس تجديدا..
    ولم يكن غائبا عن بال التقليديين كما تسمونهم، بل تركوه قرفا.."

    وتوقفت الدنيا عند مشهد واحد لشكل واحد من العلاقات الإنسانية، وبطريقة واحدة، في كل أغنية
    وهذا ليس منهجا جديدا
    وليس مدرسة عموما، بل هو طريق المتسربين من الدراسة، والفاشلين الهاربين من المعاهد العلمية ومن العمل، والساقطين من المجتمع للتسول أو للسرقة، وللدعارة وتجارة المخدرات، وللتشرد الاختياري بتمزيق الملابس مثل مريض الفصام، عافانا الله وإياكم وهم كذلك، وهذا مبتلى وذاك متمارض..
    ويظهر التركيز فقط على ترك الاحتشام في المعنى، وترك الأناقة في القول
    ونبذ التناسق في الإيقاع
    والهجوم على كل جميل متزن رائق واضح
    لصالح السهولة والجهل " فيمكنك أن تحيك ثوبا بغرز منحنية معوجة، وبخطوط متعرجة، وبعض الغرز كبير والبقية صغيرة، كطفلة تتعلم الخياطة اليدوية، بل ولصالح النزق الفكري والشكلي، وإمكانية كون الجميع أهل شعر وكتابة ومحترفين
    ما دامت لديهم مشاعر..عفوا ..غرائز
    .. وتقول بعد كل هذا، هذا منهج جديد، هذا جميل.. ويصفق لك المدخنون
    وحين يكون أحدهم ملما بشيء من الثقافة يغرق في الجدليات، كأنما هو أعمق مفكر، والإغراق هنا هو نفس إغراق الفلاسفة المشتتين، الذين جمعوا غرائب المفردات، وبعض التناقضات جنبا إلى جانب بعض الأسئلة وبعض الأحاجي البسيطة، لتثبت أنه لا شيء صحيح- والتي رد عليها العقلاء- والحكم الأولية لتوهم السامع أن القائل مفكر.. " هذه معالم خلطة الفكر، كما ورد في المقال الأول خلطة التعبير"

    ويمكنك أن تسمع أفضل من كلامهم -على نهجهم- لدى من لم يتعلموا سوى حياة الكائنات الأولية غير العاقلة، مثل راقصات الموالد وهن يدافعن عن مهنتهن وتوابعها، أو يشرحن فلسفة الحياة.. فهناك مختصر القصة، مع فارق الموائد.
    والتركيز هنا على مثل الراقصات لأن الزنادقة قديما قويت لغتهم، ورصعت حججهم!


    والهرب غربا كان من اللمسة الكنسية في الترانيم، للضجر من كل ما هو منهم، وما هو وقور، هربا إلى
    "البوب "، وهنا كان مللا من الروح الدينية، التي يشرق بها من لم يفهمها، ومن فتنه سلوك اللاعبين بالدين، ومن لم ينشرح صدره، إلى عالم سهل، اهتماماته يومية، وحاجاته لحظية، ويمكنك التربع على عرشه بسهولة، لأنه عرش على الأرض، وليس فوق جبل، فأنت ابن اللحظة، ولا تبصر غدا، ولا تستبصر نورا ولا مصيرا، ولا يرونك إلا جلدا ولحما وغددا، ومن ثم تلقى في القمامة حين يتغضن إهابك لصالح لاعبين جدد، وهو ما حدث لبعض الكبار، حيث قلقوا لأنهم لم يعودوا يأتون بجديد "ويتصلون بالجريدة: هل عقب القراء على فعلتي، عفوا قصيدتي"، ولأن الجيل الجديد فعل نفس فعلهم-السهل- فنافسهم، وهكذا.. ومع العمى عن النظر للأدلة الكونية حولهم، وهي تقضي بالحق، كان العمى عن إيجاد منهج سليم كبير، لذا ألقى الجديد بالقديم في سلة القمامة بسهولة، لأنه لا يشكل قيمة فنية خالدة، ولا حتى مادية، وقال: أنا أحدثت ما هو أحدث من هذا.. وهكذا .. بمنتهى السهولة تلد الحداثة من يقضي عليها وبنفس منطقها!
    رأيت ءالة لهو يلعبون بها .. بميسر ذاك مغلوب وذا غلبا!
    أليس التغيير هدفا في ذاته؟ وإن ذهب بنا إلى الجحيم؟
    ومشهد تلاشي شعراء الحداثة -بريقا- من الجيل الأقدم شعريا يشبه أخاه في عالم "الفيديو كليب"
    فأنت لست قيمة، بل لقمة.. وليس لذاتك بل للحمك، ولجدة شكلك، والمنافسون كثر.. ولحمك يجف وشكلك يمل..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط