رثاء صالح
--------------
مات قبيل الفجر ونعي إلي صهري الحبيب صالح رحمه الله وبيني وبين سكناه حوالي 170 كلم ركبت سيارتي أطوي الأرض طيا فأدركت جثمانه الطاهر أخيرا على مقربة من قبره قبلت جبينه وكان لقاء ووداعا في آن ، رحمه الله ولا أحزنكم الله .
ورثيته بما أستطيع وأرجو من الله ان أكون وفيته بعض حقه ،


--------------
لِــقـاءٌ بــقُـرْبِ الـقـبْـر كــانَ وَدَاعَــا
وَقـلـبٌ غــدَاة الــرَّوْع طــارَ شُـعَاعَا


أنَـــاخَ بِـنَـا صَــرْفُ الـلـيَالي مَـطِـيَّهُ
فَـبـتْـنَا طُــرُوسـاً والـخُـطُوبُ يَـرَاعَـا


حَـنَـانـيْكَ يَــا رَحْـمَـنُ إنّــي مُـفَـجَّعٌ
وَكَـــمْ ذا مِـــنَ الأرْزاءِ جـئْـنَ تِـبَـاعَا


عَلى رَاحِلٍ كَالْبَرْقِ سَالتْ مَدَامِعِي
فَـقَـلْـبِي كَـسِـيرٌ وَالـفُـؤَادُ تـدَاعَـى


رَحَــلْـتَ وَحِــيـداً والـخَـلائِقُ هُـجَّـدٌ
وَقــرَّرْتَ أنْ تـلْقى الْـحِمَامَ شُـجَاعَا


رَمَـتْكَ صُـرُوفُ الـدَّهْرِ وهْيَ مُصِيبَةٌ
وَغَـالـتْكَ أسْـيَـافُ الـمَـنُونِ سِـرَاعَـا


لَـكَ اللهُ مِـنْ شَـهْمٍ تَسَامَتْ خِلالُهُ
جَـسُـورٍ ، إلَــى الْـعَـلْيَاءِ مَـدَّ ذِرَاعَـا


وَكُـنْـتَ الــذُرَى فِـينَا وَلَـكِنَّمَا الـرَّدَى
أحَــــالَ ذُرَانَــــا صَـفْـصَـفـاً وَقَــاعَــا


وَكُــنْـتَ جَـرِيـئـاً وَالــفُـؤَادُ مُـشَـيَّـعٌ
وَكُــنْـتَ شَـبَـابـاً وَالـمَـشِيبُ قِـنَـاعَا


وَكَـانَتْ شُـجُونٌ فِـي حَـدِيثِكَ جَـمَّةٌ
وَصِـرْتَ حَـدِيثاً فِـي الـشِّفَاهِ مُـذَاعَا


بَـعِيدُ الـرُّؤَى صَـافِي الجَنَانِ مُسَدَّدٌ
إذَا مَــا رَأيْــتَ الــرَّأْيَ كَــانَ مُـطاعَا


كَـتُومُ الـنَّدَى ضَـحَّاكُ سِـنٍّ مُحَبَّب ٌ
سَــمَـوْتَ بِـأخْـلاقٍ وَطِـبْـتَ طِـبَـاعَا


وَبِـتَّ عَـلى مَهْدِ الكَرَى بَيْنَ حُضْنِهِ
وَفِـيـهِ سِـهَـامُ الـمَوْتِ بِـتْنَ شِـرَاعَا


فَـلـمَّا تَـوَخَّـاكَ الــرَّدَى وَهْــوَ طـالِبٌ
جَـعَلْْتَ الـرِّضَى عِـنْدَ الـرَّحِيلِ مَتَاعَا


وَأصْـبَحْتَ طيَّ القبْرِ وَالقبْرُ مُوحِشٌ
وَبَــاتَــتْ دُمُــــوعٌ بِـالـخُـدُودِ رِتَــاعَـا


وَكَمْ مِنْ ذَوِي القُرْبَى تَمَنَّى وَدَاعَهُ
وَرُبَّ حَــبِـيـبٍ مَـــا أطـــاقَ وَدَاعَـــا


كَـــأنَّ بَــنِـي شَــنّـانَ يَـــوْمَ وَفَـاتِـهِ
فُـــرُوعٌ لِــجِـذعٍ قَــدْ ذَوَى وَتَـدَاعَـى


عَـلـى صَـالِـحٍ نَــوْحُ الـفُـؤَادِ وَأدْمُـعٌ
فَـلَـسْـتُ بِـمُـسْـطِيعٍ لَـهُـنَّ دِفَـاعَـا


جَـدِيـرٌ بِــأنْ تُـرْثَـى بِـأبْـهَى قَـصِيدَةٍ
فَـذِكْـرَاكَ حَــقٌّ وَالـحُـقُوقُ تُـرَاعَـى