شمولية - 2

هناك تساؤلات بالنسبة للدورة الثانية ، وحتى نضيق دائرة الخلاف دعونا نتفق أن بحر المتدارك وتفريعاته إنما من إضافات الأخفش التي أخضعها لقواعد الخليل والتي قبلها أكثر العروضيين حتى صارت امتدادا طبيعيا لمنهج الخليل.

وحسب هذا المنهج الخليلي الأخفشي - بالنسبة للمتدارك - فإن بحر المتدارك التام يبنى من تكرار التركيب 2 3 ثمان مرات : أربع بكل شطر ، وهم يستخدمون مصطلح تفعيلة بدلا من مصطلح تركيب .. لا أرى ضررا من ذلك أبدا.

وحسب المنهج الخليلي فإن 2 3 يمكن أن يطرأ عليها التغيير فتصبح 1 3 وهو زحاف في عرفهم ؛ كما يمكن أن تصبح 2 2 وهو علة تجري مجرى الزحاف في هذا البحر في عرفهم أيضا.

ولكننا في الطريقة الشمولية لا نجد 2 2 إلا في الخبب فقط.. وهذا تساؤلي الأول

في الكتب التي سارت على نهج الخليل يقولون إن 2 3 يمكن أن تصبح 1 3 ويمكن كذلك أن تصبح 2 2 في ذات المتدارك ؛ فما الذي يقوله الشمولي ويدعيه حيال هذا الاختلاف؟؟

هل أتباع الخليل مخطئون ؟؟

وإن لم يكونوا مخطئين فلماذا لا نجد ذلك في الشمولي ؟؟

أم هل الشمولي لا يعترف ببعض ما ذهب إليه أتباع الخليل والأخفش؟؟

وعلى أي أساس لا يعترف ؟؟

وإذا كان لا يعترف فهل هو يدعي إذن أن طريقته الشمولية تؤدي إلى نتائج جديدة؟

أم يدعي أنه يصحح أخطاء أتباع الخليل ويدعي أنه هو التابع الذي اهتدى إلى الطريق الصحيح دونهم؟؟

وهناك تساؤل آخر مشابه بالنسبة إلى الخبب

الخبب المعروف عند أتباع الخليل يتكون من تكرار التركيب 1 3 أو 2 2 ثمان مرات أيضا وأحدهما يحل محل الآخر فيما عدا الأخيرة فإنها تلزم ؛ فإن كانت 1 3 ظلت كذلك وإن كانت 2 2 ظلت كذلك.

ولكننا نجد خببا آخر في الشمولي ؛ إذ أن ذلك التركيب يمكن أن يكون 2 (2) وكذلك يمكن أن يكون (2) (2) فيما عدا الأخيرة طبعا لا يمكن أن تكون (2) (2).

ونفس التساؤلات السابقة أتساؤلها هنا أيضا

بالإضافة إلى تساؤل آخر وهو :

إذا كان الخبب الشمولي هو شيء آخر غير الخبب الخليلي الأخفشي ؛ فلماذا نسميه خببا ؟؟

إن إطلاق نفس الاسم على شيئين مختلفين لا يصح ولا يجوز ويحدث من البلبلة ما يحدث.

ألم يكن من الممكن أن يسمى اسما آخر مثل المتخاب مثلا حتى يميز القارئ بينه وبين الخبب الخليلي؟؟

لأنه بالطبع لا يمكن أن نقحم هذه الصورة إلى منهج الخليل بينما هي غير مقعدة وغير مقننة وغير موجودة بذلك المنهج ؛ لذلك لن نستطيع أن نقحمها حتى وإن نظم عليها البعض إن النظم باستخدام هذين التركيبين المستحدثين سوف يعتير تجديدا خارج إطار النهج الخليلي.

أكتقي بهاتين النقطتين حتى يتسنى لنا التركيز في تناول كافة النقاط.

وإلى لقاء جديد

لكم أطيب الأمنيات