أهداب أمي
--------------
محمود أبو عاشور
--------------
أهـــدابُ أُمّـــي و الـعـيونُ الـسـودُ ... رُغــم الـبـعادِ ، إلـيـهما سـأعـودُ ..
أهـــدابُ أمّـي،خـيفَتي، و تــردّدي ... وفــضـاءُ دربـــي والـضـياعُ شـهـودُ
هــيَ آخــرُ الأشـيـاءِ أذكـرها و قـدْ ... فــارقـتُ أرضــي و الـسـماءُ رعــودُ
غـادرتـها غـصْباً و صـوتُ مـطامحي ... فــي الـبـالِ يـهـتفُ عـالـياً و يـسودُ
غــادرتـهـا و أبـــي يـغـالـبُ دمــعـهُ ... و عــيــونُ أمّــــي بـالـبـكاءُ تــجـودُ
و كــلامُ (حـمـزةَ) أنْ: أريــدُ هـديّـةً ... و لأنــتَ تــدري مــا هــو الـمقصودُ
و حـبـيـبتي وحـديـثها: لا تـنـسَ أنْ ... لا عــشـقَ الّا أنـــتَ يـــا مـحـمـودُ
لـكَ ان تـغيبَ كـما تـشاءُ و لا تخفْ ... قــلـبـي لــغـيـر هــواكــمُ جـلـمـودُ
و عــهــودُ قــلـبـي بـالـوفـاا أزلــيّـةٌ ... مـهـمـا بــعـدّتَ مـصـيـرُهنَّ خــلـودُ
حـتـى بـلادي ذي مُـضيَّعتي الـتي ... بـالـدمـعِ تُـذكـي شَـقـوتي و تـزيـدُ
يــــومَ الـــوداعِ لـمـحـتُها مـحـزونـةً ... تُـخـفـي جــراحـاً مــا لـهُـنَّ حــدودُ
و الآن ويــحـي و الأحـبّـةُ هـجـرُهمْ ... يُــدمـي فـــؤاداً عــزمـهُ مـهـدودُ ..
قـسـماً بـربِّ الـمُبعدينَ و حَـسبهم ... فـــي الـنـائباتِ و دربـهـم مـسـدودُ
مـــا مـــرَّ طـيـفـكمُ بـبـاليَ لـحـظةً ... الاّ و عــطــرُ شـخـوصـكم مــوجـودُ
هــذا مـقـالٌ مــن اخــي دنـفٍ بـهِ ... شــوقٌ و بـعضُ هـواجسٍ و شـرودُ
حجبَ الحنينُ مَداه فانكفأَ الصدى : ... لــلـسـامـعـيـنَ تـــحــيّــةٌ و ورودُ ..