شموليـــــــــــــــة - 1
============

بسم الله والحمد لله

الدورة الأولى في الرقمي بهذا المنتدى هي مبادئ وتمهيد للرقمي لذلك فكان من الطبيعي ألا تحتوي على أي فكرة شمولية ؛ لذلك سنمر عليها مرورا عابرا لا تساؤل فيه.

ولكننا فقط سنوضح في هذه الصفحة أن الرقمي لم يكتسب خصوصيته بسبب الأرقام ؛ فمن كان يدرك هذه النقطة فلا حاجة له بقراءة هذه الصفحة ، أما من كان يظن أن الرقمي - وأقصد به دورات الرقمي في هذا المنتدى - لا يكون متميزا من دون استخدام الأرقام فيلزمه قراءة هذه الصفحة.

الدورة الأولى تركز على ترسيخ فهم الرموز الرقمية للمتحرك والساكن والمقاطع والكلمات والعبارات النثرية والأبيات وحتى الآيات ثم التدريب على نظم بعض الأوزان استرشادا بصياغتها بالأرقام.

وكل هذا يعتبر تمهيدا للدخول إلى الفكرة الشمولية عن طريق استخدام الأرقام وكان يمكن الدخول إليها بأي طريق آخر أو أية وسائل أخرى ؛ ولكن الأرقام أنسب وأسهل وأفضل للتعبير عن تلك الفكرة ولذلك كان استخدامها موفقا إلى حد بعيد.

ولكي ندرك أنه يمكن استخدام وسائل متعددة نكتفي بمثال بسيط :
فمثلا كلمة (منتهى) يرمز لها شموليا بالرمز (2 3)
ويمكن أن يرمز لها في منهج آخر بالرمز (س و) حيث س = سبب = 2 ، وحرف و = وتد = 3
أي أن : منتهى = (2 3) شموليا = (س و) بمنهج آخر

وكان من الممكن أن يستخدم المنهج الشمولي الرموز (س و) أيضا ، وربما قابلته بعض المشكلات ولكنها لن تستعصي على الحل ، فمثلا بدلا من مصطلح جمع الزوجي كان يمكن أن يقال جمع السينات فيجعل س س = ص مثلا ، كذلك س س س = ع وبمثل ذلك يمكن أن يتم حل باقي ما قد يظهر من مشكلات في الترميز ، ولكن في النهاية راق لصاحب الفكرة استخدام الأرقام للتعبير عن فكرته وكان استخداما موفقا كما أسلفنا لأنها تعطيه مرونة أكبر للتعبير عما يريد.

وكان من الممكن أيضا أن يستخدم العروض التقليدي الأرقام بدلا من الوحدات ؛ فكان يمكنه أن يستخدم 2 بدلا من السبب و3 بدلا من الوتد وكان يمكنه وضع خط فوق أو تحت الرقم للتمييز بين الخفيف والثقيل أو بين المجموع والمفروق ، ولكن واضع المنهج التقليدي وجد طريقته المناسبة في الأسباب والأوتاد والتفعيلات للتعبير عما يريد.

ولن يكوم استخدام الأرقام في التقليدي بمخرج له عن التفعيلية إلى الشمولية كما لن يكون استخدام أية رموز غير رقمية في الشمولي بمخرج له عن شموليته فيصير تفعيليا.

ربما أكون قد أسهبت بعض الشيء ، ولكني أردت أن أوضح أن الأطروحة الشمولية لم تكتسب شموليتها ولا خصوصيتها من مجرد استخدام الأرقام وإنما قد اكتسبت خصوصيتها وتميزها من نظرتها الشمولية إلى الوزن من غير أن تقوم بوضع حدود فاصلة بين أجزائه ، وهذا هو ما أدى إلى ظهور فروق بين الرقمي - ليس بصفته أطروحة تستخدم الأرقام وإنما بصفته أطروحة تزيل الحدود داخل الوزن الواحد- وبين التقليدي الذي يتأسس على وجود تفعيلات ذات حدود داخل كل وزن حتى وإن استخدمت الأرقام للتعبير عنها.

كما أسلفت ليس في هذه الدورة من تساؤلات لأنها مازالت لم تتطرق إلى الشمولية.

وإلى اللقاء في الشمولية – 2 إن شاء الله

لكم أطيب الأماني