أرى فيك صوتي الذي فرّ منه الصباحْ
ولاذت إليه نساء النواحْ
وعيني التي لم تزل ْ
تصب على وجنتيَّ الجراحْ
وبعض الدم المستباحْ
بصمتٍ ولؤمٍ وذلْ
وأنت الذي مارسته القصيدةْ
وفرّ قديماً
فلا عاد يوما ًولا قال عائدْ
وأنت الذي شرّدته القضيةْ
وأُغمِدَ في معصميه السلاحْ
وأنت اشتياقي إلكَ
ودمعُ الثكالى
وظلّكَ ظلّي وما ظلّ لي
من بقايا الرياحْ
فخذني إليك إذا ضعتُ مني
وهبني الخريف الذي فوق زندكْ
أليس الخريف لكبح الجماح؟
وهبني الشتاء
لنشهد طقس البكا والنواحْ
على ما مضى من شموس الطفولةْ
على ما سيأتي من اللا رجولةْ
و منفاي أنت إذا طاردتني المواجعْ
وزفت خطاي كلاب الشوارعْ
وأنت ملاذي
إذا ما نفتني إليك الزوابعْ
وداست على شفتيّ ابتسامةْ
فخذني بكفيك طائر عشقٍ
وخذني يمامةْ
وسارع إلى مدمعيّ المشاعْ
كخيطي شعاعْ
كهالة ظلّ ٍ
ولون ٍ مُضاعْ
طيوري ترف بلا أجنحةْ
وعيناي تُختزلان بصمتٍ
وتنتهيان كما البارحةْ
أنا لست إلّا رماد اشتياقْ
فبعضي بقاءٌ وبعضي احتراقْ
رخامةُ صوتك صوت المساءْ
يعابث أسماعي المتعبة
فقم كي تغني على جبهتي
لطير وحيد يطوف السماء
وترسمَ فيه خرائط عشقٍ
لظلٍ تجمد فصل الشتاءْ

و ما أنت إلاّ قتيل سلاحك
فهلا اكتفيت ببعض جراحك؟
أنا مستعد لأودع نفسي ظلام السجون
وأرهقها في سكون الجماجمْ
وصمت الهياكلْ
ليكتب عني سجلّ ُ الجرائمْ
أسيرة حبك