شمولية الرقمي تخضعني لتأثير فكرتين اثنتين لا أستطيع التخلص منهما :
1- فكرة التصنيف حيوياً Taxonomy of living creaturesوفقاً لمبدأ التشابه بين الكائنات مما يؤدي إلى التجميع في زمر ذات تطور متدرج .
2- فكرة التجميع في زمر من الناحية الرياضية وفقاً لمبدأي التكامل والتفاضل كمفهومين رياضيين ..فالتكامل يعمل بين الزمر ( المجموعات ) لا بين العناصر الفردية ، فينسق بين الزمر غير المتشابهة ويجمعها لتؤدي في تكاملها وظيفة واحدة مما يحيل التناقض بينها إلى تجانس ..وبالتالي نكتشف أن السر الكامن خلف التجانس ما هو في الحقيقة إلا التناقض والتباين . والتفاضل يطرح ما هو متناقض بين الزمر في المجموعات الكبيرة مما يؤدي إلى تقسيمها وتجزيئها فنكتشف أننا حصلنا على الزمر المتباينة التي كانت تشكل كلاً واحداً متجمعاً .
هذا الكلام يأتي على هامش قراءتي لرواية التخاب للأستاذ العبقري خشان خشان ..حيث أقتطف من مطلع روايته ما يلي :
((تكون الأشياء بسيطة في بداياتها ثم تأخذ أشكالا أرقى وأعقد حسب ما أودعه الله تعالى في الكون من سنن ...)) ((كل من الدخان، الماء ، والطين مادة أولية متجانسة أو يغلب عليها التجانس ثم منها خلق الله سبحانه الخلائق فتنوعت وتفاوتت.))
((الكم والنوع هما أساس توصيف الأشياء، وعندما يكون النوع واحدا يكون الكم هو المتغير الوحيد، وتوصيفه سهل أما النوع فلعل أغلب علوم البشر المادية منصرفة إلى توصيف النوع.))
((وليس العروض بدعا في هذا المجال، فوحدتاه الرئيستان هما المتحرك (1) والساكن ( ه ) وتناوبهما له نظائر في تناوب الليل والنهار والشهيق والزفير وحركة البندول، بل إن في اتحادهما على النحو ( 1 ه = 2 ) ما يذكرنا باتحاد الهيدروجين والأكسجين لتكوين الماء. ويبقى الماء كمًّا كذلك، فإذا اتحد مع غيره من المكونات لإنتاج محاليل أو مركبات صار التغير نوعيا.)) انتهت الاقتباسات
أبدأ من الساكن (ه) لأننا عندما نلفظ المقاطع الصوتية المستقرة نقف عند الساكن ..هذا هو الأصل قبل التخاب .
ولأن السكون عندي يمثل قيمة الصفر الرياضي من حيث كونه المركز الهندسي ( غالباً ) فهو نقطة التناظر التي لا يمكن الرسم إلا بالانطلاق منها ومغادرتها وتجاوزها في أحد الاتجاهات ( وإن كان الانتقال سيستمر بالدوران حولها ) ،
وهو في الجبر قيمة مطلقة مركزية لا تتصف بالإيجابية ولا بالسلبية ..فهو المبدأ الذي منه تتوجه القيم الجبرية لتحمل قيماً متنامية ..إيجابية أو سلبية .
ولأن السكون عندي يمثل الصفر الفيزيائي في الميكانيك حيث تنعدم القوى المتجابهة والمتعاكسة فيه فيحدث التوازن السكوني .الذي لا يمكن التغلب عليه إلا بقوة محركة جديدة ( متحرك ) تؤثر في الجسم الساكن فتوجهه في أحد الاتجاهات الممكنة .
ولأن السكون عندي يمثل الصفر الكيميائي الذي تتساوى فيه سرعة التفكك والتجزؤ مع سرعة التركيب والاتحاد مما يؤدي إلى منطقة اللاتفاعل ..التوازن = السكون .ثم أي تغير في واقع الأمر لن يتم إلا بكسر السكون ( التوازن ) والتغلب عليه بالميل والتحرك نحو إحدى الجهتين .
لذلك أفكر : في البدء كان السكون بأمر الله وتقديره وخلقه فاتصف الكون بالساكن ..ثم خلق الله لاحقاً الحركة التي غيرت الوضع بتجاوز السكون فاتصف الكون بالمتحرك .
لذلك أفكر كما يلي :
المفضلات