http://kenanaonline.com/users/masry500/posts/132368


قصة العروض الرقمى القياسى وبحور الشعر

الرجوع إلى قائمة المقالات

عندما علمت لأول مرة أن هناك علما يهتم بأوزان الشعر ويسمى علم العروض وأن هناك كتابا فى هذا العلم يسمى اللباب فى العروض والقافية فإننى سعدت جدا وحرصت على الحصول على هذا الكتاب فى نفس الساعة التى علمت فيها هذا الخبر ، فقد كان الذى أخبرنى أحد طلبة الثانوية الأزهرية وكان ذلك الكتاب مقررا عليهم ، فاستعرت منه الكتاب وقرأته كله بشغف واستيعاب جيد فى الساعات الأولى من حصولى عليه وكنت وقتئذ فى السابعة عشرة من العمر ، وفى نفس تلك الساعات من خريف عام 1974م جاءتنى فكرة التعبير عن التفعيلات باستخدام الأرقام وكتبت فى ذلك أربع صفحات فى نفس اليوم أو ربما فى اليوم التالى ، وأظنها كانت أوائل الصفحات التى كتبت فى إرهاصات العروض الرقمى على الإطلاق ، ولا أعلم ما إذا كانت هذه الصفحات - بعد هذه السنوات الطوال - مازالت موجودة فى بيت أبى رحمه الله أم قد طالتها يد الإقصاء والإعدام.

ثم مر مثل عمرى من السنوات وأنا تارك لتلك الفكرة حتى عادت تراودنى من جديد وأنا فى الخامسة والثلاثين فبدأت أكتب فى تلك الفكرة بشئ من الجد حتى وضعت لها منهجا متكاملا فى بضعة أشهر وكان تمامه فى ربيع عام 1993م ، ومن العجيب أننى كنت قد قطعت شوطا كبيرا فى كتابة فصول هذا المنهج دون أن أكون قد فكرت فى اسم له باستثناء أنه طرأ بذهنى ذات مرة أننى قد أسميه العروض الغانمى نسبة إلى لقب عائلتى الذى أحمله ، ولكننى قبيل إتمام الكتاب طرأ بذهنى أن أسميه العروض الرقمى فوجدت ذلك مناسبا تماما وسعدت جدا بهذه التسمية التى كانت آنذاك جديدة تماما ، ولا أظن أن أحدا يمكنه أن يجد هذا المصطلح مطروحا قبل ذلك.

وظلت أوراق هذا الكتاب حبيسة الأدراج حتى نشرته لأول مرة فى عام 1998م.

وبعد نشر كتابى سمعت فى حوار تلفزيونى عن كتاب للدكتور أحمد مستجير بعنوان مدخل رياضى للعروض فلاحظت التقارب بين المسميين فكتابى رقمى وذاك رياضى وللأسف لم أستطع الحصول على نسخة من ذلك الكتاب حتى الآن لأعرف كيف تناول الدكتور مستجير هذا الموضوع.

وبعد نشر كتابى بعدة أشهر وجدت مقالا - فى بدايات عام 1999م - بإحدى المجلات فى موضوع باسم العروض الرقمى صراحة ، فقلت فى نفسى ربما اطلع كاتب المقال على كتابى ولكنى بعد قراءة الموضوع لم يعجبنى حيث كان الموضوع من وجهة نظرى لا يحتوى على شئ سوى هذا الاسم الرقمى الجديد وذكر المقال أن شخصا ما - غيرى - قد توصل إلى طريقة جديدة فى العروض وحزنت لأن محتوى الموضوع كان فارغا ولاشئ مفهوم فيه ولا فكرة ، وأحسست بإساءة بالغة إلى الاسم الذى اخترته لمنهج متكامل فإذا بنفس الاسم يستخدم فى تخبط لا منهجى وفى فكرة غير متبلورة وغير مكتملة وبها الكثير من المغالطات كما فرأتها فى ذلك المقال حينئذ.

