ابن دانيال الموصلي ~( من الموسوعة الشعرية)
646 - 710 هـ / 1248 - 1311 م
الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال.
شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها.
ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره.
وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط).

وهذا جزء من قصيدة يذم بها جهل أحدهم في عدة علوم منها العروض حيث يقول
عَدِّ عَنْ ذا وَعُدْ إلى صَنْعَة الشْعـ = ـرِ التي أنتَ في حماها دَخيلُ
ثُمَّ سَلْني عَنْ لَحْنكَ الفاضح الفا = حشِ بحرِ الخفيفِ وهو ثَقيلُ
وَتَخَطِّيكَ في مُتابعةِ الوَزْ = نِ مراراً وأَنت عنهُ غفولُ
فاعلاتُنْ مُسْتَفعلُنْ فاعلاتُنْ = فاعلاتُنْ مُسْتَفْعلُنْ مَفْعولُ
ما الذي عَلَكَ الأخيرَ من الاجـ = ـزاءِ قُلْ لي يا أيُّها المعلولُ
واقعُدَنْ منهُ فوقَ ما شئتَ من ودِّ = مديدٍ والقُرنُ منك طويلُ
لستَ تَدري بحراً سوى بحرِ دميا = طَ الذي في عَرابهِ الأُسطولُ
أنتَ لا شَكَّ في الحقيقةِ كَلْبٌ = أو كَتَيْسٍ لم تَدْرِ ماذا تقولُ
قوله
فاعلاتُنْ =232/ مُسْتَفعلُنْ =4 3 / فاعلاتُنْ=232 فاعلاتُنْ =232 /مُسْتَفْعلُنْ 4 3 / مَفْعولُ 222

ما الذي عَلَكَ الأخيرَ من الاجـ ـزاءِ قُلْ لي يا أيُّها المعلولُ
قوله: ما الذي (علك) أي مضغ فأنقص
الأخير من الأجزاء يقصد مفعولُ=222
فهو يسأله عن تغير أصل آخر العجز وأصله شبيه بآخر الصدر فاعلاتن = 2 3 2 ما الي غيره إلى مفعولُ 222

في العروض التفعيلي يعرف هذا بعلة التشعيث وعرفوها بأنها :" حذف أول الوتد المجموع مثل فاعلاتن تحذف عينها فتصير فالاتن وتحول إلى مفعولن" ( اهدى سبيل – ص 44)
وقالوا عنها علة تجري مجرى الزحاف أما علة فلأنها وقعت على الوتد وأما جريانها مجرى الزحاف فلأنها غير ملزمة .
ووصف الشاعر للمهجو بالمعلول في قوله ( يا أيها المعلول) إشارة إلى علة الشاعر أي نقصه ويجيء ذلك موافقا للعلة التي لحقت آخر الخفيف.

وتفسيرها في الرقمي كالتالي

أصل وزن البيت = 2 3 6 3 2 3 2 .............2 3 6 3 2 3 2
قد يصبح وزنه بتحول 2إلى 1 = 2 3 6 3 2 3 2 ........... 2 3 6 3 1 3 2
وهنا يصبح ما بعد الأوثق خببيا = 2 3 6 3 2 3 2 ........... 2 3 6 3 1 3 2
ولنا أن نعتبره على النحو التالي = 2 3 6 3 2 3 2 ........... 2 3 6 3 (2) 2 2
فيصح بالتكافؤ الخببي أن يصير = 2 3 6 3 2 3 2 ........... 2 3 6 3 2 2 2

وللقارئ الكريم أن يتمعن في استطراد التخاب لتجيء منطقة الضرب - آخر العجز 2 (2) 2 = 2 1 3

لنأخذ الأبيات التالية لعبده بدوي:
هبط الأرض كالصباح سنيّا = وككأسٍ مكلّلٍ بالحببْ (بالحببِ)
عرف الحبّ والمنى وحروفاً = كالعصافير إن تطاردْ تُجبْ (تجبِ)
وتغنّى كبلبلٍ وتهادى = . كشعاعٍ معطّرٍ مرتقَبْ (مرتقَبِ )
عاش في الفؤاد قلباً ذكياً = يحتسي النور ينتشي من طربْ (طربِ)
تفرح الأرضُ حين يمشي عليها = يمسح النجك رأسه في حدبْ (حدَبِ)
قد نسى الرومَ قد غدا الأزدُ أهلاً = حسبه الأزد عند ذكر النسبْ (النسبِ)
حينماهمّ بالرحيل اسجابت = خطواتٌ وقلبه لم يجبْ (يُجبِ)

لنقرأ الأبيات أولا بنصها الأصلي أي بالروي الساكن وزن البيت الأول ومثله سائر الأبيات
1 3 2 3 3 1 3 2 ................1 3 2 3 3 2 3
هذا الوزن هو (الخفيف~ 51)
ولنعد قراءة الأبيات مع إبدال الكلمات ( بين القوسين) بنظيراتها بحيث يكون الروي مجرورا
حينئذ يكون الوزن

وأتأمل هنا ماذا لو ألزمنا الضرب الخبن كما في البسيط
1 3 2 3 3 1 3 2 ..............1 3 2 3 3 2 1 3
هذا الوزن لا يقره العروضيون. وأنا أستسيغه بل أراه أسلس من الوزن الأصلي المعترف به. ومع ذلك لا أعتبره شعرا بل هو من الموزون موزون الخفيف فحسب. وسلاسته شهادة لصحة التنظير الذي تقدم.
ومن عجب أن الكسرة حركة كافة الكلمات في أواخر الأبيات من ناحية نحوية. ألا يدل ذلك على استشعار الشاعر للوزن على هذا النحو. لوخالفت حركة أحد أواخر الكلمات البقة لكان لزاما علينا التسكين."
*****************
وهنا أتساءل ماذا لو صنعنا هنا " ما صنعه في البسيط حين ألزم عروضه والضرب الخبن "

فيصبح نص الأبيات
هبط الأرض كالصباح سناً ......... وككأسٍ مكلّلٍ حبَبا
عرف الحبّ والمنى ورؤىً ......... هي كالقلب من هوىً وجبا
وتغنّى كبلبلٍ وتهادى ......... كشعاعٍ معطّرٍ بِرُبى


وأبقيت عروض البيت الثالث كما هو لاستكمال المقارنة.

وتبقى قصيدة أخي بندر على الرابط أدناه متميزة وشاهدا رائعا في هذا السياق.

وأبيات عبدة بدوي وما حولها منقولة من http://www.arood.com/vb/showthread.p...5+%C8%CF%E6%ED

كم أتمنى أن أقرأ تعليق الأستاذين سليمان أبو ستة ود. عمر خلوف على الصورة المقترحة لموزون الخفيف.