صادفتُها في المساءِ تمشي=فَهِمتُ فيها وفي مساها
لم أدْرِ ما شدَّني إليها=كأنني الظلُّ من سناها
تَسَمَّرتْ نحوَها عُيوني=واهْتَزَّ قَلْبي على خُطاها
عيونُها السودُ داهَمتني=كليْلةٍ أبْرَقت سماها
عينانِ صوفيتانِ.. فكري=توَّهَني فيهما وتاها
فأجَّجت في الفؤادِ نارا=منذ زمانٍ خبا لظاها
وّهيَّجَتْ في الشفاهِ شوقاً=لأُغْنِياتٍ ذوى شذاها
وددتُ لو أنني بعمري= أبتاعُ وصفاً يفي بهاها
أدرَكتُها في خريفِ شِعْري=يا ليْتَهُ كانَ في صباها
هل قدَري ساقني إليها=أمْ ساقَتِ القدْرَ مقلتاها؟
أنا الذي للعيونِ غنّى=فأورقَ الحبَّ في رُباها
فماسَ غصنٌ وطار شوقٌ=ورفَّ لحنٌ بها وتاها
ومن جنوني وفرطِ حسي=سكبتُ روحي على ثراها
والشعرُ ينسابُ من شفاهي=فأين شعري وقد رآها
وددتُ لو أنني عليها=سلَّمتُ لكنْ.. أبت خُطاها