البداية من 28 : 00


تـَعَالـَيْ،حفيفُ الشعر يَسحـَقـُه الصدى
بأوراقــِنا أبكى الصباح َ وأسعدا

أتـَنـْسَيْنَ في بيَّارةِ النـَّجم ِ لوزةً
تـَصِدُّ بأنياب الشتاءِ مَنْ اعتدى؟

دُخَانُ الأماني ملَّ حرقَ مشاعري
بقيثار مَنْ أشكو وعودي تجمَّدا؟

إذا اختل في شدوِّ الغريزةِ موطنٌ
فلن يـَضْبـِطـَ التـَّهْجـِيْنُ طيرا تـَهَوَّدا

سبيلي فضائيُّ الطـِّباع ِ،تبعثرتْ
عليه طباشيرٌ، وعلمٌ تبددا

كـَأنَّ انحباسَ الآه ِ يَعْصِرُ غيمة ً
بصدري،فيعلوه الضَّجيْجُ تـَنَهُّدا

تآكلَ همسي من جِياع ِ هواجسي
وديوانُ لحمي بالأضاحي ترددا

ومن أيِّ مصباح ٍ أسيرُ،عروبتي
أراها بزيتِ العلم لِلِّدفْءِ موقدا

بجنبيْ عـُواءُ الذنب ِ يطفو كأنـَّه
غبارُ المعاصي بالضمير تـَمدْدا

وتـَبدو بأعصابي المِهارُ، وتختفي
جنودٌ، ونبضي بالعراء ِتجلـَّدا

فهذي بحطينٍ، وتلك أميَّةٌ
وهارونُ بالمحصولِ مُزنا توعَّدا

نزفتُ اليتامى يا بنةَ الـشعر فاحفظي
رمادُ القوافي من ضلوعي تولَّدا

أعيدي لثوب ِالشعر ِعيدا وصبيةً
وأغرودةً يبدو لها الثغر موعدا

أيـا أرضُ فـي كـَفِّي الصقيـعُ، وبيدري
عفـيـفُ الصبايـا،والمناجـلُ لا يـدا

أهاجرُ عن شوقٍ إليك، وأحتمي
بتاريخِك المزروع ِ في تربةِ الهدى

وتسرحُ في نهريـِك غزلانُ ريشتي
فأرسِمُ أطفالا تعانقُ مولدا

ألا فارتعيْ بالنـُّور ليلي مـُقـَيـَّدٌ
بمنطاد ِ هَمٍّ يذرعُ السُّهْدَ مـَقـْصِدا

فـُلولُ الكرى تـَمتْصُّ أهداب حـَيرتي
وتأتي بأنقاض ِالعيون ِلترصدا

وكيف يـَفـُضُّ البدرُ خِدرَ غـَمامةٍ
إذا قام من حِضْن ِالكوابيسِ مـُجْهَدَا

سـُؤالي بضوضاء الإجاباتِ عالقٌ
أنـومٌ؟ ومـلحُ الكـبـرياء تـوقـَّدا؟؟

إلى عثرة ِ التـَّقسيم ِ شرقي مُجنـَّدٌ
وغربي بساق ِ الرِّيْح ِ باتَ مقيَّدا

وفي جسدي قابيلُ وارى جريمة
وأعـلـن: يا للـثأر مني، وأزبــدا

تنوسُ على دربِ انكساري قبيلةٌ
وخطـوي بـِسَلـْسَالِ الـحـدود ِ تـقـيـَّدا

فأقسمتُ إنَّ الضعفَ للنفس آفةٌ
وإنَّ اقتلاعَ الـدَّاءِ يستوجبُ المـُدى

إذا الليلُ لم يَغـْسِلْ سنابكـَه الفتى
بماء ِالهدى، فالضوء لن ينشرَ الغدا

إلى خيمة ِ الأزمان ِ يـَمَّمْتُ فكرتي
فكانت إلى مرج ِالحضاراتِ مـِصْعـَدا

هنالكَ صَلصَالٌ، تـَمَلـْمَلَ فاسـتوى
ببابلَ فكرا أيقـظَ الطينَ معهدا

تهادى كتاباً، دفـَّتاهُ رسالـة ٌ
ومـِرساتــُه غارٌ ببحر تهجـَّدا

وآياتــُه في مِعطفِ الدهر ِ عـُرْوَة
لشمسٍ تـَخيط الرملَ للسلم مُنـْتـَدى

وقامتْ بملءِ العزم ِ للفخرِ أمة
بمحرابـِها الإنسانُ قلبا تأبجدا

أراقبُ عَبْرَ الشمس أرجوحة َ الضحى
عليها ظباءُ البال ِما اغزوزلتْ سُدى

عصا الغابِ شقـَّتـْها بمنهاج فتيةٍ
رجالٌ بَنَوا للشهبِ مقصورةَ َالمدى

يذوبُ ارتجافُ الظنِّ في صلواتِهم
وفي كفِّهم بات الدعاءُ مُوَحَّدا

أما عانقتْ بالعلم راياتُ فكرهِم
صحارى،وكان الجهلُ فيها المُسيـَّدا؟

بطعم ِانغماس البـِشـْربالمزن أعشبتْ
نفوسٌ لها يجني التضامن ُسـُؤدَدا


يرى البحرُ مجدافَ الخلاص بطارقٍ
يـُُثـِيْرُ بحرفِ النَّارِ ما يـُفـْحِمُ الرَّدى

يُرَقـِّعُ أشلاءَ المحيط ِ بنورسٍ
عليه جـَناحُ الكون ِ يـَخـْفـِقُ مسجدا

وينهضُ صوتٌ ما رأى الغربُ فاتحا
سوى العُرْب ِعدلا، في دساتيرهم شدا

تمطـَّى زكامُ الطَّيْشِ فوق رؤوسِنا
وأسدلَ أشباحَا ينوءُ بها الصدى

ودبـَّتْ بأطرافِ النفوسِ خطيئة
وكلُّ فريق ٍ عـَشـْوَ غابتـِه حَدَا

أصيلي هشيمُ القدس يخبو هلالـُه
وعيدي عراقٌ بالضباب ِتلبَّدا

وفي مُنتدى الأمجاد حِبرٌ مجففٌ
أراهُ، وسيفٌ بالزخارفِ أُغْمِدَا

وخلف انتشارِ الجُرح ِ ضاعتْ هُويتي
وشاخت عزاءً، يجعلُ الصَّبْرَ مُقعدا

كسرتُ قوانينَ الدُّمُوْع ِ تـَيـَمـُّنـَا
بطفلٍ رَعَتـُهُ الضادُ، فاختال فرقدا


أميطوا عن الزوراءِ بوما فإنـَّها
خميلة ُ آمال ٍٍ يـَقـِيْلُ بها الندى

إذا انزاح عن صَدرِ الجياع رغيفـُهم
تـَحـَدُّوا بقمحِ ِالذات ِ صاعا وسيِّدا

أيـا بَحـرُ للطغيـان ِســـِيْقـَتْ مراكبي
أمَا آنَ للأيتام ِ أنْ تتوحدا؟[/SIZE]