ثم فوجئت بعد سنوات بوجود مواقع على شبكة الإنترنت تتناول ما تسميه العروض الرقمى وأنا لا أقصد الإساءة إلى أحد ولكنى لم أجد فيه شيئا مفيدا لمنهجة علم العروض وتيسير فهمه واستيعابه ، فهى مجرد تأملات رقمية للتفعيلات والبحور باستبدال ألفاظ التفعيلات بأرقام دون تحقيق فائدة حقيقية ذات قيمة ودون أن نضع أيدينا على هدف محدد من وراء هذا الاستخدام وهذه التأملات ، وإذا كنت أنا المستوعب للعروض والبحور والقافية بدرجة معقولة لم أضع يدى على هدف محدد ولا على مؤشر تيسير أوتسهيل من رقمية هذه الأطروحات فكيف بالمبتدئ فى هذا العلم أن يجد فيه سبيلا للتيسير؟!

ولأنهم يستخدمون الأرقام فمن حقهم أن يسموه عروضا رقميا حتى وإن كنت أنا أسبق منهم فى استخدام هذا الاسم وإطلاقه على منهج واضح متكامل له أهداف واضحة ، فليس بإمكانى احتكار هذا الاسم وحجبه عن الأخرين حتى وإن كانوا يستخدمونه استخداما لا يظهر له أهداف واضحة المعالم ولا يؤدى إلى شئ من التيسير أو التسهيل.

لذلك فقد رأيت أن أميز منهجى المتكامل عن تلك الصيحات بأن أضيف إليه لفظ " القياسى " ليكون العروض الرقمى القياسى ، وقد اخترت هذا اللفظ لأن منهجى هو الأول والأقدم فى استخدام مصطلح " الرقمى " فهو قياسى من هذه الناحية ، وأيضا لأنه منهج متكامل يتم فيه استنباط أوزان البحور بطريقة مقننة كما يتم استنباط العلل والزحافات بطرق مقننة أيضا فهو قياسى من تلك الناحية كذلك ، فإن قدر لى أن أصدر طبعة جديدة للكتاب فسوف أسميه " العروض الرقمى القياسى " للتمييز بينه وبين كل صيحة هنا أو هناك ، وأسأل الله ألا يستخدم أحد هذا اللفظ المميز فأجد صيحات جديدة أخرى بعد ذلك تحمل نفس هذا الاسم.

ومما ينبغي ذكره أن هذا المنهج القياسي يمكن تجريده من الأرقام وشرحه بدون استخدام تلك الأرقام فهو في حد ذاته منهج فيه تيسير كبير بالقدرة على استنباط أوزان البحور بقواعد محددة كما أن فيه تيسير كبير أيضا باختصار وتقليص عدد مصطلحات الزحافات والعلل إلى أقصى حد ، كما أنه يحصر مفاتيح جميع القوالب لكافة البحور في جدول صغير يمكن من خلاله استنباط أوزانها جميعا في ظل مصطلحات قليلة العدد سهلة التذكر.

فإذا ما تناولنا هذا المنهج مجردا من الأرقام فهو العروض القياسي اللا رقمي ، وإذا ما استخدمنا الأرقام كوسيلة إيضاح فهو العروض القياسي الرقمي.

وفى بدايات هذا العام - 2010م - اكتشفت فى نفسى موهبة تصميم البرامج فقد كنت صممت قبلها بشهور برنامجا للتقويم الميلادى والهجرى وبعض برامج أخرى ، فطرأت على ذهنى فكرة تصميم برنامج فى العروض فصممته ثم وجدت أننى يجب أن أطوره فطورته ، ثم وجدت من التمام أن أضيف إليه القافية ففعلت ، ثم وجدت أنه من الجميل أن أضيف إليه القدرة على المقارنة بين القوافى فأضفت ، كما أضفت إليه بعض المزايا الأخرى حتى أصبح برنامجا قيما بفضل الله تعالى وحده وليس بفضل جهدى أو أى شئ آخر.

وقد أسميته برنامج غانم فى العروض وبحور الشعر والقافية

والصور المرفقة هى بعض صفحات لنتائج إدخال بعض الأبيات إلى البرنامج.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وأرجو أن تكون هذه بداية لقاءات بيننا ، وأرجو أن تكون لنا لقاءات أخرى نتعرف فيها على العروض الرقمى - القياسى - وعلى البرنامج أيضا بمشيئة الله تعالى.
وأطيب تمنياتى ( 23 يونية 2010م )

البريد الالكنرونى :

azizghanem5000@yahoo.com