بين اللسانيات ومنهج الخليل.

هذه الفقرة واردة في موضوع تناول بعض ما جاء في كتاب د. محمد العلمي ( دراسة في التأسيس والاستدراك)
https://sites.google.com/site/alaroo...sees-wastedrak
وقد رأيت إفرادها بالنشر لأهميتها.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ينقل د. محمد العلمي قول د. شكري عياد أعلاه ومن نحا نحوه من العروضيين العرب في تفضيلهم تناول العروض العربي بالمقطعين الصوتيين 1 و 2 دون أخذ الوتد بعين الاعتبار .
هذا القول ناجم عن جهلهم بمنهج الخليل المنسجم مع طبيعة العربية والعرب في إحساسهم بالوزن. جهلهم بمنهجية الخليل هزمهم نفسيا أمام المنهجية الوحيدة التي عرفوها وهي منهجية الغربيين.

اللسانيات بمقطعيها الصوتيين 1 و 2 حسب ترميز الرقمي تفي بوصف الوزن في كل الأشعار، سواء الأشعار الغربية أو الشعر العربي. الوصف في الأشعار الغربية مرادف للتقعيد، حيث تسود الأعاريض الغربية قاعدة واحدة رئيسة هي ترديد ذات ( القدم) أو المقطع العروضي والفاصلة (بالمفهوم العربي) في كل بحر. فكأن الوصف اللساني إذ ذاك يفي بحاجة التقعيد كذلك.

الأمر في العروض العربي مختلف تماما. فالمقطعان الصوتيان 1 و2 صالحان للتعبير عن وصف الوزن. ولكنهما – لتجاهلهما الوتد - وهو بمضمون صفاته ركن التقعيد الأهم للعروض العربي. سواء كان ذلك بصفاته الذاتية أو بما يحدده من صفات الأسباب حسب موقعها من الهيئة التي ينشئها الوتد.– لا يصلحان للتقعيد في العروض العربي وإن صلحا لمجرد وصف الوزن. ذلك أن مقطعيه العروضيين الأساسيين هما 2 و 3

الوحدات العروضية التي تشكل نهاية المطاف في أعاريض الأشعار الغربية هي اللبنات الابتدائية في نظام العروض والشعر العربيين ونظام الخليل ومنهجه يقوم بضبط تداخل وتناوب وتكرار وكم وهيئة ما ينشأ عن اجتماع تلك المقاطع وما يستحسن ويكره ويمتنع فيها ، وهيهات للسانيات أن تصف ما لا يعرفه مؤسسوها من حال العروض العربي.

وقد أدركت هذا العالمة جوان مالينج القائلة :

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كما أوضح ذلك الأستاذ د. إدوار سعيد بقوله :
https://sites.google.com/site/alaroo...tafat-tamayyoz
"لقد كان أحد الضوابط المقيدة التي أثرت على المفكرين المسيحيين الذي حاولوا فهم الإسلام ينبع من عملية قياسية: مادام المسيح هو أساس العقيدة المسيحية، فقد افترض -بطريقة خاطئة تماماً- أن محمداً كان للإسلام ما كانه المسيح للمسيحية ومن ثم إطلاق التسمية التماحكية "المحمدية" على الإسلام هذا المبدأ ينطبق بتمامه على عروض الشعر العربي الذي بدأت عملية تحديثه على أيدي المستشرقين في عشرينيات القرن التاسع عشر تقريباً"
وقد دحض ذلك بعض العروضيين العرب كما تفضل الأستاذ محمد العلمي أعلاه ولكن عباراته كانت دون ما ينبغي . فالأوتاد والأسباب هي أدوات المنهج القادرة والسليمة دون سواها للتقعيد للعروض العربي.
وكذلك قال أستاذي د. عمر خلوف :
http://www.alqaseda.net/vb/showthread.php?t=19133

"ولا بأسَ عندنا من استخدام المقاطع اللغوية أحياناً لتفسير بعض الظواهر اللغوية في الشعر، إلاّ أن كفّةَ المقاطع العروضية ترجح عندنا في دراسة الإيقاع في الشعر. "
وينطبق على عبارته ما ينطبق على قول د. العلمي من كونها أقل مما ينبغي.
ولو عرف أستاذاي الفاضلان منهجية الخليل كما يقدمها الرقمي لقالا ما قالته جوان مالنج ولربما تجاوزاها في القول إن دوائر الخليل بأسبابها وأوتادها هي دون سواها الأساس الوحيد الصالح للتقعيد للعروض العربي.

تم استعمال الرقمين 1 و2 في وصف وزن الشعر العربي من قبل:

الشيخ جلال الدين الحنفي في كتابه ( العروض – تهذيبه وإعادة تدوينه)
د. سعد الصويان في كتابه ( الشعر النبطي – ذائقة الشعب وسلطة النص)
وقد اقتصر كل منهما على وصف الصور المتعددة للبحور دون أي تقعيد.