النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: القرآن وماهية الأدب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    القرآن وماهية الأدب

    القرآن الكريم يحدد ماهية الأدب

    للأستاذ حسن عبد الفتاح الحضري


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تكرم أستاذي حسن عبد الفتاح الحضري بإهدائي كتابه ( القرآن الكريم يحدد ماهية الأدب) وعلى عادتي في تقديم نبذة في باب الكتب، فيما يلي مقتطفات من هذا الكتاب مع بعض التعليقات.
    كنت أعرف أن العرب تميز بين الشعر والرجز كما وبين الشاعر والراجز. ولكن الجديد الذي أضافه لي الكتاب ما نقله في ( ص – 32 ) عن الخليل قوله :" الرجز المشطور والمنهوك ليسا من الشعر ، وقيل له ماهما؟ قال أنصاف مسجعة، فلما رد عليه قال: لأحتجن عليهم بحجة فإن لم يقروا بها عسفوا ، فاحتج عليهم بأن الرسول عليه السلام كان لا يجري على لسانه الشعر"
    وانظر إلى دقة التعبير في ( مسجعة ) ولم يقل مقفاة فإن التقفية من خصائص الشعر.
    وقال النبي عليه السلام في حفر الخندق:
    ما أنت إلا إصبع دميت
    وفي سبيل الله ما لقيت
    كما قال:
    أنا النبي لا كذب
    أنا ابن عبد المطلب
    وكلاهما من الرجز.
    ومن هنا كان الرجز في عصور العرب الجاهلي والإسلامي والأموي وربما العباسي لا يكتب على هيئة شطرين وكتابة أرجاز تلك الفترة على هيئة الشعر حديثا تخالف طبيعة الرجز.

    يقول الأستاذ ( ص- 49) :" مع ملاحظة أن هذه الأوزان التي جاءت بها الآيات الكريمة إنما هي أوزان أشطر وليست أوزان أبيات كاملة ، وهذه حكمة الله عز وجل لأن مجيء آية بوزن بيت كامل من الشعر يتعارض مع قوله تعالى :" وما علمناه الشعر وما ينبغي له"

    أجدني أختلف معه هنا. فما من دليل على ما تفضل به والذي يروى عن تعريف أهل العلم الشعر أنهم يشترطون فيه ثلاثة شروط
    1- قصد قول الشعر
    2- أن يكون بيتين فأكثر
    3- أن يكون متحدا القافية.

    ومما وجدته على ذلك وأنقله من الرابط:
    http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%...&d1184007&c&p1

    "
    وقوله: {وجفون كالجواب وقدور راسيات} قَالُوا هَذَا مِنَ [ مجزوء] الرَّمَلِ وَكَقَوْلِهِ: {وَمَنْ تَزَكَّى فإنما يتزكى لنفسه} قالوا هو مجزوء مِنَ الْخَفِيفِ وَقَوْلِهِ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} قَالُوا هُوَ مِنَ الْمُتَقَارِبِ أَيْ بِإِسْقَاطِ (مَخْرَجًا) وَقَوْلِهِ: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا} وَيُشْبِعُونَ حَرَكَةَ الْمِيمِ فَيَبْقَى مِنَ الرَّجَزِ وَحُكِيَ أَنَّ أَبَا نُوَاسٍ ضَمَّنَهُ فَقَالَ:

