الشاعر يستطيع أن يتحكم بالعروض والضرب كيف يشاء إذا صقلت موهبته وفق القواعد والأصول العروضية : وهذه قصيدة واحدة تحكي قصة المتدارك المظلوم لعدم وجود من يهتم به ، وبعد نظم القصيدة الأولى عدلت عروضها لعلي أسمع ذوق المستمع أيهما أسلس والمقارنة ممكنة لأن البحر واحد والموضوع نفسه ، والهدف رصد ذائقة توافق أو اختلاف العروض والضرب.
القصيدتان نعاً أنتجت بساعات لهدف علمي فقط ، فأرجو المعذرة.

إسعاف المتدارك -1
د.ضياء الدين الجماس
وُلد المتداركُ في غَسَقٍ ...وَجدوه بسحنة مُـختنقٍ
حفظوه بحاضنة مُـحْصناً ... أملاً رفدوه بماء سقي
وهواءِ مُنَفِّسةٍ منعشٍ .... حاملاً بندى مبهج ونَقي
و"الخليل" خفاه حفاظاً له ... جاءه أخفشٌ بدم ونِقي
مسعفاً قلبه بدواء الجوى ... منقذاً جسمه من لظى الرَّهَقِ
مكرماً حقه مانعاً ذله ...ويداعبه بالهوا الطلق
فنما ببراعمه زاهياً.... برداء التقى يرتديه تقي
بصحائفه سيرة دونت ... فسجى بصحائفَ من ورق
وامتطى راكباً بحره مشرعاً ... بزوارقَ تـَحفظُ مِنْ غرق
ويسير بدفع رياح الهوى... يحتمي ناجياً من نبال شقي
وسرى عَطِراً مُعْطِراً عنبراً ... بعَروضٍ وضَرْبٍ مِنَ العبق
وبدعم الرحيم علا نـهره ... دافقاً شعره بالهوا الغَدِق
حامداً شاكراً منه أفضاله ... وهمى قطره مالئاً طبقي

إسعاف المتدارك -2
د.ضياء الدين الجماس
وُلد المتداركُ في غَسَقٍ ...وَجدوه بسحنة مُـختنقٍ
حفظوه بحاضنة أمداً ... أملاً رفدوه بماء سقي
وهواءِ مُنَفِّسةٍ طَلِق .... حاملاً بندى مبهج ونَقي
و"الخليل" خفاه بجعبته ... مدَّه أخفشٌ بدم ونِقي
مسعفاً قلبه وترائبه ... منقذاً جسمه من لظى الرَّهَقِ
مكرماً حقه بجوائزه .. ويداعبه بالهوا الطَّلِقِ
فنما زاهياً ببراعمه.... برداء التقى يرتديه تقي
بصحائفه سيرة نقشت ... فسجى بصحائفَ من ورق
وامتطى مشرعاً بزوارقه ... وبواخر تـَحفظُ مِنْ غرق
ويسير بحكمة قائده ... يحتمي ناجياً من نبال شقي
وسرى عَطِراً بنسائمه ... بعَروضٍ وضَرْبٍ مِنَ العبق
وبدعم الرحيم علا نـهَراً ... دافقاً شعره بالهوى الغَدِق
حامداً شاكراً لفضائله ... وهمى قطره مالئاً طبقي


والحمد لله رب العالمين
.