هذا حوار بيني وبين أخي وأستاذي عبد الرحمن محمود

https://www.facebook.com/groups/1507..._comment_reply

بعد ان اشرت إلى حواري مع أستاذي د. عمر خلوف حول ذات الموضوع على الرابط:
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...t=53457&page=2
***
يقول الأستاذ عبد الرحمن محمود :
ما المخلع :
فإذا اتجهنا مباشرة إلى (العروض) بدأَ بمعلقة عبيد مرورا بشعر الإمام علي كرم الله وجهه وهذا من أبرز ما كتب قبل الخليل عليه :
فسنلمح أن ثمة شيء صارخ يكاد يقول أن هناك وزنين لا واحد وربما كانت الصرخة صائبة .
كيف لنا أن نأتي بلغة الرقمي : بـ 6 في حشو المخلع وكذلك في عروض وضرب المخلع ؟!!

إن كان فهذا يعني تجاور الأسباب الستة الثلاثة والثلاثة وهو بالطبع لا يحدث للمراقبة فمثلا :

اَلْحَبْسُ فِيهَا مِنَ اسْتِحْقَاقِي ... وَالْفَتْحُ مَنْعِي مِنَ الْإِطْلَاقِ
هَلْ دَمْعُ عَيْنِي مِنْ دَمْعِ نَفْسِي ... أَمْ كَانَ دَمْعِي مِنَ الْعُشَّاقِ
أَبْكِي شَبَابِي وَالله يَدْرِي ... وَالْقَلْبُ يَبْكِي مِنَ الْإِشْفَاقِ
يَمُوتُ قَلْبِي وَالدَّمْعُ يَسْرِي ... هَلْ دَامَ رَمْقٌ مِنَ الْأَرْمَاقِ
وَكَلْتُ أَمْرِي لله رَبِّي ... فَالعِشْقُ رِزْقٌ مِنَ الْأَرْزَاقِ
بِرَغْمِ بَوْحِي بِالْقَولِ قَالَتْ ... قَدِرْتُ غَصْبًا عَلَى الْإِنْطَاقِ
تَظُنُّ أَنِّي مِنْ أَيِّ قَوْلٍ ... أَرُومُ عِتْقًا مِنَ الْإِعْتَاقِ

هذه القصيدة مثلا : هل نقول أن الشطر الأول على نغم ما أي في (علم العروض) نت بحر ما غير الشطر الثاني ؟
علما أن 6 جائت في الشطر الأول حشوا ولا يمكن أن تأتي في الحشو والضرب معا وجائت في الشطر الثاني ضربا ولا يمكن أن تأتي في الحشو والضرب معا .
القضية فعلا تكمن في الثلاثة أسباب المتجاورة وهل هي واردة حقا في المخلع أم هي كسور فيه كما يقول البعض ؟
إنه باعتبار مستفعلاتن فإن الأمر جائز حشوا لا عروضا وضربا .
وباعتبار "مفاعيلاتن" فإن الأمر جائز عروضا وضربا .
أي المعنى : هل القصيدة واردة على :
مستفعلاتن مستفعلاتن ... مستفعلاتن مفاعيلاتن
إذا فالشطر الأول مختلف تركيبا باعتبتار الوتد عن الشطر الثاني .
ولذلك قلت بالأعلى "ربما" .
المسألة شبه ملغزة وقد تحل نظريا في (علم العروض) أو (الرقمي) بالقول : لو وردت 2 2 2 = 6 في الحشو بالشطر الأول امتنع ورودها في العروض ولو وردت في العروض امتنع وجودها في الحشو وكذلك الحال مع الشطر الثاني .
وإذا وردت في الحشو كان الأمر على "مستفعلاتن مستفعلاتن"
وإذا وردت في العروض أو الضرب كان الأمر على "مستفعلاتن مفاعيلاتن" .
ولكن هذا يجعل البحر منقسم إلى قسمين .
أما في (العروض) فالأمر أبسط من ذلك لأن النغمة قابلة

وما ذلك إلا محاولة للتوفيق علها تصيب .
لأن الأمر غريب فمن المستحيل تجاور 6 و 6 ..



