كنت أقرأ قصيدة الشاعر محمد فريد الرياحي وهي من مشطور مجزوء الخفيف
والقصيدة جميلة ويزيدها جمالا ورونقا انتهاؤها بروي النون ووصل الألف وما يوحيام به من شجن.

http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=12617

يــا غـزالا حـلو الجنى

قـد تــجنى بــما جنى
عــبقـريا مــن السنا
قــد تدلى ومــا انثنى
هــل إلى ليــلة المُنى
مـن سبيل قبــل المَنى
يــا خيالا مــن الدنى
قــد توارى ومــا دنا
لـيس في لــيلة الجنى



ولفت نظري ما أحسسته من كؤودة في البيتين الأول والسادس. وتبادر إلى ذهني أنهما مكسوران. دققتهما فوجدتهما صحيحي الوزن. ما سر تلك الكؤودة ؟

هنا تقوم مصطلحات التفاعيل وحدودها حاجزا بقدر أو آخر في تقرير ما يجعلنا نتجاهل ما نحس به.
2 2 2 بغض النظر عن المصطلحات والوتد المفروق إن ورود 2 2 2 في الحشو مقصور على دائرة (د- المشتبه - الخفيف ) وما زاد عن الرقم 2 2 من أسباب يشكل جرعة خببية لا يقبلها حشو بحور أي دائرة أخرى.
وحتى في دائرة المشتبه فإن البحرين القصيرين المضارع والمقتضب يضيقان بهذه الجرعة ويتخلصان منها بما هو معروف بالمراقبة أي أن 2 2 2 لا بد من زحاف أحد أول سببين فيها لينتج الوزن :
2 1 2 = 2 3 وهو الأشهر أو 1 2 2= 3 2 وهو زحاف مستثقل على الأغلب.
ولكن البحرين الطويلين الخفيف ( تن مس تف )، والمنسرح ( مف عو لا ) يطيقان هذه الجرعة الخببية. وبعضهم يرى أن زحاف 2 2 2 على 2 1 2 = 2 3 أسلس وقعا من عدمه.

مجزوء الخفيف يبدو أقرب في طبيعته للبحور القصيرة ولذا فإن ورود (2 2 2 = تن مس تف) فيه نادر أو قليل جدا. وأرجح أن زحاف 2 2 2 إلى (2 1 2 = 2 3 = تن متف ) يكاد يكون واجبا شأنه في ذلك شأن المقتضب والمضارع على اختلاف مصطلحات التفاعيل. وقد جاءت هذه الأسباب 2 2 2 غير مزاحفة في البيتين الأول والسادس فكان ذلك تفسير ما ألفيته فيهما من ثقل.

بحثت عن قصيدة طويلة على مجزوء الخفيف فوجدت قصيدة لبهاء الدين زهير من 21 بيتا ومطلعها:


هات يا صاح غنّني ... واملأ الكأس واسقني


وفي كل أشطرها زوحف التركيب ( 2 2 2 = تن مس تف ) إلى ( 2 1 2 = تن متف)
دعوة للمشاركين الكرام لاستقصاء هذا الأمر ومداه.
يرعاكم الله.