والشّعرُ في كفي فمن يرقى إليه
(من ذا به مسٌ فيثكل والديه)*

(لابد أنه قادم ٌ به حتفهُ)
مادام فكّر أن ينازعَني عليه

الشعرُ لي غصباً ملكتُ زمامهُ
(فملكتُهُ والدَّمعُ يملأ محجريه)

(فأعدتُهُ من بعدِ يبسٍ مزهرا)
فاخضرّت الألفاظ من لغتي لديه!

ألقيت في عشتار سرَّ هطولهِ
(وسقيتُ من بحري تعطّش شاطئيه)!

(ورفعتُهُ فوق السحابِ مكرَّما)
حتّى رأيتُ الشّمسَ ساكنةً يديه!

علّمتهُ أرقى العلومِ مكانةً
(*لقنتُهُ علمًا يؤدِّبُ أصغريه)

(حذّرتُهُ مما يريدُ به العِدى)
من شرِّ من صبّوا المديحَ بمسمعيه*

فأنا الرفيق بهِ، وتوأم روحِهِ
(وحبيبهُ وأنيسُهُ في عالميه)

(وهو الصفيُّ لخافقي بتوددي)
وتمرّدي ؛ صبّاً بكلتا حالتيه !

متبسّماً عند اللقاء وضاحكاً
(خلٌّ بشوشٌ لم أجرِّبْ أسوديه)

(ماكنتُ يوما ألتقيهِ مكشِّرًا)
والبشرُ كلُّ البشرِ يسكنُ مقلتيه!

قلبي يسافرُ في فضاءِ خيالهِ
(والرُّوح نشوى في مراعي أبيضيه)

(قلبًا وفكرا لم نزل بتعشُّقٍ)
حتّى تمثّلنا الغرامُ كرافديه

ونقشتهُ وشماً بصفحةِ خافقي
(مامثله نقشٌ بدنيا أزهريه)!

(ولبستُهُ تاجا يزينُ جبهتي)
*أن كنتُ إسورةً تزيّنُ معْصميه

وزرعتهُ حدق العيونِ - وقطّ- ما
(*أنزلتُه إلا ليجمعَ أصفريه)

(صانَ الوداد وظلَّ يحفظُه إلى)
أن خلتُ إنَّ الحبَّ صنعةُ راحَتيه !

عطرُ البديعِ المستفيض وسحرهُ
(*طيبُ الأزاهرِ عابقٌ من منخريه)

(يشتمُّهُ أهلُ البلاغةِ زاكيا)
شعراً تفوحُ المفرداتُ بجانبيه

فإذا القصيدةُ قد رأتهُ تمايلتْ
(في حسنِها ميَّاسة ترنو إليه)

(تختالُ زهوا في حدائقِ عشقِهِ)
وتحطُّ مثل فراشةٍ في ضفّتيه !

جذلى تُحلّقُ كلّما قد لامست
( ببلاغة سحرَ البديعِ بمرفقيه)!

(وبلهفةٍ راحت تلملمُ بالهوى)
قُبَلَ الغرامِ الساحراتِ بوجنتيه !

الشّعرُ في كفّي فمن يرقى إليه
(من ذا به مسٌ فيثكل والديه)
*
(لابد أنه قادم ٌ به حتفهُ)
مادام فكّر أن ينازعَني عليه!

................................

مادون القوس للشاعر جبر البعداني

ماداخل القوس للشاعرة زاهية بنت البحر