اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة

أخي وأستاذي الكريم على العمري ‏

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

العروض الرقمي والتفعيلي هما نهجان لتقديم عروض الخليل، ومن المفروغ منه اتفاقهما في ‏النتائج. إلا أني أعتبر العروض الرقمي إطارا شاملا مهيمنا على عروض التفاعيل. كيف وما ‏الفرق بين النهجين إذا كانا متحدين في النتائج ؟

التفاعيل بمثابة الفتاوى التفصيلية لأحكام نهج عروض الخليل، ولم يكن من الممكن التوصل ‏لكليات ها النهج وشموليته دون استقراء لتفاصيل هذه الأحكام إضافة إلى الوعي على أهمية ‏دوائر دوائر الخليل.‏

تفاصيل تفاعيل الخليل التي تمثل الأحكام العروضية التفصيلية للذائقة العربية، والعروض ‏الرقمي مهيمن على هذه التفاعيل مؤطر لها ضمن منهاج الخليل، وفي هذا دفع بالحجة والبرهان ‏ضد الدعاوى القائلة باستحداث تجديدات دون الأخذ بمنهاج الخليل أو تفاعيله.‏

إضافة إلى أنها تمد نور تفكير الخليل إلى آفاق خارج العروض والشعر ما كان للتفاعيل أن ‏تطرقها
ولا يعدو أحد من الناس المهتمين بالعروض أن يكون أحد ثلاثة ‏:

‏1-‏ (عارف بالتفاصيل دون الكل ملتزم بالتفاصيل ) أي عارف بتفاعيل الخليل، ملتزم بها غير خارج عليها، دون وعي على وجود منهج متكامل ‏للخليل. وهذا حال كثير من العروضيين والشعراء، ولا ضرر ينجم من ذلك في في واقع ‏العروض والشعر، مع ملاحظة أنه يكتفي بالأحكام التفصيلية التي تعبر عنها التفاعيل، ‏ولكن هذه الأحكام التفصيلية ملتزمة بالنهج الكلي للخليل، فلا خوف من هذه الفريق.‏

‏2-‏ (عارف بالتفاصيل دون الكل متوسع خارج التفاصيل وهنا مكمن الخطر) أي عارف بتفاعيل الخليل دون وعي على وجود منهج متكامل للخليل تعتبر هذه التفاعيل ‏بموجبه مجرد نتائج تطبيقية تفصيلية له، ولهذا نراه يجتهد في أمر استحداث أوزان جديدة أكثرها ‏جزافي دونما تقيد بتفاصيل التفاعيل أو شمولية منهج الخليل. وهنا تأتي خطورة الإفتاء ‏العروضي دون تقيد بتفاصيل أو منهج شمولي. وفي هذا السياق أرجو أن تطلع على ‏هذه المواضيع :

بحور جديدة
https://sites.google.com/site/alarood/r3/home/jadeedah

الخليل وماندلييف
http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=9190#post9190

الرقمي قبس من نور الخليل
https://sites.google.com/site/alarood/r3/home/-qabas

‏3-‏( عارف بالكل والتفاصيل ومعرفة الكل تشمل معرفة التفاصيل) أي عارف بتفاعيل الخليل واع على أنها مجرد أحكام تفصيلية مأطورة بمنهاج كلي ينبغي ‏لمن يريد أن يستطلع أي أفق خارج تفاصيل الأحكام الجزئية للتفاعيل أن يكون واعيا ‏عليه. ‏

والله يرعاك.‏

أستاذي خشان، مهما يكن من أمر، فإنه يظل للتفاعيل حضورها الذي لا بد أن يدوم في العروض العربي، كونها تلتحم به التحام الكلمات المستخدمة في السلم الموسيقي تعبيرا عن النغم، وكونها تستطيع وصف كافة التشكيلات الإيقاعية بطريقة أقرب إلى الواقع المسموع من الأرقام التي هي أقرب ما تكون إلى التمثيل البصري المجرد، وهو تمثيل غايته نظرية وليست عملية،
ومن هنا أرى أنه من الجيد أن يستعان بالأرقام والتفاعيل جنبا إلى جنب لا سيما وأنهما أسلوبان أو نهجان متساوقان في طريق واحد وإلى غاية واحدة.
أعلم بطبيعة الحال أن :
2 3 2 3 2 2 3 2 3 2
2 3 2 3 2 2 3 2 3 2
لا يمكن التعبير عنها في الرقمي إلا بصيغة واحدة هي الصيغة المذكورة هنا، بينما يمكن أن يعبر عنها في التفعيلي بعدة صيغ منها:
الصيغة 1
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن
الصيغة 2
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
الصيغة 3
فاعلاتن مفاعيلن فعولن فعولن
لكن مثل هذه المجازفات في رصف التفاعيل لا تقع من بصير بمنهج الخليل وبكيفية بنائه للتشكيلات الإيقاعية بالتفاعيل، فمن كل الصيغ المذكورة والأخرى التي لم تذكر هنالك تشكيلة هي الصحيحة وأما التشكيلات التفعيلية الأخرى فهي ليست أكثر من عبث وتلاعب وإن أصابت في وصف التشكيل باعتبار تتابع الحركات والسكنات.

تشعب بي الحديث والحديث ذو شجون ولعل لي عودة أستاذي العزيز.