السلام عليكم

قادني تعليق الأستاذ خشان على قصيدة الأستاذة الشاعرة سليلة مسلم في موضوعها ( مراجعة ) إلى استبصار الفرق بين الرؤية الشمولية التي يحمل لواءها منهج العروض الرقمي والرؤية العمومية التي يتسم بها طابع التفكير العام لهذه الأمة المصابة بالوهن نتيجة إصابتها بداء التقليد المزمن للغرب والذي أورثها النمطية والجمود الذهني عبر عمليات التماهي مع النظريات الغربية البديلة لنظام العقيدة الإسلامية االصحيحة في استشراف الكون ورؤيته وحكمه .
قد تبدو الدلالة اللغوية لمفهوم (الرؤية العمومية ) ملتبسة بعض الشيء مع مفهوم الرؤية الشمولية الذي يطرحه الأستاذ خشان ونتبناه نحن ..ولتجنب هذ الالتباس أقول : إن مفهوم الرؤية العمومية يعاكس تماما مفهوم الرؤية الشمولية كما أفهمه . فالرؤية الشمولية هي تقوم أساسا على استنباط القوانين العامة التي تنتظم الظواهر بالاعتماد على استقراء خصائص هذه الظواهر وتفاصيلها الدقيقة وقوانينها الجزئية التي تربط بين أجزاء ومكونات نظامها البنيوي ثم تصنيف القوانين الجزئية المتشابهة من حيث النمط بهدف تكثيفها واستنباط القوانين والقواعد العامة منها ...وهذا هو منهج العروض الرقمي الذي يعيد تطبيق منهج الخليل العروضي وسحبه لا على الظواهر العروضية فقط بل على كل ما يمكن ملاحظته من الظواهر الكونية . وفي النتيجة فإن ما تحققه الرؤية الشمولية لا يعدو سوى توحيد الخصائص وتعميمها فهي تنطلق من الخاص إلى العام باكتشافها الانسجام والتوافق والتكامل بين الخصائص وتبقى الخصائص مادة البحث فيها وتصبح القوانين العامة نتائج البحث .

وعلى العكس من ذلك فإن الرؤية العمومية تقوم من حيث مناقضتها لكل ما هو خصوصي على عدم رؤية الخصائص وعدم البحث فيها لأنها تتوقف على رؤية الكل بمنظور عام واحد فهي لا تسمح برؤية تفاصيل مكونات البنية لنظام الظاهرة الكونية لأنها ليست مادة البحث فيها . وهي لا تحتاج إليها أصلا . بل إن رفض الخوض في الخصائص والتفاصيل الدقيقة ومحاولة طمسها تدريجيا مطلب أساسي لتكوين منهج الرؤية العمومية . وهي أشبه بالرؤية الخارجية أو المحيطية للظواهر . فمادة بحثها العام لا الخاص أما نتائج بحثها فغير موجودة نهائيا ...فهنا تتجمد الرؤية عند الحدود الخارجية للظاهرة ولا يمكنها ممارسة الاستنباط أو الاستقراء لأن هذين النشاطين العقليين يتطلبان البحث في الخصائص والتفاصيل الدقيقة للظاهرة .. والنشاط العقلي الوحيد الذي يمكن للرؤية العمومية توفيره هو الإدراك العام أو التنبؤ الذي يفيد في التكيف قدر الإمكان مع الظاهرة وتقبل وجودها .

ولعلي بهذا التفصيل التقيت مع أـستاذي خشان في مفهومي الكم والهيئة ...فما يمكن تسميته رؤية عمومية هو كم عند الأستاذ خشان ...وما يمكن تسميته رؤية شمولية هو الهيئة .
وكي أقترب في سلوكي أكثر من مفهوم الرؤية الشمولية سأخبركم عن علاقة موضوع قصيدة الأستاذة سليلة بموضوعي هذا . فعندما قرأت تعقيب الأستاذ خشان على موضوعها راودني شعور بوجود خطر كبير يهدد تطبيق الرؤية الشمولية في أرض الواقع ويتأتي هذا الخطر من سلوك مسلك الرؤية العمومية في تجاوز التفاصيل الدقيقة وطمسها لغاية طارئة ما ..وكما تعلمون فأنا والأستاذ خشان متفقان دائما على أهمية النقد والنقد الذاتي أو المعارضة الداخلية المنهجية الصحيحة لتطور العروض الرقمي وتبلوره كمنهج فكري شامل مأمول وليس فقط كمنهج عروضي ضيق . ولأنني أرجو أو أعلم أنه لن يغضب مني فسأحدثكم عن التساؤلات التي أثارها تعقيبه على قصيدة الأستاذة سليلة في عقلي...:تساءلت :

أستاذتي الكريمة

المنتدى أدبي أكاديمي تماما ولا يتطرق في السياسة إلأ لما تجمع عليه الأمة.

وفتحه للسياسة أو سواها من الأمور المهمة خارج ذلك الإطار - بغض النظر عن موقف الكاتب - سيفقد المنتدى طبيعته

وسيؤدي آجلا أو عاجلا إلى إغلاقه في بلد أو آخر أو إغلاقه بالكلية.

المنتدى للـ ( عروض الرقمي تحديدا ) هل يرضيك أن أحذف ما تناول قضية فلسطين ؟؟

يرعاك الله.