    وَفِتْيَةٍ فِي مَجْلِسٍ وُجُوهُهُمْ ** رَيْحَانُهُمْ قَدْ عَدِمُوا التَّثْقِيلَا

    دَانِيَةً عَلَيْهِمُو ظِلَالُهَا

    {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}.
    وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} قَالُوا: هُوَ مِنَ الْوَافِرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} قَالُوا: هُوَ مِنَ الْخَفِيفِ وَقَوْلِهِ تعالى: {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا} ونحوه قَوْلِهِ: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} وَهُوَ عِنْدَهُمْ شِعْرٌ مِنْ بَحْرِ الْبَسِيطِ وَقَوْلِهِ تعالى: {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مما تحبون} وقوله تعالى: {فلا فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إلا من رحم} وقوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قد سلف} وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ موسى}.
    ويحكى أنه سمع أعرابي قارئا يقرأ {يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم} قال: كسرت إنما قال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} فَقِيلَ لَهُ: هَذَا الْقُرْآنُ وَلَيْسَ بِشِعْرٍ.
    فَالْجَوَابُ قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ الْفُصَحَاءَ مِنْهُمْ لَمَّا أُورِدَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَوِ اعتقدوه شعرا ولم يروه خارجا عن أساليبهم لَبَادَرُوا إِلَى مُعَارَضَتِهِ لِأَنَّ الشِّعْرَ مُنْقَادٌ إِلَيْهِمْ فلما لم يعمدا إِلَى ذَلِكَ دَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَعْتَقِدُوا فِيهِ ذَلِكَ فَمَنِ اسْتَدْرَكَ فِيهِ شِعْرًا زَعَمَ أَنَّهُ خَفِيَ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ وَهُمْ مُلُوكُ الْكَلَامِ مَعَ شِدَّةِ حَاجَتِهِمْ إِلَى الطَّعْنِ فِي الْقُرْآنِ وَالْغَضِّ مِنْهُ وَالتَّوَصُّلِ إِلَى تَكْذِيبِهِ بِكُلِّ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ فَلَنْ يَجُوزَ أَنْ يَخْفَى عَلَى أُولَئِكَ وَأَنْ يَجْهَلُوهُ وَيَعْرِفَهُ مَنْ جَاءَ الْآنَ فَهُوَ بِالْجَهْلِ حَقِيقٌ.
    وَحِينَئِذٍ فَالَّذِي أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاءُ عَنْ هَذَا بأن ((الْبَيْتَ الْوَاحِدَ وَمَا كَانَ عَلَى وَزْنِهِ لَا يَكُونُ شِعْرًا وَأَقَلُّ الشِّعْرِ بَيْتَانِ فَصَاعِدًا)) وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ صِنَاعَةِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ.
    وَقَالُوا: أَيْضًا إِنَّ مَا كَانَ عَلَى وَزْنِ بَيْتَيْنِ إِلَّا أَنَّهُ يَخْتَلِفُ وَزْنُهُمَا وَقَافِيَتُهُمَا فَلَيْسَ بِشِعْرٍ أَصْلًا ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّ الرَّجَزَ لَيْسَ بِشِعْرٍ أَصْلًا لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مَشْطُورًا أَوْ مَنْهُوكًا وَكَذَا مَا يُقَارِبُهُ فِي قِلَّةِ الْأَجْزَاءِ وَعَلَى هَذَا يسقط السؤال.
    ثم يقول: إِنَّ الشِّعْرَ إِنَّمَا يَنْطَلِقُ مَتَى قُصِدَ إِلَيْهِ عَلَى الطَّرِيقِ الَّتِي تُعْمَدُ وَتُسْلَكُ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَتَّفِقَ مِثْلُهُ إِلَّا مِنَ الشُّعَرَاءِ دُونَ ما يستوي فيه العامي والجاهل والعالم بالشعر واللسان وتصرفه وَمَا يَتَّفِقُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ فَلَيْسَ بِشِعْرٍ فَلَا يُسَمَّى صَاحِبُهُ شَاعِرًا وَإِلَّا لَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ شُعَرَاءَ لِأَنَّ كُلَّ مُتَكَلِّمٍ لَا يَنْفَكُّ أَنْ يَعْرِضَ فِي جُمْلَةِ كَلَامِهِ مَا يَتَّزِنُ بِوَزْنِ الشِّعْرِ وَيَنْتَظِمُ بِانْتِظَامِهِ.