أخي وأستاذي الكريم عبد الرحمن محمود
هذه القصيدة عجيبة وما توقعت وجودها.
فهل هي من نظمك أم لسواك؟

هَلْ دَمْعُ عَيْنِي مِنْ دَمْعِ نَفْسِي ... أَمْ كَانَ دَمْعِي مِنَ الْعُشَّاقِ

الصدر = 2 2 3 2 2 2 3 2 = مستفعلن مفعولاتُ مستفْ ... هذا يعود للمنسرح
العجز = 2 2 3 2 3 2 2 2 = مستفعلن فاعلن مستفعل .....هذا يعود للبسيط
وما تجده من تقارب النغمة لا يجعل من شطورها بحرا واحدا.

أما المطلع المصرع فليس إلا من البسيط

اَلْحَبْسُ فِيهَا مِنَ اسْتِحْقَاقِي ... وَالْفَتْحُ مَنْعِي مِنَ الْإِطْلَاقِ

لعل مما ساعد على تقارب النغمة أن الصدور عدا صدر المقطع جاءت جميعا من المنسرح
فيم الأعجاز جميعا من البسيط.

والرابط التالي يعرض بعضا من أمثال هذا . أنظر إلى ما ذكره أستاذي د. عمر خلوف
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38672
يقول ابن نوح الغافقي (-614هـ) من قصيدة صدورها للرجز، وأعجازها للسريع:

لا تَغْبِطَنّّ كُلَّ مَوفورِ الغِنَى=مُشتَمِلاً مَلابِسَ العَظَمَهْ
يَلمِزُ، لا بِسَبَبٍ، إلاّ بِما=يَحْويهِ مِنْ أكياسِهِ المفعَمَهْ
فاللهُ قد أخبَرَ عنْ أمثالِهِ=وقالَ في آياتِهِ المُحْكَمَهْ
"يحْسَبُ أنَّ مالََهُ أخْلَدَهُ=كلاّ لَيُنْبَذَنَّ في الحُطَمَهْ"

ومزجَ ابن الخبار (الأندلسي) بين مجزوء المتدارك: (فاعلن فاعلاتن)، وبين البحر المجتث: (مستفعلن فاعلاتن) مزجاً لطيفاً للغاية بقوله:

أيُّ ظَبْيٍ غريرِ=حَوَى كمالَ البدورِ
وانثناءَ القضيبِ=ونَظرَةَ المذعورِ
**
مائسُ المعطفَيْنِ=أَلانَ قلبي بِلِينِهْ
فاترُ المقلَتَيْنِ=والموتُ مِلْءُ جفونِهْ
سافِرُ الوجنتَيْنِ=عنْ وردِ غيرِ مَصونِهْ
**
كمْ بذاكَ الفتورِ=وحُسْنِ ذاكَ السفورِ
مِنْ شَجًى في القلوبِ=ولَوعةٍ في الصدورِ
ومن المحدثين؛ مزج أحمد مطر بين مجزوء الخفيف: (فاعلاتن متفعلن)، والبحر المجتث أيضاً: (مستفعلن فاعلاتن) بقوله:

أهُوَ الحبُّ أنْ أرَى=مَنِيّتي في الأماني
كتَمَ الليلُ همَّهُ=وهَمُّهُ أنْ أُعاني
ومَضَى دونَ بضعةٍ=مِنْ لونِهِ في كياني

ولأستاذتي نادية بوغرارة
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1
واصل رابط أبياتها لا يفتح

أغارُ من ظِلِّهِ طيْفاً على جدار

3 3 2 3 ... 4 3 3 2
فكيفَ بي عندما ... أََراهُ في جِواري
كالطِّفل أبْدو و قدْ ... ضيَّعته حِواري
في الأسْرِ ،ما حِيلَتي؟ ... لَيْلي كَما نهَاري
ألْجَمْتُهـا فَرحَـتي ... لكنَّها شِعاري
بَوْحي بِلا أحْرُفٍ ... مِنْ صَمْتِها أُوَاري
أخْشى احْتِراقي لِذا ... ألُـوذُ بالفِـرَارِ


وكلها كما في النص الذي تفضلت به يستأثر فيها أحد البحرين بالصدر والآخر بالعجز ويبقيان بحرين متقاربين
https://sites.google.com/site/alarood/mukhallaan
والله يرعاك.