النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أثمة حاجة بعد للخط العروضي ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228

    أثمة حاجة بعد للخط العروضي ؟

    أثمة حاجة بعد للخط العروضي ؟
    تأملات في الخطوط المتبعة في الكتابة العربية

    من الَمعروف أنّ الرَسم الكِتابيّ المُتَّبَع لَدَينا منذ ما قَبل الإسلام كان مأخوذا عن الخَطّ النَبَطيّ المُشتَق بِدَوره من الخَطّ الآراميّ . وقد طَوّر العَرَب الخَطّ النَبَطيّ حين رأوا أنّ نِظامه الأبجدي كان مُفتَقِرا إلى رُموز لحُروف المَدّ والحَرَكات القَصيرة ، فاستَعاروا لحُروف المَدّ رُموز الألِف والواو والياء الصِحاح ولم يَعبأوا بوَضع رُموز للحَرَكات القَصيرة إلى أن وَصَل الأمر إلى أبي الأسوَد الدُؤَلي ( ت 69 هـ ) وقد رأى ما آلت إليه حال العَرَبيّة من تَفَشّي اللَحن نَتيجة لاختِلاط العَرَب بالأعاجِم فقام عام 67 للهِجرة ، بتَكليف من زِياد أمير العِراق ، بنَقط أواخِركلمات المُصحَف بمِداد مُختَلِف نَقط إعراب . ثمّ استَمَرّ الأمر على ذلك بين كُتّاب المَصاحِف حتى جاء الخَليل بن أحمَد ( ت 175هـ ) فأحدَث أول عَمَليّة إصلاح جَوهَري للكِتابة عبر ابتِكاره لثَماني عَلامات للتَشكيل هي الفَتحة والكَسرة والضَمة والسُكون والشَدّة والمَدّة وعَلامة الصِلة والهَمزة ، فاستَغنى كُتّاب المَصاحِف بهذه العَلامات عن نَقط أبي الأسود . ولم يَقِف الأمر عند هذا الحَدّ فقد زاد العُلَماء بعد ذلك عَلامات لضَبط المُصحَف على ما يُوافِق قِراءة حَفص ، فتمّ بذلك وقاية كِتاب الله من اللَحن وعُصِم من الزَلَل في القِراءة .
    لكنّ هذا التَطَوُّر في الكِتابة لم يَمَسّ رَسم المُصحَف الذي لم يكن يُقاس عليه ، فكان أن عَكَف عُلماء الرَسم على تَطوير خَطّ آخَر اصطَلحوا فيه على قَواعد لرَسم الكَلِمات كما تُلفَظ ، آخِذين في الاعتِبار حالَتَي الابتِداء والوَقف عليها . وقد صار هذا الخَطّ يُعرَف بالخَطّ القِياسي أو النَحوي أو الإملائي تَمييزا له عن خَطّ المُصحَف الذي ظَلّ وَقفا عليه وبات يُعرَف بالخَطّ العُثمانيّ أو التَوقيفيّ أو الاصطِلاحيّ .
    ومع أنّ الخَطّ القِياسيّ لم يَتَخَلّص تَماما من كَثير من مَظاهِر القُصور في الخَطّ النَبَطيّ المَوروث إلا أنّه أفاد كَثيرا من عَلامات التَشكيل الثَمانية التي وَضَعها الخَليل وإن كانت هذه العَلامات قد شَكَّلَت عبئا إضافيّا على النُسّاخ نَتيجة تَكَبُّدهم عَناء وَضع عَلامة أو أكثر فَوق كلّ حَرف . ولقد كان من المَزايا التي تَرافَقَت مع ظُهور الطِباعة وتَطَوِّرها في العَصر الحَديث أن أصبح من المُمكن تَزويد لَوحة المَفاتيح برُموز الهَمزة في جَميع أشكالها بالإضافة إلى رَمز المَدّة ، وبذلك تَمّ اختِزال عَلامات الخَليل لتُصبِح ستّة بَدلا من ثَمانية .
    وفي مُحاولة منّي حَديثة لتَجَنُّب مَشاقّ التَشكيل الكامِل الذي واجَهتُه عند تَحقيقي لكِتاب العَروض للزَجّاح عَمَدت إلى مَزيد من الاختِزال لما تَبَقّى من عَلامات الخَليل مع الاقتِصاد في استِخدام الحَرَكات القَصيرة الثلاث وذلك على النَحو الذي أشَرت إليه في حاشية مُقَدِّمتي للتَحقيق بقَولي :
    " اتّبَعت لضَبط هذا النَصّ أقصى دَرَجات الاقتِصاد في استِخدام عَلامات الشَكل ، فاستَغنَيت عن عَلامة السُكون باعتِبار أنّ تَعرية الحَرف من الحَرَكة يَدُلّ على سُكونه ، ولم أثبت رَسم الحَرَكات القَصيرة قبل أحرُف المَدّ باعتِبار أنّ هذه الحُروف هي حَرَكات خالِصة في ذاتها . ولم أُثبِت الشَدّة التي تُشير إلى الإدغام وخاصّة في الحُروف الشَمسيّة بعد لام التَعريف لعَدَم اللَبس في ذلك لمن لِسانه العَرَبيّة ، وكذلك امتَنَعت عن تَشكيل الحَرف السابِق للتاء المَربوطة لأنّه لا يَتَجاوز الفَتحة ، وقََّللت ما أمكَن من إثبات الحَرَكات التي تَدُلّ عليها بوُضوح أحكام رَسم الهَمزة . ولم يُشَكِّل خُلوّ لَوحة المَفاتيح من رَمز الوَصل قُصورا في عَمَليّة الشَكل ؛ لأنّ خُلوّ الألِف منه قبل لام التَعريف وفي أوَّل الكَلِمات التي تَبدأ بصامتَين نَحو ( استَفهم واستِفهام ) ، لا يَعني التِباسه بحُروف المَدّ التي لا تَبدأ بها الكَلِمة في العَرَبية . وعلى نَحو من هذا يُمكن النَظَر إلى الألِف الفاصِلة للتَفريق بين واو الجَمع وواو النَسَق على قَول جَماعة من الكوفيّين . أما فيما يَتَعَلّق بعَلامات الإعراب فلم أُثبِت منها إلا ما بدونه يَغمُض المَعنى ويَلتَبِس على القارئ العاديّ " .