    وَقِيلَ: أَقَلُّ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجَزِ شِعْرًا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ بِحَالٍ قَالَ الْقَاضِي وَهَذِهِ الطَّرِيقُ الَّتِي سَلَكُوهَا فِي الْجَوَابِ مُعْتَمَدَةٌ أَوْ أَكْثَرُهَا وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ شِعْرًا لَكَانَتِ النُّفُوسُ تَتَشَوَّقُ إِلَى مُعَارَضَتِهِ لِأَنَّ طَرِيقَ الشِّعْرِ غَيْرُ مستصعب على أهل الزمان الواحد وأهله يتقاربون فيه أو يضربون فيه بسهم."
    وعلى أي حال فإن مسألة نسبة القرآن الكريم للشعر ليست واردة عند أي ذي لب اليوم. وإن كان الوعي عليها ضروريا للرد على من يحملهم اقتران الجهل والهوى للقول بذلك.
    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    3
    شكرًا لك أستاذنا القدير خشان، ومرحبًا بمرورك الكريم؛ وأود أن أوضح ما يلي:
    قد ذكرت في كتابي -صـ49- ما نصه: (هذا؛ وقد راعيت في هذا الفصل ما يلي:................. التعامل مع الآيات الكريمة حسب صور قراءتها من إطلاق أو وقوف بالتسكين أو ما يجوز فيها من قراءات صحيحة؛ وليس بافتراض شيء غير محتمل، ولا باقتضاب بعض آية دون بعض).
    وقول الله تعالى (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14] الذي استشهدت به في تعليقك هو جزء من آية وليس آية كاملة، وكذلك قوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92] هو أيضًا جزء من آية وليس آية كاملة –إضافة إلى عدم جواز ضم إحدى الميمين دون الآخرى في الفعلين؛ لأنه جمعٌ بين القراءات- وكذلك قوله تعالى (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13] هو جزء من آية وليس آية كاملة؛ كما أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) لا يحتمل فيها الشعر؛ لأنها لا تكون قد جاءت بوزن الشعر إلا بإسقاط (إن)، وهذا غير وارد؛ لأن الله لم يسقطها، فلا نفترض شيئًا لم يحدث؛ لأننا لو اعتمدنا على افتراض ما لم يحدث سنشطُّ بعيدًا جدًّا؛ وهذا ينطبق على الآيات الأُخَرِ التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم الكريم ما عدا قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) [ق: 40] فله توجيه ينفي اعتباره من وزن مجزوء الرمل، وقد ذكرت هذا التوجيه في كتابي -صـ57- 58- لهذه الآية الكريمة ونظيرتها من سورة الطور.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحضري مشاهدة المشاركة
    شكرًا لك أستاذنا القدير خشان، ومرحبًا بمرورك الكريم؛ وأود أن أوضح ما يلي:
    قد ذكرت في كتابي -صـ49- ما نصه: (هذا؛ وقد راعيت في هذا الفصل ما يلي:................. التعامل مع الآيات الكريمة حسب صور قراءتها من إطلاق أو وقوف بالتسكين أو ما يجوز فيها من قراءات صحيحة؛ وليس بافتراض شيء غير محتمل، ولا باقتضاب بعض آية دون بعض).
    وقول الله تعالى (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14] الذي استشهدت به في تعليقك هو جزء من آية وليس آية كاملة، وكذلك قوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92] هو أيضًا جزء من آية وليس آية كاملة –إضافة إلى عدم جواز ضم إحدى الميمين دون الآخرى في الفعلين؛ لأنه جمعٌ بين القراءات- وكذلك قوله تعالى (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) [الصف: 13] هو جزء من آية وليس آية كاملة؛ كما أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) لا يحتمل فيها الشعر؛ لأنها لا تكون قد جاءت بوزن الشعر إلا بإسقاط (إن)، وهذا غير وارد؛ لأن الله لم يسقطها، فلا نفترض شيئًا لم يحدث؛ لأننا لو اعتمدنا على افتراض ما لم يحدث سنشطُّ بعيدًا جدًّا؛ وهذا ينطبق على الآيات الأُخَرِ التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم الكريم ما عدا قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) [ق: 40] فله توجيه ينفي اعتباره من وزن مجزوء الرمل، وقد ذكرت هذا التوجيه في كتابي -صـ57- 58- لهذه الآية الكريمة ونظيرتها من سورة الطور.
    سلمت أستاذي الكريم

