يا كُلَّ عُمرِي

خبِّئ حنينكَ عتِّقِ اﻷشواقا
مادُمتَ قربي لن نملَّ عِناقا

ياكُلَّ عُمْري يا سماءَ سعادتي
يامَن فتحتَ لكوكبي آفاقا

في كلِّ آهٍ قصةٌ من سِفرنا
كانَ الهوى في سردِها سَبَّاقا

في سرِّ صمتي بردةٌ وعباءةٌ
وبذارُ حُبْلى عانَتِ اﻹرهاقا

وَبِكلِّ حرفٍ من حُروفكَ بلسمٌ
لهمومِ صدري حضِّرِ الترياقا

فمُناخُ قلبي في فُصولِكَ مُدْهِشٌ
وطقوسُهُ جاءَتْ كذاكَ طِباقا

وبعرفِ حبِّي كلُّ شيءٍ جائزٌ
إن طالَ نخلُكَ أُسْقِطِ اﻷعذاقا

عِطرُ الخُزامى من أصابعِ لَهفتي
فانثر عبيركَ للوصالِ صِدَاقا

لاتلتفِتْ نحو الشواطئِ وَاسترحْ
فبحارُ عيني ترتجي الإغراقا

هل حاجتي تفاحةٌ وغوايةٌ
طِفلٌ رضيعٌ لا يطيقُ فِراقا؟

أَمْ مُضغةٌ في صدرنا خفَّاقةٌ
كنَّا لها ولِنبضها سُرَّاقا؟

ألبسْتُ جيدكَ من جُمانِ محبتي
طوقاً يشعُّ بريقُهُ أطواقا

وسَرقتُ من خجلِ الطفولةِ وردةً
فَعَلا مُحيايَ احمرارٌ راقا

إنِّي بحبِّكَ صغتُ كُلَّ حضارتي
وجعلتُ من وَرْدِ الغرامِ نِطاقا

ورسمتُ خارطةَ الطريقِ بريشةٍ
مِنْ فِيك،َ تاهَ بِغابِها مَنْ ذاقا

لالن أذُوبَ كشمعةٍ من لَهْفتي
قنديلُ شوقي يشتهي الإشراقا

لالستُ أقنعُ بالقليلِ منَ الهوى
إنَّ القليلَ يزيدني إحراقا


بقلم رنا صالح الصدقة