    الخط العروضي :

    وثَمة رَسم أخَر لا يُقاس عليه أيضا ؛ لأنه مَقصور على كِتابة الشِعر بما يُساعِد على بَيان عَروضه ، وهذا الرَسم هو الذي يُسمي الخَطّ العَروضيّ . ورُبّما يَتساءل المَرء عن السَبب الذي من أجله ابتَكَر الخَليل هذا الخَطّ في وَقت كانت فيه جُهوده مُنصَبّة على تَطوير الخَطّ النَبَطيّ إلى أن أصبح أكثَر قُدرة ومَنطِقيّة في وَصف جَميع وَحَدات اللُغة الصَوتيّة للعَرَبيّة .
    وللإجابة على هذا التَساؤل يُمكن القَول إنّ الخَليل كان في فِكرة الخَطّ العَروضيّ يَهدِف إلى تَوخّي سَبيل مُباشِر وبَسيط لإثبات كِتابة كل ما هو مَنطوق بدون أن يَتَكلّف كِتابة ما لا يُنطَق ، الأمر الذي يُؤكّد على أنّ نَظرته للخَطّ الإملائي كانت لا تَزال مُحاطة بالشَكّ في قُدرته على وَصف عَروض الشِعر وذلك لما رآه من عَجزه عن التَخُلّص تَماما من رِبقة التَرِكة التي خَلّفها الخَطّ النَبَطيّ .
    وخِلافا للخَطّ القِياسي نُلاحِظ أنه يُراعى في الخَطّ العَروضيّ الاهتِمام بكِتابة الكَلِمة وَفقا لوَزنها العَروضيّ بغَضّ النَظَر عن كَون هذا البِناء يَتَضَمّن جُزءا من هذه الكَلِمة أو يَمتَدّ لأكثَر من كَلِمة واحِدة تُشَكّل حُروفها مُجتَمِعة كَلِمة جَديدة فتَبدو مُغايِرة للكِتابة المألوفة . فإذا أضَفنا إلى ذلك ما ذَكَره العَروضيّون من شُروط لهذه الكِتابة نَحو سُقوط كلّ ما لا يَظهَر على اللِسان في مِثل ألِف
    " قال ابنُك " أو ألِف ولام " قال الرَجُل " وإثبات ما لايَظهَر في الخَطّ القِياسيّ كفَكّ التَضعيف في الحَرف المُشَدّد وكِتابة التَنوين نونا ساكِنة زاد الأمر إذن غَرابة وبُعدا عن الأُلفة في هذا الخَطّ . بل إنّ الأمر ليَشتَطّ في بُعده عن المألوف في الكِتابة حين يَلجأ بَعض العَروضيّين إلى كِتابة بَعض أحرُف الكَلِمة مُراعاة لقَواعد الإدغام وهو ما لَفت نَظري في بَعض كُتُب العَروض كإقناع الصاحِب وعَروض الرَبَعيّ .
    وسأورِد فيما يَلي بَيتا لطَرَفة بن العَبد أثبِته أوّلا بالخَطّ القِياسيّ ، على نَحو يُظهِر تَقطيعه وَفقا لوَزنه العَروضيّ ، ثم أُتبِعه بخَطّه العَروضيّ ، يَليه تَفعيله ، قال طَرَفة :
    سَتُبدي/ لَكَ الأيّا/مُ ما كُنـ/ـتَ جاهِلاً ========= وَيأتيـ/ـكَ بِالأخبا/رِ مَن لَم/ تُزَوِّدِ
    سَتُبدي لَكَلأيْيا مُماكُنْ تَجاهِلَنْ==========وَيأتي كَبِلْلأخْبا رِمَلْلَمْ تُزَوْوِدي