    ونورت منتداك. فأهلا وسهلا.

    وجهات النظر كما ترى تختلف في هذا الموضوع. ولست أميل إلى إحداها أكثر من الأخرى.
    ولكني ولجلاء الحقيقة سأكون محامي وجهة النظر الأخرى

    والاختلاف مدعاة لتنشيط البحث.

    ومن قبيل تحفيز التفكير والبحث العروضي وخاصة في الموضوع المهم ( بين الذاتي والموضوعي )

    أعود لما تفضلت به حول الآية الكريمة " ومن الليل فسبحه وأدبار السجود "

    حيث رفضت اعتبارها وزنها مطابقا لوزن بيت من مجزوء الرمل للاعتبارات التالية

    1- قولك " ربما يتصور البعض أنها قد جاءت بوزن بيت من مجزوء الرمل والأمر ليس كذلك لأن الله سبحانه منع ذلك عن النبي "

    نحن كلنا نؤمن بقوله تعالى :" وما علمناه الشعر وما ينبغي له " وليس هذا موضوع اختلاف. الاختلاف هو حول تعريف الشعر بيت أو أكثر .

    لغيرك أن يقول :" إنما نفى الله عن القرآن الكريم موافقة نص منه لبيتين شعريين موحدي القافية "
    وليس لك ولا له أن يقول إن الآية الكريمة منحازة لرأيه.

    فاستعمال ذلك إصدار للحكم قبل المناقشة. فالآية تنفي الشعر ولكنها لا تقدم تعريفا لحده الأدنى. فالمرجعية في الحكم إنما تكون لما يتفق عليه الطرفان .
    وهنا أمران:

    أ – نفي الشعر عن القرآن الكريم وهذا اعتبار موضوعي وهو محل اتفاق

    ب- تعريف الأدنى من الشعر وهذا أمر ذاتي فيه اختلاف. واعتبار (أ) حكما في (ب) استعمال للموضوعي لخدمة الذاتي.
    بمعنى آخر إنك توحد رأيك الذاتي بالآية المقدسة لتكسب رأيك قدسيتها. فلو كنت أؤمن بأن الآية الكريمة تفسر حد الشعر بأنه بيت واحد لما كان هناك حوار ولا اختلاف.

    2- قولك :" والصحيح أن هذه الآية الكريمة جاءت بوزن شطر العجز من الرمل التام ثماني التفعيلة "

    هنا أيضا ينبغي التفريق بين الذاتي والموضوعي.
    ليس في عروض الخليل رمل تام ثماني التفعيلة. أخشى أن يكون فهمك الذاتي دافعا لك لتأليف عروض جديد على مقاس هواك في هذا الأمر.

    موضوعيا هذه الآية الكريمة يمكن أن يأتي نصها وعلى غرار ما ذكر الشهاب في السياق التالي:

    فلتفق من ذا الهجود ... لذْ بمولاك الحميد

    ومن الليل فسبحْـ ......ـه وأدبار السجود

    والتزم ذِكْرًا كريماً ..... ليس عنه من محيد

    أدعوك أن تنحي الذاتية جانبا وتحكم موضوعيا على هذه الأبيات.

    3- قولك :" فنحن هنا أمامنا توجيهان أحدهما مردود بنص قوله تعالى " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "

    ليس الخلاف حول قوله تعالى والإيمان به. الخلاف حول تعريف حد الشعر.
    من يخالفك في تعريف حد الشعر لا يقل إيمانه بالآية الكريمة عن إيمانك.
    ليس لأحدكما أن يتخذ من إيمانه بالآية ( وهذا أمر موضوعي ) دليلا على صحة رأيه ( وهو ذاتي ).


