ضياعٌ...... ولكن!!!!

شعر/ جبر البعداني



من أنت أسألُني و لا أترددُ؟!
وأعودُ يشغلُني الجوابُ الأوحدُ

مازلتُ أجهلُني فهل لي مدركٌ
غيري وهل بي يا سوايَ مجسدُ!

فأنا و لا أدري -حدود حقيقتي
موتٌ جماعيٌ و عرسٌ مفردُ

حلمٌ تمزقهُ السنون و حالمٌ
أدمى تطلَعهُ الزمانُ الأسودُ

قلِقاً- وأشحذُ باليقينِ مداركي
و أشدُ من أزري الكسير و أسندُ

و أردَني منَي إليَّ لعلّني
سأرى حقيقة من أكونُ و أشهدُ

وزّعتنُي بيني ليألفَ بعضهُ
بعضي فأجمعني ولا أتبددُ

فوجدتني عني بعيداً كلما
حاولتُ أُدركني أفرُ و أبعدُ

فرجعتُ أدراجي أوحدني إلى
ذاتي فأشملُني و لا أتعددُ

حاولتُ رغم الوقت أجمعُني معي
فإذا الذي بيني و بيني , سرمدُ

و كأنما بيني وبيني حاجزٌ
مني , يُفرّقُني وبابٌ موصدُ

فأنا معي ضدي و لا أدري إذا
قربي سالزمُ أم بعاديَ أقصدُ

فإذا أوافقني أقولُ: معارضٌ
و إذا اعارضُني أقولُ:مؤيدُ

فأنا بأسفارِ النشوءِ بدايةٌ
و نهايةُ و غوايةٌ و تمردُ

وأنا بذاكرةِ الوجودِ تغرّبٌ
وتشردٌ و تشككٌ و تردّدُ

روحي مشردةٌ , فكيف ألومُني
أن لا أسرَّ وهل يُسرُّ مشردُ

روحي تسافرُ في فضاءِ جوانحي
بحثاً على ذاتٍ تموتُ و تولدُ

ذاتٍ ترافقُني تحاصر خطوتي
وتراقب النفَسَ العميقَ و ترصدُ

ذاتٍ تُبعثرُني حروفَ قصيدةٍ
أرقى*بها نحو اليقينِ وأصعدُ

لأرى فألمحني بأفقِ غوايتي
طفلاً بأحضانِ البراءةِ يرقدُ

فعلمتُ أنّي لن أعودَ بمفردي
فطفقتُ أجمعُ للقاءِ و أحشدُ

طيّرتُ من أقصى الجوانحِ بومةً
ليحُطَّ في أدنى الجوانحِ هُدهدُ !

وخرجتُ أحملُ لليقينِ على يدي
روحاً تُمزقها الشكوكُ و تجلدُ

روحاً تُصلّي لليقينِ تقرُّباً
وأمام محرابِ الرؤى تتعبّدُ

فتسافرُ الصلواتُ في محرابِها
القاًويغرقُ في الخشوعِ المسجدُ

فكأنما روحي الجريحةِ عابدٌ
وبقيّة الجسدِ *المحطمِ معبدُ


فالآن أُدركُني,حدود حقيقتي
رجلٌ بذاكرةِ الزمانِ مُخلدُ

فأنا بذاكرةِ الخلودِ بطولةٌ
وعلى مسارحِها العظيمةِ مشهدُ

وأنا على ثغرِ الزمانِ قصيدةٌ
غنّى لطلعتِها البهيةِ أبجدُ

متفرداً وحدي أعيشُ بداخلي
وأذوبُ في ذاتي وبي أتوحّدُ...