وصلتني هذه الرسالة من الأخ علي الحمداني وأنشرها وردي عليها للفائدة
جعلتها بالأسود وجعلت إضافتي ملونة


الأستاذ المهندس خشان محمد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


أخي علي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركانه
وأشكر لك ثقتك وأتمنى أن أكون عند بعض حسن ظنك


تحية طيبة وبعد...

عزيزي الأستاذ خشان، أشكركم في البداية على عملك الجميل الذي يفيد الباحثين في أمور الشعر والمتذوقين له، كما يفيد الشعراء ومن يحاول أن يكون على طريقهم. كما أن موقعكم الجميل له من الفائدة ما لا أستطيع حصرها في جملي المتواضعة.

أود أن أعرض عليكم بعض الملاحظات والأسئلة، وأكون شاكراً لك أن أجبتني عليها:

1- مسألة إشباع الحرف المتحرك الذي ترمز له في طريقتكم الجديدة برقم (1) خلافٌ، أراها متشعباً بين الشعراء والمتذوقين. وسأضرب هنا مثالين:

1
- لو عدتُ أحترز المسير = ـر فمن إلى الحــ(ـقِّ) وصلْ
وأخذت أسأل ما سينـ = ـفع هل سيفقه مَن سألْ
2- وبكـل مبتـدعٍ دليـلٌ = عـن نوايـاه ينـازعْ
كنْ صلبَ منتهجٍ ومَن = إذ فـزَّ للنّدْ(دِ) مصـارعْ

الواضح أن المثالين من البحر الكامل، والسؤال هل الحرفان اللذان بين قوسين تنطبق عليهما قاعدة الإشباع، وهل يعد هذا عيباً؟

2- حينما ننطق (الحقِّ) بالكسرِ و(حقي) بالياء، واقعاً لا أرى ذلك الفرق الجلي البين بين النطقين، فهل لك أن توضح لي هذه النقطة وهل التقطيع العروضي لـ (مِنْ حقِّ السماء) و(مِن حقي النجاح) يختلف في للمثالين؟
أصل موضوع الإشباع متعلق بضمير الهاء المتصل، وأما بخصوص الحروف الأخرى فلا أعرف في المسألة قولا مأثورا أرجع إليه، والأصل عدم الإشباع ولكننا نلجأ إليه عادة عندما نشعر بأن في عدم الإشباع ثقلا، كما تفضلتَ وذكرت
لو عدتُ أحترز المسيـ...... ـر فمن إلى الحــ(ـقِّ) وصلْ
2 2 3 1 3 3 ........1 3 3 2 1 3
العجز هنا = 2 1 3 = 2(2) 2 وهذه صيغة فيها تخبيب بعد الأوثق وهو في نهاية الضرب مستساغ، وهذا الزحاف يسمى الخزل ولو كان في الحشو لكان ثقيلا.
كما لو قلت :
لو أنا ( أنَ) أحترز المسيـ = ( 2 1 3) 1 3 3
وما تقدم في البيت الأول ينطبق على البيت الثاني
إذ فـزَّ للنّدْ(دِ) مصـارعْ = 2 2 3 2 1 3 2 فهي أيضا لو لم نشبعها لم نشعر بثقلها لأنها في منطقة الضرب ( بعد الأوثق )

وللمزيد أسوق موضوع التخاب ( والأوثق ) ولكن أعرف أنه لا يستوعبه إلا من أتقن مبادئ الرقمي ابتداء

http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=101

وأنقل إليك منه :

ثانيها 2 1 3 = 2(2) 2 وهي ثقيلة بذاتها إن وردت قبل آخر وتد ثابت وتزيد ثقلا إن وردت في سياق خببي أكبر، كما ورد في تمييز د. كشك أعلاه بين مستعلن فعِلن ومستعلن فاعلن في البسيط.
ومن أمثلتها

من البسيط: (ديوان الأخطل) (يتصلونَ= 312) بيربوع ورفدهمو/ عند التفاخر مغمورٌ ومحتقر1
من الطويل : من الكافي للخطيب التبريزي (ص-29):
شاقتك أحـ(داجُ سُلَيـمى=312) بعاقلٍ/فعيناك للْـ(بينِ تجو=312)دان بالدمع

من الخفيف من الكافي للخطيب التبريزي (ص-114):
يا عميرُ ما ( تُظْهِرُ من=312)هواك/أو (تُجْنِنُ يُسْـ=312)تَكْثَرُ حين يبدو.

ولكن 2 1 3 مقبولة في حشو البحور التي تتكرر فيها 4 3 4 3 كما تقدم.
وهي مقبولة كذلك إن جاءت في نهاية العجز بعد ( الأوثق )
كهذه القراءة للأبيات من الخفيف [7]:

هبط الأرضَ كالصباح سنيا .....وككأسٍ مكلّلٍ بالحَبَبِ ( وأصلها بالحببْ)
عزف الحب والمنى وحروفاً.....كالعصافير إن تطاردْ تَثِبِ ( وأصلها تثبْ)

والعجز هنا = 2 3 2 3 3 2 1 3 وهذا من الخفيف وفيه 2 1 3 تك 1 3 2


وهل التقطيع العروضي لـ (مِنْ حقِّ السماء) و(مِن حقي النجاح) يختلف في للمثالين؟

منْ حقْ قسْ سما ءْ = 2 2 2 3 ه
من حقي النجاح
في ياء ( حقي وجهان )
الأول : عدم لفظها عند النطق إذ لو لفظت لالتقى ساكنان أو بتعبير أدق لتلا ساكنٌ ممدودا ( حقيييييييي النجاح) وهذا لا يجوز في الشعر الفصيح إلا في القافية
من حقْ قِنْ نجا حْ = 2 2 2 3 ه
وهنا كما ترى لا فرق بين ( من حقي النجاح) و ( من حق السماء )

والثاني : من حقِّيَ النجاح ( بفتحة على الياء )
دمن حقْ قيَنْ نجا حْ = 2 2 3 3 ه
أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة.



3- لماذا نرى في بعض البحور كتابة التفعيلات يختلف؟!
· مثلا المنسرح (مستفعِ لاتُ) وليس (مستفعلاتُ) والنطق واحد!
· المضارع (فاع لاتُ) وليس (فاعلات)!
· المجتث (مستفع لن) وليس (مستفعلن!
هل هذه الاختلاف فقط لاختلاف الدائرة المشتق منها البحر؟ أم له علة أخرى؟
ولك جزيل الشكر والمحبة
ودمت في أمان الله سالماً،

أخوك
علي الحمداني

ولي عودة بإذن الله إلى بقية الموضوع.