    كثرة المراجع ليست دليل صحة. ولكن إن كان قد جاء في القرآن الكريم أن حد الشعر هو بيت واحد فإن من كتب في المواقع التالية بأن حد الشعر بيتان
    يصبح إيمانهم - أو فهمهم للقرآن - مشكوكا فيه ويقع عليك - والحالة هذه واجب تفهيمهم .
    *
    https://library.islamweb.net/newlibr...k_no=67&ID=295

    "وقالوا أيضا : إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف وزنهما وقافيتهما فليس بشعر أصلا . "

    *
    وانظر إلى رد الباقلاتي في ( إعجاز القرآن ) على من زعم أن في القرآن شعرا بدلالة :

    http://library.islamweb.net/newlibra...=240&ID=7#docu


    "إذا كان كذلك ، علم أن الذي أجاب به العلماء عن هذا السؤال سديد ، وهو أنهم قالوا : إن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا ، وأقل الشعر [ ص: 54 ] بيتان فصاعدا . وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام .

    وقالوا أيضا : إن ما كان على وزن بيتين ، إلا أنه يختلف وزنهما أو قافيتهما - فليس بشعر . "


    *

    وانظر إلى ما قاله الزركشي في ( البرهان في علوم القرآن )

    http://islamport.com/w/qur/Web/2758/600.htm


    فالجواب قال القاضى أبو بكر إن الفصحاء منهم لما أورد عليهم القرآن لو اعتقدوه شعرا ولم يروه خارجا عن أساليبهم لبادروا إلى معارضته لأن الشعر منقاد غليهم فلما لم يعمدا إلى ذلك دل على أنهم لم يعتقدوا فيه ذلك فمن استدرك فيه شعرا زعم أنه خفى على أولئك النفر وهم ملوك الكلام مع شدة حاجتهم إلى الطعن فى القرآن والغض منه والتوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن فهو بالجهل حقيق.

    إذا كان كذلك ، علم أن الذي أجاب به العلماء عن هذا السؤال سديد ، وهو أنهم قالوا : إن البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا ، وأقل الشعر [ ص: 54 ] بيتان فصاعدا . وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام .

    الخلاصة أستاذتي أنك بقولك تخرج عن الإجماع أوشبه الإجماع بين أهل العربية ولا بأس بذلك.
    لكن ليس لك أن تقول إن تفسيرك لحد الشعر يعتمد على الآية المذكورة .
    الآية مرجع يلزم الجميع أما فهمك لها فهو موضوع خلاف ولا يلزم غيرك.
    *

    عندما أقول إن الرقمي رسالة فكرية مستمدة من عقلية عربية تتربع على قمة الفكر وهي عقلية الخليل قبل أن يكون لوزن الشعر وضبطه

    فإن ( الذاتي والموضوعي ) من أهم عناصر هذه الرسالة .

