نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

زليختي


زليختي مهرةٌ تعدو براح يدي ........ وتنثر النجم في أفقي بلا عددِ
أميرةٌ لم تزل تغوي لهيب دمي ........ بحسنها وتنادي النار في كبدي
تداعب الألق المخبوء لاهيةً ........ وتستبيح حصون العقل والرشَدِ
رزينةً تاسر الألباب إن نظرت ........ لم تنجرف بالهوى العاتي ولم تحد
ولم يكن مكرها إلا برقتها ........ وباقتحامِ حدود النارِ بالبرَدِ
تقدّ من قُبُلٍ ثوبي بنظرتها ........ وتغلق الباب بالإيحاءِ عن بُعُدِ
ولستُ ذاك الفتى في حسن طلعته ........ تقطّع الكفّ فيه نسوة البلدِ
لكنه قدري أن كنتُ فتنتها ........ بالشِّعرِ يرفدُ حسن الروح بالمدد
تعلّقت شيبتي تلهو بهيبتها ........ ولم يكن همها مالي ولا جسدي
وكيف لي أن أماري في محبتها ........ وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
رأيتها فاستبدّ النبض منتفضًا ........ واشتدّ عصفُ الرؤى في نوميَ النكِدِ
نهضتُ من رِقدتي أهفو لمقدمها ........ مع النسائم مأخوذًا بغيب غدي
أؤمّلُ العينَ أزهارًا ملوّنةً ........ تشفى بألوانها من ماكث الرمدِ
صغيرتي، لستُ أبغي الوصل في سفهٍ ........ وإن هفوتُ لريٍّ من يديك ندي
لن تخسريني وإني فيك مصطبرٌ ........ أخشى عليكِ صروف اللومِ والرصدِ
فلستُ مثل (كليم الله) في ورعٍ ........ مع التي مدّها بالعون والسندِ
تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ ........ تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ
يا ليتني أستقي بالعزم وقفته ........ وأقتفي خطوَهُ بالصبر والجلَدِ
لا تقربيني ففيّ النار مسجرةٌ ........ تريّثي في الخطى في سيرك، اتّئدي
أرقيك من أعينٍ قتّالةٍ دأبت ........ على الرماية بالتنكيلِ والحسدِ
أمدُّ كفّي لثغر الريح، تُلجمهُ ........ أخشى على فرعك المياس من أوَدِ
تفنّني بخفيّ البوح مُطرقةً ........ والعينُ ترسلُهُ كالطائرِ الغرِدِ
لم أُلقَ في البئر يومًا، بَيْدَ أن يدًا ........ مُدّت إليّ بماءٍ والفؤادُ صدي
والذئبُ في أضلعي يعوي بلا كللٍ ........ وإخوَتي يغمرون العمرَ بالرغَدِ
أرى ابتساماتهم في البؤس ساجدةً ........ تُرقي لياليّ من ريحٍ ومن رعدِ
وأنت ماكثةٌ عونًا على زمنٍ ، ........ من قبل أن تشتريني، موحشٍ وَ رَدي
زليختي، غلّقي الأبواب واقتربي ........ من النوافذِ تلفيْني مددتُ يدي