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ==========فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
    فمن هذا المِثال إذن يَتَبَيّن لنا سُهولة الخَطّ القياسيّ ومُرونته في إظهار الوَزن العَروضيّ للشِعر ، إذ نَراه يَقسِم شَطرَي البَيت إلى الأجزاء التي يَتَألّف منها وَزنه ، ولا نُضطَر مع ذلك إلى تَغيير مألوف الكِتابة لتَتَطابَق الأحرُف في الكَلِمات مع وَزن التَفعيلة العَروضيّة . ومن المُمكن أن يَرمز فيه إلى الحُروف المُتَحَرّكة والساكِنة على النَحو الذي تَتَبَيّن منه المَقاطع اللُغوية للبَيت كما يلي :
    55|5| / 55|5|5|/55|5|/55|55|| 55|5|/55|5|5|/55|5|/55|55|
    حيث يُرمز للمُتَحَرّك بالرمز ( 5 ) وللساكِن بالرَمز ( | ) كما قال ابن عَبد رَبّه في أُرجوزته العَروضيّة :
    فما لَها من الخُطوط البائنةْ دَلائلٌ على الحُروفِ الساكِنةْ
    والحَلَقاتِ المُتَجَوِّفـــاتِ عَلامةٌ للمُتحَرِّكـــــــاتِ
    ونحن نَرى مثل ذلك عند الأوروبيين في وَزنهم لأشعارهم ، حيث نُلاحظ أنّهم يَفصِلون بين التفاعيل feet بخُطوط مُفرَدة single lines وبين الشَطرين بخَطّ مُزدَوج double line , وفي الوَقت ذاته يُحافِظون على نَسَق الكِتابة العادية بلا تَغيير يُذكَر في الخَطّ .
    وفيما يَلي مِثال على ذلك من قول شكسبير :

    U ` U ` U ` ` U U ` U
    To be, | or not | to be || that is | the ques tion …
    الخَط القياسي إذن قادِر على التعبير عن الوَزن بنَفس دِقة الخَطّ العَروضي وخاصّة حين نُعنى بتَشكيله تَشكيلا كاملا . ومَسألة التَشكيل الكامل باتت نِسبيّة في ظِل تَوَفّر قَواعِد مُعيّنة تُقَلّل من عَدَد الحُروف التي يَلزَمها التَشكيل ، كما أن من المُمكِن تَعريف الحاسِب الإلكتروني بهذه القَواعِد في أيّ بَرنامَج لوَزن الشِعر بحيث يُمكن بأَقلّ قَدر من التَشكيل تَحديد الشَكل المَقطَعيّ للبَيت الشِعريّ ومن ثم التَعرّف على وَزنه وبَيان زِحافاته . كلّ هذا من غَيرأن نُضطَر إلى إعادة كِتابة كلّ بَيت من الشِعر كِتابة عَروضيّة ، لأنّ النِظام قادر على التَعَرّف على الوَزن ومُتَغَيّراته من خِلال استيعابه لهذه القَواعِد . أفتبقى إذن ثَمّة حاجة للخَطّ العَروضيّ ؟
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    25
    الخط العروضي أم العروض؟

    الخط العروضي كما تفضلتم بالإشارة إلى ذلك " خط لايقاس عليه "، لا يستعمل إلا في العروض لغاية توضيحية فهو أقرب ما يكون إلى الأبجدية الصوتية المتعارف عليها ( l'alphabet phonétique)، وحيث أن الوزن في الشعر يعتمد الأذن قبل العين كانت الضرورة التي أباحت للعروضيين وفي مقدمتهم الخليل بن أحمد الاستعانة به في تمثيل الوزن كتابةً أثناء عملية التقطيع، وستزول الحاجة إليه عندما نتوصل إلى طريقة أخرى متفق عليها معتمدة من الجميع لتمثيل الوزن كالأرقام كما في العروض الرقمي أو غيرها من الرموز كالتي أشرتم إليها في تقطيع بيت طرفة، ونظراً لتعدد الرموز المستعملة واكتسابها طابعاً شخصياً في أغلب الأحيان سيبقى الخط العروضي و الكتابة العروضية المرجعية المعتمدة في هذا المجال.
    وانطلاقاً من تجربتي المتواضعة في " برنامج العروض" أدركت أن الحاسوب قادر على استيعاب القواعد التي نقوم بتطبيقها في الكتابة العروضية فنحن نبرمجه فيفك ادغام الحرف المشدد، ويحذف السابق عند التقاء الساكنين ، ويضيف نوناً ساكنةً تعبيراً عن التنوين، كما بإمكانه اشباع الحرف في الكلمات التي اصطلح فيها على ذلك ( هذا...لكن...لفظ الجلالة الله...وغيرها) مع القدرة على التمييز بين ال القمرية و الشمسية. غير أن الحاسوب لا يستطيع شكل الكلمات تلقائياً، وحيث أن الكتابة العروضية لا تتم إلا بتميز الحروف الساكنة والمشددة والمنونة، لابد لمستعمل "برنامج العروض" من القيام بذلك، وقد سبق لحضرتكم الاطلاع على البرنامج في نسخته الأولى والتي يمكن اعتبارها بداية بالقياس إلى ما وصل إليه من تطوير في نسخته الثالثة.
    وفي غمرة ما تعج به الساحة الأدبية من نصوص تفرض وجودها على القراء باسم الشعرالحر وقصيدة النثر إلى غير ذلك من الأسماء، وانصراف الشعراء المبدعين عن القصيدة العمودية مسايرة منهم للعصر، فقد ولى زمن المدح والهجاء و الغزل و الرثاء، ولا تسلني عن الحماسة والزهد وكل الموضوعات التي تغنى بها فحول الشعراء منذ الجاهلية إلى عصر النهضة، ولا تثر لواعجي بذكر الملوك و الأمراء والرؤساء الذين كانوا يلهبون ألسنة الشعراء بسياط العطايا و الهبات، ونجوم الأغنية العربية الذين كانوا يذيعون هذه القصائد بين عامة الشعب فقد حل الصخب محل الكلمة الهادئة المتزنة، وفسد الذوق العام في جل ما يعرض أو يسمع وتغرب الفتى العربي في خضم ذلك كله وكأن المتنبي كان يقصده بقوله في "شعب بوان" :
    مغاني الشِّعب طيباً في المغاني *** بمنزلة الربيع من الزمان
    ولكن الفتى العربي فيها *** غريب الوجه واليد واللسان
    ومن خلال ماتقدم ذكره في هذه العجالة أخشى أن يتحول سؤالكم المطروح إلى " أثمة حاجة بعد إلى العروض؟".

    أزكري الحسين

    " وها نحن قد عدنا يا أستاذنا خشان حفظكم الله ووقاكم مما شغلنا عنكم، ولكم مني خالص الود والتحية لرواد موقعنا الحبيب أعضاء وزواراً ومشرفين."
    التعديل الأخير تم بواسطة أزكري الحسين ; 10-16-2005 الساعة 04:17 PM
    كل صعب على المجد يهون
    هكذا همة الرجال تكون

  3. #3
    زائر
    ومن خلال ماتقدم ذكره في هذه العجالة أخشى أن يتحول سؤالكم المطروح إلى " أثمة حاجة بعد إلى العروض
    صدقت.
    يقول الأستاذ الحساني حسن عبد الله في مقدمة كتاب الكافي للتبريزي :"........وقد هان الأمر لو اقتصر على جمجمة هنا وجمجمة هناك، فليس يضير العلم أو الأدب أو الأخلاق في عصر من العصور أن يهون منها بعض الناس، وإن كانوا ذوي مكتنة ونفوذ، إنما الضير كل الضير أن تكون الاستهانة سمة العصر، وهذا هو البلاء الحاضر الذي ما كنا في حاجة إلى الكلام على فائدة العروض أو الدعوة إلى العناية به لولا تفشيه في هذه الحقبة التي نعيشها"

    ويقول في موضع آخر :" إن الغربيين يرعون العروض من أجل الرعاية، فيقولون فيه ويكثرون القول، وينشرون كتبه يشرحون فيها أصوله ودقائقه، ويتابعونه في دقائق تطوره، ويعنون في تقديمهم الدواوين ببيان أوزانها عنية ملحوظة، لأنهم يعلمون أن الاستهانة بالعروض ليست استهانة بمصطلحات معقدة، بل هي استهانة بالشعر نفسه، واستهانة بعد هذا بوجدان الأمة وأخلاقها"

    وأنا أتساءل هل سلم الغربيون والشرقيون والشماليون والجنوبيون من سمة العصر وهي الاستهانة
    والجواب : كلا قطعا
    ألا تسمعهم يقولون :" أثمة حاجة للعرب؟ "
    أما استهانتنا بأنفسنا فتحصيل حاصل.
    من يهن يسهل الهوان عليه = ما لجرح بميت إيلام
    وكل عام وأنتم بخير

    " وها نحن قد عدنا يا أستاذنا خشان حفظكم الله ووقاكم مما شغلنا عنكم، ولكم مني خالص الود والتحية لرواد موقعنا الحبيب أعضاء وزواراً ومشرفين."
    أخي وأستاذي أزكري الحسين

    أنت دائما بالبال.
    لي أمل كبير بأن تفاعلكم مع الرقمي سيواصل إنتاجه لصالح العربية.
    ليت منتدى الشمولية يحظى باطلاعك عليه.
    http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=102
    والله يرعاك.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    أجل يا سيدي ، ثمة حاجة بل حاجات للعروض . فهو على أبسط الفروض يكشف زيف أدعياء الشعر الذين ذكرت بعضهم .. ثم إن العروض علم والعلم لا يتوقف أو تنتفي الحاجة إليه لو زهد الناس جميعا فيه ، ألا يزال العلماء يدرسون قواعد اللغة السنسكريتية ولا أحد ينطق بها الآن ؟
    ولقد شرفني مرورك أخي أزكري الحسين واستبشرت خيرا في أن تؤكد قولي بإمكانية " تَعريف الحاسِب الإلكتروني بهذه القَواعِد في أيّ بَرنامَج لوَزن الشِعر بحيث يُمكن بأَقلّ قَدر من التَشكيل تَحديد الشَكل المَقطَعيّ للبَيت الشِعريّ ومن ثم التَعرّف على وَزنه وبَيان زِحافاته . كلّ هذا من غَيرأن نُضطَر إلى إعادة كِتابة كلّ بَيت من الشِعر كِتابة عَروضيّة ، لأنّ النِظام قادر على التَعَرّف على الوَزن ومُتَغَيّراته من خِلال استيعابه لهذه القَواعِد "
    وأود أن أطرح هنا تصورا عن نظام لا يعتمد الحاجة إلى التقطيع وبالتالي نتجنب اللجوء إلى الخط العروضي . فمن المعروف أن الحروف ترمز إلى نوعين من الأصوات اللغوية هي السواكن consonants والحركات vowels ، واغلب الأصوات في الأبجدية العربية هي من الصوامت التي يرمز لها بالرمز ( ص ) في مقابل الحركات القصيرة وهي الفتحة والضمة والكسرة التي يرمز لها بالرمز ( ح ) . وأما الحركات الطويلة فهي فلا تتعدى ثلاثة حروف هي ألف المد وواوه وياؤه ولها ضعف كمية الحركات القصيرة ، ولذلك يرمز لها بالرمز
    ( ح ح ) . والكتابة العربية حافظت على كتابة الصوامت جميعها في الكلمة ما عدا الحالات التي يكون فيها الحرف مضعفا فنستدل على تكرار الحرف بعلامة الشدة . وإذن فالشدة حرف صامت يرمز له بالرمز ( ص ) أيضا . وهناك كلمات لم يراع في كتابتها إثبات بعض الحركات الطويلة نحو هذا ولكن وداود ، ومنها ما زيد فيه حرف لا ينطق به نحو ( أولئك ) ، وهذه كلها قد أوجد لها المبرمجون ـ ومنهم الأخ أزكري ـ الحل الذي يكفل تعرف الحاسب عليها .
    إذن من الممكن جعل الحاسب يميز السواكن من الحركات في أي نسق لغوي ثم يقارن ترتيبها بنسق السواكن والمتحركات في المثال النظري للبحر المعين كالمتقارب الذي يتألف من تكرار
    ( فعولن ) وكل تفعيلة هي على النحو التالي :
    فعولن = ص ح ص ح ص ص ح ص = ص ح ص ح ح ص ح ح
    ويمكن برمجة الحاسب للتمييز بين الحروف المتشابهة في الخط القياسي ، فالألف التي تعتبر حركة ( ح ح ) في كلمة ( نار ) تكون صامتا ( ص ) في أول الجملة بما يسمى همزة القطع في كلمة ( اقرأ ) ولا تكون أيا من هذا وذلك في نحو كلمة ( ذهبوا ) حيث يمكن وضع شرط بتجاهل هذه الألف إذا وردت بعد حركة طويلة .
    كذلك يمكن التمييز بين الحركات الطويلة long vowels وأنصاف الحركات semi vowels التي نعتبرها من ناحية وظيفية كالصوامت وبالتالي يرمز لها بالرمز ( ص ) . فالحركات الطويلة ضمن نظام التشكيل الذي اقترحناه لا يتم تشكيلها بينما تتميز أنصاف الحركات وهي الواو والياء فقط بأنها تشكل بإحدى الحركات الثلاث أو تكون مسبوقة بحرف مشكل نحو :
    وَجد ، يَجد ، مَوجود ، مُيَسّر .
    كذلك فنحن لا نشكل الحرف السابق للتاء المربوطة لأن هذا التشكيل لا يتجاوز الفتحة ، ولذلك يمكن الإيعاز للحاسب بإضافة حركة ( ح ) قبل كل ( ص ) تشير إلى تاء مربوطة .
    كل ذلك لكي نتجنب تقطيع الكلمات على الخط العروضي وهو ما يعني تقليل الجهد المبذول في إعادة كتابة البيت الشعري المراد معرفة وزنه وزحافاته والاكتفاء بتعليم marking هذا البيت في موضعه من القصيدة لكي يتولى برنامج معين تحويل الكلمات المكتوبة بخطها القياسي ( لا العروضي ) إلى نسق من ( ص ، ح ) تجري مقارنته بالأنساق المخزنة في ذاكرة الحاسب والمحتوية على جميع البحور بمختلف جوازاتها المسموحة .
    أيكون ما قلته أعلاه نحوا من الهذيان ، ما دامت المعلوماتية ليست من اختصاصي ، فإن لم يكن كذلك ، هل ستبقى ، في ظل برنامج سهل وكفؤ لمعرفة الوزن ، ثمة حاجة للخط العروضي ؟
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    25

    خطوات صائبة

    إن ما تفضلتم بذكره هو تصور جدير بالاهتمام يمكن اتباع خطواته في برنامج طموح لتحويل الكلمات المكتوبة بخط قياسي إلى نسق يمكن الحاسوب من التعرف عليه واستعماله في معرفة وزن البيت وبحره.
    بل إنها نفس الخطوات المتبعة في" برنامج العروض " مع فارق في استعمال الرموز، فالحروف (الصوامت) يرمز إليه برقم 1 إذا كانت متحركة - بغظ النظر عن نوع الحركة- وبرقم 0 إذا كانت ساكنة، وتلافياً لطول السلسة الرقمية التي تنتج عن ذلك ورغبة في مزيد من الاختصار يتم تحويل 01 إلى 2 و 011 إلى 21 أو 3 كما في العروض الرقمي، وعندما نخاطب الحاسوب بلغة الأرقام يكون أسلس انقياداً وأكثر طاعة.
    والتقطيع في العروض كما هو معلوم مؤسس على الحركة والسكون ويكفي أن نبرمج الحاسوب ليتعرف على الحروف الساكنة سواء أكان سكونها صريحاً أم ناتجاً عن مد أو تنوين أو إشباع أو فك إدغام ونخزن في ذاكرته مقولات طالما رددناها في الصغر، كقولنا " العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك" و" ضرب زيد عمراً لأنه سرق واو داود" وبذلك نختصر الكثير من الأوامر البرمجية اللازمة لكتابة البرنامج.
    وحيث أن الشطر هو الوحدة الأساسية لقياس وزن القصيدة العربية يمكننا التعرف على وزنه من معرفة البحر الذي تجري عليه بقية الأبيات، فإذا تداخلت الأوزان بسبب التغيرات الناتجة عن الزحافات أو العلل قمنا بتقطيع شطر آخر للتأكد من الوزن الذي تجري عليه مجمل أبيات القصيدة، ولعل البيت المشهور في علوم البلاغة:
    وقبر حرب بمكان قفر *** وليس قرب قبر حرب قبر

    أفضل مثال لتداخل الأوزان فهو من:
    1- الرجز: متفْعلن مستعلن مستفعلْ ( الخبن + الطي + القطع ) على التوالي
    2- السريع: متفْعلن مستعلن مفعولا ( الخبن + الطي + الكسف) على التوالي
    3- الكامل: مفاعلن متْفعلن متفاعلْ ( الوقص+ الخزل+ القطع والإضمار) على التوالي
    وهذا موضوع آخر لا يتسع له المقام.
    ولكن وبالرغم من كل ماتقدم لا بد من شكل الحروف الساكنة و المشددة والمنونة وحرفي الواو والياء إذا كانا لغير المد حتى يستطيع الحاسوب القيام بعمله على الوجه المطلوب، وعندما يتمكن المبرمجون من تعليم الحاسوب القيام بذلك تتلاشى السحابة القاتمة التي تحجب عن الكثيرين فهم العروض.
    التعديل الأخير تم بواسطة أزكري الحسين ; 10-20-2005 الساعة 08:11 PM
    كل صعب على المجد يهون
    هكذا همة الرجال تكون

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    الحمد لله ، إذن ، أن بات من الممكن حسب رأي الأخ أزكري الحسين ، ونعم الرأي ، " تحويل الكلمات المكتوبة بخط قياسي إلى نسق يمكن الحاسوب من التعرف عليه واستعماله في معرفة وزن البيت وبحره " .
    لكني لا أكاد أتفق مع أخي الحسين على أنها نفس الخطوات المتبعة في برنامج العروض ؛ لأن هذا البرنامج يلجئك إلى إدخال البيانات بالخط العروضي في حين نطمح إلى طرح هذا الخط جانبا ما دام بين أيدينا نظام يفهم الخط القياسي ويحوله من تلقاء نفسه إلى الخط العروضي الذي يشبه ال machine language التي يفهمها .
    ما نريده ، وأرجو أن يكون ممكنا ، هو مثيل صنيع القاموس الذي تستخدمه في الانترنت أثناء تصفحك لنص أجنبي فإذا واجهتك كلمة لم تعرف معناها استعنت بالقاموس دون أن تترك النص الذي تطالعه . ونحو ذلك إذا كنت تقرأ قصيدة وواجهك بيت شككت في صحة وزنه فما عليك إلا أن تظلل هذا البيت وتستدعي له البرنامج الذي يتعرف على وزنه ويبين زحافاته وعلله وما هو مقبول من ذلك وما هو مستقبح .
    وإذن فقد أضفنا إلى هذا الكسل الذي يشجع عليه الاستفادة من إمكانيات الحاسب الفائقة ، إمكانية برمجة النظام لطرح آراء نقدية في الاستخدام الوزني بمعرفته للحسن والصالح والقبيح من الزحافات ، وبذلك نكون قد وسعنا من إمكانيات هذا النظام لكي لا يقف كالأبله ويقول : هذه القصيدة من الرجز والسريع والكامل ، فيحتار المستخدم أيها يختار، ولكن ليقول إنها من الرجز وضرب من السريع على رأي المعري ، أو أن هذا الشطر من الكامل إلا أن الشاعر اضطر فيه إلى أقبح الزحافات !
    هل تجاوزنا حدود المنطق بطموحنا إلى الوصول إلى مثل هذا النظام المتقدم ، أم أن ذلك ممكن فقط بالنظر إلى طموح البعض ممن يريد من الحاسب أن ينظم الشعر ، وهو ما أظنه ممكنا إذا كنا نكتفي منه بمنظومة كألفية ابن مالك في النحو ، أو قصيدة لا يفهمها أحد كأشعار الماغوط ومن لف لفه .
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    25
    برنامج العروض في نسخته الثالثة ( الصورة في الرابط أسفله) يتيح للمستعمل إمكانية تحويل الخط القياسي إلى خط عروضي باستعمال الصفحة التي تظهر عند الضغط على رز " الكتابة العروضية " كما يتيح له تحويل الخط القياسي إلى رموز التقطيع (1 - 2) باستعمال الصفحة التي تظهر عند الضغط على زر " التقطيع" ولا يتطلب استعمال هاتين الصفحتين أي دراية بقواعد الكتابة العروضية، أما الصفحة التي تشيرون إليها والتي وضعت أساساً لمن له دراية بالعروض فتظهر بالضغط على زر " الأوزان" وعندما يخطئ المستعمل تُقدم له صفحة التقطيع في المساعدة وسيتأكد لكم ذلك عند استعمال البرنامج كما ستجدون فيه مجموعة من الإمكانيات التي لا يتسع المجال لسردها .
    http://azahou45.free.fr/progarod.htm

    لقد رأيت محاولة من قبيل ما مثلتم له بالقاموس الذي يستدعيه مستعمل الشبكة ليبحث فيه عن معنى كلمة أو لفظ وهو :" برنامج الخليل بن أحمد للأستاذ علوي باقيل "
    وستجده في زاوية " برامج عروضية" على هذا الموقع غير أن صاحب البرنامج عطل عمل الرابط منذ مدة وجرت بيننا مراسلة نصحني فيها بتحويل برنامج العروض إلى برنامج يمكن استدعاؤه على الشبكة ونصحني بتعلم لغة البرمجة التي تمكن من ذلك PHP وعندما تتاح لي فرصة لتعلم هذه اللغة و إتقانها سأبادر إلى تطبيق الفكرة.
    ورغم أن الحاسوب يملك إمكانيات هائلة فهو لا يستطيع إصدار أحكام نقدية فيستسيغ زحافاً أو ينتقد قولاً ، وكل ما بمقدوره أن يفعله هو أن يردد الأقوال التي نزوده بها وهي أقوال تنبني أساساً على الذوق، وقد يكون في الإمكان ذات يوم الوصول إلى هذا المطمح ولا أظنه في المعلوميات بعيد المنال ولم يكن الوصول إلى القمر إلا حلما راود القدماء فتحقق في القرن العشرين، فنحن إذن لم نتجاوز حدود المنطق بطموحنا إلى الوصول إلى مثل هذا البرنامج.

    تعديل جديد
    هذا الرابط يؤدي إلى البرنامج على الأنترنيت
    http://azahou45.free.fr/arod1.php
    التعديل الأخير تم بواسطة أزكري الحسين ; 01-20-2007 الساعة 01:38 PM
    كل صعب على المجد يهون
    هكذا همة الرجال تكون

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط