قرأت الموضوع أعلاه ..
ويبدو من تاريخ نشره بأنني لم أكن على الساحة الرقمية حينذاك 2005
ومن تاريخ رفعه للمرة الأولى بأنني كنتُ تلميذة لم أنتبه للمواضيع المطروحة بقدر متابعتي لدروس الدورات.
على أية حال، حصل خيراً
سأبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة الصغيرة والبسيطة:
هل البند نشأ في تربة الشعر العربي؟
الجواب : لا هو نشأ في اللغة الفارسية. ولم يلتزم بالعَروض العربي كقاعدة أساسية له.
إذن هو دخيل على الشِّعر العربي. وهنا أذكُر لأستاذنا خشان ماتعلمناه من قضايا العَروض الغربي كالنبر وغيره .. تلك التي يحاولون أن يُقحموها ويطبقوها على الشعر العربي.
س2 : هل يلتزم البند بتفعيلة واحدة؟
الجواب: وزنه هو :
2 2 2 2 [2] 2 32 2 2
2 2 (2) 2 3 32 (2) 2
4 1 3 3 3 2 1 3وفي العُرْف التفعيلي: فعلن- فعِلن- مستفعلاتُن – فعلن
إذن هو لم يلتزم بقاعدة نظام التفعيلة الواحدة.
س3 - هل نشأ البند بهدف كتابة الشّعر؟
واضح أن الأمر غير كذلك كما ورد في المقال الذي قرأته هنا.
بمفهومي الخاص للشّعر أنّ مادته الأهم هي الطاقة الروحية والشحنة الشاعرية والمُخيِّلة الخلاّقة التي تشكِّل النواة الأساسية لِجوهَر الشعر الحقيقي. . هناك قصائد عمودية لاروح فيها تشبه الرسائل أو الدروس المَواعظية موزونه على أفضل مايكون. هل نسميّها شعراً؟! لا. هي منظومات وحسب. وهناك من النصوص النثرية ما تحلِّق بك إلى الآفاق وتوحي لك بكتابة ألف بيت من الشعر. هي غير موزونة لاعمودياً ولاتفعيلياً ولكنها موزونه روحياً .
هل حقق البند هذه المعادلة؟
لا
وهل قّلَبتْ " رباعيات الخيّام" المكتوبة بالبند هذه المعادلة؟ قد و لا
البند بكل هذه المقاييس ليس من شعر التفعيلة.
سأعود إلى المقالة وماورد فيها في هذا المقطع:
"يمكن كتابة الرسائل بتفاعيل الكامل لأنه ذو استمرارية متدفقة وجريان متصل ومن ذلك : يا سيدي أنا بعض محسوبيك من زمنٍ بعيد غير أني لمْ أكن أسطيع أن ألقاك كي أفضيْ إليكَ بما يجولُ بخاطري مما يؤرق كل ذي حسٍّ ووجدانٍ فلو أنصفتني فنفضت عني ما تراكم من غبار الظلمِ والعدوان والخطب العصيب وإنني بالرغم من جلَدي فإنيَ قد تحملت الكثير من الأذى وصمدتُ في وجه الخطوبِ كأنني الطود الأشمّ وسوف ألبث صامدا. هذي رسالة مخلصٍ لك شاكرٍ ما كنتَ قد أسديتَ من فضلٍ عليه مدى الزمان مخلَّدٍ واسلمْ وقاك الله يا ربَّ المكارم والسلام."
هذه منظومة - تفعيلية - كما أن هناك منظومات عمودية ، يوجد منظومات تفعيلية. هذه الرسالة اللطيفة ليست شعراً على الاطلاق . الوزن وحده أحد خصائص قصيدة التفعيلة ولكنه ليس كل شيئ. نعم ظاهرة التدوير هنا هي ذاتها ظاهرة التدوير في شعر التفعيلة لمن يريدون أن يتلمسوا ملامح التدوير ..
وشكراً لك أستاذ خشان لرفع الموضوع على الأقل كي يحفِّزنا للتفكير ومحاولة الإجابة وإن فشلنا
المفضلات