تدحرج ناجح وتوغل عميق وفي قمة الفلسفة تأخذنا إلى خيالات أكثر دقة وتحليلات موضوعية وتوقفنا على مبادىء متينة لبلوغ الشمولية ، سأقف عند بعض النقاط ان سمحت لي استاذي :



4-المتزلج فكريا لا يملك أن يتوقف بعد اكتساب التسارع وشرعنته، فتوقفه يعني نفي ذاته التي انبثقت منها شرعية تسارعه. وكما تشكل كل نقطة يصل إليها المتزلج على الجليد منطلقا لنقطة أخرى فإن الشرعنة لتواصل الهبوط بحكم مهمتها تنتج مرجعية متدحرجة تواكب المسيرة وتخدمها.

هذا تماما ما ينطبق على العروض الرقمي
فحين التوغل والخوض فيه كأمر ما لا مجال إلا أن نبلغ النهاية والانسحاب منه يصيب النفس بالخذلان ، نجد بأن الرقمي يأخذك إلى نهاية تقترب وضوحها باقتراب مسافاتها ، لا بل يظهر لدينا معالم اخرى تزيد من فضولنا لاستكشافها .
~ ~ ~



6- الاستعانة بالأدوات البشرية والمادية والتنظيرية المختلفة لتأمين التماسك والاستقرار خلال الهبوط. ولدى تكريسه لنهجه يبدو وكأنه أكسب نفسه شرعية من استمراريته تطمس ما كان لهذا الفكر من قيادة بل توهم أنه القائد إذ هو الخادم ، منكرا على من يُذكّره بالصواب كمن يعاني من عقدة نقص فيبالغ فيما يختص بها

فكرة الغاء بعض القوانين المتوارثة أو الانحراف عنها بالتحليل والاستدراك هذا يشكل عبء كبير على بعض العقول ، لذلك فهم يختارون مسارا ً محددا ً يلازمونه طيلة مسيرتهم مع التزلج الفكري لذلك لا يتقبلون التغيير ، حتى لو كان التغيير يؤدي إلى سلك طرق أكثر سلاسة ووضوحا ً تزيد من فرص نجاحهم ومن الوصول لنهاية الضفة بسلام
~ ~ ~


9- ونظير السطح الأملس هو العقل أو الدماغ الأملس المُسَطّل الذي أُفْقِدَ حيويته ليتقبل التحريف المسَخِّر على أنه الأصل وتقبل القول بالتمسك بالثوابت والمرجعية وامّحائهما أو استبدالهما في آن معا ، وما كان له أن يتقبل ذلك لو أنهّه مارس دوره بطبيعته التي فطره الله عليها. وحظر التفكير في إحدى الديانات السماوية على الجمهور وحصره في رجال الكهنوت لتمرير مقولة أن التوحيد والشرك سواء أمر معروف.


لابد أنك تقصد بأن تجميد الفكر والتمسك بما يتوارثه المرء من رجل الدين او الراهب المتمثل في كونه أولى بالاتباعية قد أوقع الكثير من الناس في اعتناق أفكار ليس لها اساس من الصحة ، لا بل تم تحريفها عن أصلها ، ولو أن التابع قد ألغى فكرة التبعية الصرفة وقام بالبحث والتحري والتحليل لكان قد أوصله ذاك إلى نهاية تحمد عقباها وإلى شمولية الفكر واستدراك الكثير من الناس من مرحلة قد تؤدي بالنهاية إلى الضياع .


أما عن تساؤلاتك أخي الفاضل :



هل يعقل أن تكون شمولية فكر الخليل مقتصرة على اللغة والأدب ؟
هل له مؤلفات أخرى فيما هو أهم كما يقتضي ذلك حسن الظن بعبقريته ؟
هل شغله جهده في شرح تفاصيل وسائل إيضاحه عن المزيد من الأبواب التطبيقية لفكره؟
هل كان المناخ العام في زمنه يتيح له نشر تطبيقات فكره في غير المجال الأدبي ؟



لعله يجدر بنا أن نوظف عمليات التحليل والتفكير والاستدراك الذي يوصلنا للشمولية بالكثير من عمليات التزلج الفكري ......... الخليل قام بتطبيق تلك العمليات على بحور الشعر وربط بينها باستخدام لياقة فكرية عالية وأدوات مكنته من التزلج على سطح فكري أملس سلس يتقبل التحليل والتجديد .
أما ان كان المناخ مناسب لتطبيق تلك الطريقة الفكرية في غير الأدب لنقل بالسياسة مثلا أو الدين ، لربما كان شغله الشاغل وقتئذ هو الشعر وبحوره وأعتقد بأنه لو تعمق بشيء أخر لكان أبدع وابتكر كما حصل معه بالشعر


شكرا أستاذنا خشان لهذا المقال الشيق حقا ً والمميز