    https://sites.google.com/site/alaroo...theyab-shaheen


    يرعاك الله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    3
    مرحبًا بك أستاذنا الكريم خشان، وشكرًا على تعليقاتك التي تنمُّ عن سعة اطلاعك، ووافر علمك، وإيمانك باختلاف وجهات النظر.. لكن أجدني أقول:
    أولًا: فيما يخص الأبيات الثلاثة التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم السابق؛ التي تضمنت آية كريمة من سورة (ق)؛ فهي واضجة كما تقول في أن آية (ق) [إذا ذُكرت في غير القرآن] فهي بيت من مجزوء الرمل، لا خلاف في ذلك، لكن هي في القرآن لها توجيهان كما ذكرت في كتابي مما هو موضح في ردي على تعليقك الأول، وليس موافقة هوى نفسي هو ما جعلني أذهب إلى أن الرمل التام في أصله ثماني؛ ولكني فعلت ذلك تقديمًا للآية الكريمة كقاعدة ثابتة، تتبعها قواعد العلم بعد ذلك؛ عند الاختلاف.
    ثانيًا: لو أن البيت الواحد لا يسمى شعرًا، فلماذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكسر أحد شطريه؛ كما ذكر الخليل بن أحمد –رحمه الله؟!!
    والذي نتفق عليه معًا هو نفي الشعر عن القرآن، وهو أمر واضح وضوح الشمس كما اتفقنا، لكن الاختلاف بيننا في التوجيه، والاختلاف أمر وارد طالما كان حصيلة الفكر والتحليل.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحضري مشاهدة المشاركة
    مرحبًا بك أستاذنا الكريم خشان، وشكرًا على تعليقاتك التي تنمُّ عن سعة اطلاعك، ووافر علمك، وإيمانك باختلاف وجهات النظر.. لكن أجدني أقول:
    أولًا: فيما يخص الأبيات الثلاثة التي تفضلتم بذكرها في تعليقكم السابق؛ التي تضمنت آية كريمة من سورة (ق)؛ فهي واضجة كما تقول في أن آية (ق) [إذا ذُكرت في غير القرآن] فهي بيت من مجزوء الرمل، لا خلاف في ذلك، لكن هي في القرآن لها توجيهان كما ذكرت في كتابي مما هو موضح في ردي على تعليقك الأول، وليس موافقة هوى نفسي هو ما جعلني أذهب إلى أن الرمل التام في أصله ثماني؛ ولكني فعلت ذلك تقديمًا للآية الكريمة كقاعدة ثابتة، تتبعها قواعد العلم بعد ذلك؛ عند الاختلاف.
    ثانيًا: لو أن البيت الواحد لا يسمى شعرًا، فلماذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكسر أحد شطريه؛ كما ذكر الخليل بن أحمد –رحمه الله؟!!
    والذي نتفق عليه معًا هو نفي الشعر عن القرآن، وهو أمر واضح وضوح الشمس كما اتفقنا، لكن الاختلاف بيننا في التوجيه، والاختلاف أمر وارد طالما كان حصيلة الفكر والتحليل.
    سلمك الله أستاذي وبارك فيك .

    أحترم وجهة نظرك مع عدم الخلط بين نفي الشعر عن القرآن ولا خلاف عليه فهو دين .
    وحد الشعر ولا علاقة له بنص الآية الكريمة والاختلاف فيه وارد، ولا يقدح الرأي حوله بدين صاحبه.

    تقول :" ولكني فعلت ذلك تقديمًا للآية الكريمة كقاعدة ثابتة"

    أعتقد أن لك أن تقول :" ولكني فعلت ذلك تقديمًا لفهمي للآية الكريمة كقاعدة ثابتة ".

    من خالفك الرأي حول حد الشعر لم يخالف الآية الكريمة. وما يهمني في الدرجة الأولى هو الفرز بين الذاتي والموضوعي.

    كم نتج من مصائب بسبب تسخير الموضوعي - في غير العروض مما هو أخطر - لخدمة الذاتي.


    يحفظك الله.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    سلمك الله أستاذي وبارك فيك .

    أحترم وجهة نظرك مع عدم الخلط بين نفي الشعر عن القرآن ولا خلاف عليه فهو دين .
    وحد الشعر ولا علاقة له بنص الآية الكريمة والاختلاف فيه وارد، ولا يقدح الرأي حوله بدين صاحبه.

    تقول :" ولكني فعلت ذلك تقديمًا للآية الكريمة كقاعدة ثابتة"

    أعتقد أن لك أن تقول :" ولكني فعلت ذلك تقديمًا لفهمي للآية الكريمة كقاعدة ثابتة ".

    من خالفك الرأي حول حد الشعر لم يخالف الآية الكريمة. وما يهمني في الدرجة الأولى هو الفرز بين الذاتي والموضوعي.

    كم نتج من مصائب بسبب تسخير الموضوعي - في غير العروض مما هو أخطر - لخدمة الذاتي.


    يحفظك الله.

    حسنًا أستاذنا الكريم، فلنقل إذًا: (ولكني فعلت ذلك تقديمًا للآية الكريمة -حسب فهمي لها- كقاعدة ثابتة)، ويبقى الأمر اختلافًا وليس خلافًا إن شاء الله.. شكرًا لكم.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط