بسم الله الرحمن الرحيم

أسماء الله الحسنى
د. ضياء الدين الجماس

شعرٌ حميد وإسم الله فيه حـلا...خير الكلام عن الأسماء ما ابتهلا
الله نور السما قد مَدَّها وعَلا ... بقولِ"كنْ" ألِــقَتْ ونورها اشتعلا
والأرض ساجدة في كونها انتظمت... والشمس مشرقة وضوؤها اكتملا
كواكبُ ازدهرت كلٌّ يلوذُ به ... في أمره سبحت طوعاً له وَجَلا
هوَ الإله الذي أحيا خلائقه .. يسبّحون له حِلاًّ ومُرْتَـحلا
هوَ اسم ذات له والحقُّ يرشدنا ... إنْ رمتَهُ صادقاً يُسْمِعْكَ منه هلا
هوَ الرحيم وبالرحمن رحمته ... ينجو بـها مُـخطئ في بابـها دخلا
ربٌّ ودود وفي الدارين يرحَـمنا ... هو الكريم ولا نشري به بدَلا
في الربِّ تربية ربَّـى بها ملأً .... والكل يعبده والذكر منه تلا
والمؤمن اسم له أمْنٌ ومرْحَـمَة ... آمِنْ بآياته يُذِقْكها عسلا
هو العليم بنا والعلم كلمته ... من وحيه هطلت يؤتيكها نُزلا
واسم الكبير بدا ذلّت له أمم ...إن بان في كِبْـرِه نور النجوم جَلا
باسم العظيم استوى والكون قبضته... أعظم به متكبّراً تراه عَلا
هذا المهيمن جبَّار له خضعوا ...والجَبْرُ أخلاقه فاخلص له عملا
هوَ العزيز المليك قائم أبداً ... والحاكِمُ الحَكَمُ ، الإيمان فيه عُلا
في ذاته مَلِكٌ ذو الطَّوْلِ منه هدى ... ذا مالكُ الملكِ أرسى أرضَه دوَلا
هوَ الرؤوف سما بالخلق رأفته .... والقلب يذكره والحقد منه خلا
واسم له ازدان والقيّومُ عَظَّمها ... والحيُّ من مثلها آتاهما رسلا
حَنَّان ذا أملي غفَّارُ يغفر لي... قُــدّوس في طهره أضحى لنا أملا
والخالق البارئ، الأكوانُ تعرفه... هو المصوِّرُ في تصويره اشتملا
القابض الباسط القهار قُوَّته ... و رافع خافض إنْ يبغونه حِوَلا
وهَّابُ من سعة فتَّاح من غَلقٍ .... عَدْلٌ سَـميعٌ بَــصيرٌ في الورى عَدَلا
باسم المُعِزِّ المُذِلِّ صاغ حكمته ....هو الخبير فلا ترى له خللا
والنافعُ الضارُ لا تخفى مناقبه ... والنور نبصره وغيثه هطلا
هوَ اللطيفُ حليمٌ في تصرفه ... غفورُ من زلل حتى وإن حصلا
يا شاكراً وشكوراً خلقه سجدوا .... واسم العليِّ هدى يشدُّهم أملا
منه السلام همى في غيثه نَعِمُوا .... يشفيك من دنس في طهره اشتملا
هو الـمُقيتُ الذي يعطيك من كَرَمٍ ... كذا الجليل بدا في خلقه اتصلا
يا حاسباً وحسيباً دام في مدد... هو الحفيظ بحفظ الله إن نزلا
هو المجيبُ جوادٌ في إجابته .... هذا الرقيب بعين الحب كم وصلا
يا واسعاً صمداً يا واحداً أحداً ... أنت الحكيم هدى لخلقه جَبَلا
يا ذا الجلال والاكرام الذي وصفوا ... مُحْصٍ مكارمه أهداهم المُقَلا
معطٍ ومانعهم توابُ مُقْــتَــدرٌ ... هوْ باعثٌ جامعٌ يؤتيهم الحللا
حيٌّ وليٌّ ووالٍ وارثٌ لهُمُ... مُقدِّمٌ ومؤخرٌ، مبدئٌ مِلَـــلا
باقٍ مجيدٌ شهيدٌ بان منتقماً ... برٌّ حَميدٌ مُــعيدٌ، للهوى قتلا
الأولُ الآخرُ الهادي، لِقاه منى... وظاهرٌ باطنٌ في فعله جـملا
هادٍ وكيلٌ قويٌّ ماجدٌ مُتَعَا... لٍ مُقْسِطٌ وارثٌ قد مَهَّدَ السبلا
مُــغْـنٍ غنيٌّ رشيدٌ قادرٌ أبداً...وكيلُ مملكة يأتي لها قبُلا
بديعُ في خلقه جلَّى بخبرته ... متين في قوة يمحو بها عِلَـلا
واسم المميت بدا والخلق خاشعة ... هو العَفُوُّ صبورٌ والعفاء حلا
هو الحَيِيُّ وسِـتِّير يتوجها ... في الستر أخلاقه إياكها حِوَلا
كل الأسامي استوت والله جامعها...فارجوه في أمل وادعوه مبتهلا
والحمد لله تعالى