ردني إلى بلادي

http://www.fairouz.com/fairouz/articles/lylf.html


رُدَّني إلى بلادي..........معْ نسائم الغوادي
مع شعاعة تغاوت........عند شاطئ ووادي
مَرّةً وَعَدتَ تأخذْني.......قد ذبلتُ من بعادي
وارمِ بي على ضفافٍ....من طفولة غدادي
نهرها ككفّ من أحببتُ خيّرُ الوصادي
لم تزل على وفاء ........ما سوى الوفاء زادي
حِبّني هناك حُبّ الحُبّ مالئا فؤادي
شَلْحُ زنبق أنا اكسرني على ثرى بلادي
الأبيات لسعيد عقل واللحن للأخوين رحباني والغناء لفيروز ، قمم ثلاثة اشتركت في صنع هذه الأغنية الرائعة التي يزيد من حلاوة الاستماع إليها الآن وشك العودة بعد استرداد قبضة من ثرى بلادي . والوزن العروضي لهذه الأبيات وهي من مجزوء الرمل :
فاعلاتن فاعلاتن.........فاعلاتن فاعلاتن
وقد أجاز الخليل في حشوه ثلاثة زحافات هي الخبن (فَعِلاتن 1 3 2) والكف (فاعلاتُ 2 3 1) والشكل (فَعِلاتُ 1 3 1) . إلا أن إبراهيم أنيس في كتابه " موسيقى الشعر " لم ير في استقرائه لقديم صحيح الشعر وجديده أي ظهور يعتد به لزحافي الكف والشكل ، وأقر بأن الزحاف الذي يستساغ فيه هو زحاف الخبن وحده .
ولم نجد سعيد عقل يزاحف في حشو هذه الأبيات إلا زحاف الكف دون غيره ، وهذا الزحاف على قبحه بدا في لحن الأخوين رحباني مستساغا أكثر من الأصل . فهل ثمة سر في ذلك ؟ سؤال كم أود أن اسمع إجابته من أحد ممن أدركتهم صناعة الموسيقى مع شيء من التزود بعلم العروض ، وأما من كانت زوادته من إحدى الصناعتين دون الأخرى فستبقى إجابته منقوصة .
أيكون في أسلوب غناء فيروز بعض الإجابة على هذا السؤال المحير وذلك حين نجدها تقف بعد الوتد الأول من كل تفعيلة مزاحفة فتحس وكأن تفعيلات البيت ترد على النمط المصنوع التالي :
فاعلن مفاعلاتن
أم يكون السبب متعلقا بتقبل كل ما شدت به فيروز حتى ولو كان من صنف ( رياني يا فجل ) ؟ .
والقصيدة علاوة على ذلك تحفل بعدد من المفردات والتراكيب العامية التي أعياني فهمها ، ومن هذه المفردات التي ربما اقتبسها سعيد عقل من قاموسه الفينيقي : غدادي ، والوصادي ، وشلح الزنبق الذي لم أعثر عليه في قاموسي الفلسطيني .. ربما لأنه كنعاني !