النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تعريف بالرقمي القياسي

  1. #1

    تعريف بالرقمي القياسي

    تعريف بالمنهج الرقمي القياسي
    ====================

    الأستاذ العزيز خشان

    تحياتي وكل عام وأنتم بخير

    ما أراك أنصفت منهجي القياسي كلما جاءت مناسبة لذكره ، إذ أنك تكرر دائما أنه مجرد تمثيل للتفعيلات بالأرقام وأنه يشبه بداياتك رغم أني أرجح أنك لم تطلع عليه وأنت الذي تلوم دائما من يحكم على الأشياء دون اطلاع كامل عليها.

    وعندما وجدت أن ذلك قد تكرر منك عدة مرات ، ثم عندما قرأت - في الرابط الذي أرفقته في ردك على مشاركتي الأخيرة - قولك أنني بعد قيامي بتمثيل التفعيلات بالأرفام فإنني قد توقفت عند هذا الحد ؛ رأيت أن أقدم في هذه المشاركة تعريفا للمنهج للرقمي القياسي دفعا له عن هذا الاتهام بأنه مجرد تمثيل للأوزان أو التفعيلات بالأرقام ، ونوضيحا لأن سبب توقفي عن إضافة شيء إلى هذا المنهج منذ أن كتبته عام 1993م هو اكتماله وتحقيق كل هدفه الذي وضع من أجله بلا خلل أو اضطراب أو نقصان ؛ لأنه لا يحتاج إلى التطوير والتغيير والتعديل إلا المنهج الذي يكتشف به خلل أو نقص أو خطأ ، أما المنهج الذي اكتمل ثم لم يكتشف به شيء من ذلك فما حاجته إلى التعديل أو الزيادة ؟؟

    لم يكن هدفي عند استعمالي للأرقام أن أشبع رغبة في استخدامها ثم أتركها تقودني على غير هدى أيا كانت النتائج ؛ ولكنني أول ما جاءتني فكرة التعبير عن التفعيلات والآوزان بالأرقام منذ اليوم الأول لتعرفي على علم العروض خريف عام 1974م حين كان عمري 17 عاما ؛ فإنني قد انتابني إحساس قوي بأنني عندما أعبر عن التفعيلات والبحور والتغييرات بالأرقام ثم أتأملها وأقارنها فإنني سوف أصل بمشيئة الله تعالى إلى نتائج تؤدي إلى تيسير وتسهيل دراسة العروض فقمت بتسجيل ما بدا لي من الرموز الرقمية في أربع صفحات في نفس اليوم أو في اليوم التالي مباشرة وفي ذهني هدف واضح ومحدد وغير مشوش وهو تأمل نتائج التعبير بالأرقام للوصول إلى نتائج تؤدي إلى تيسير دراسة العروض وليس للوصول إلى نتائج تخالف العروض.

    ومضت 17 عام أخرى أو يزيد قليلا دون أن أنظر في تلك الوريقات التي كتبتها كبدايات مبكرة للرقمي ، ثم بدا لي بعد مرور هذه الفترة أن أهتم بهذا الموضوع وأن أبدأ فيه من جديد بداية جادة ؛ فبدأت بالفعل حتى أتممته في يضعة شهور بحمد الله تعالى وكان ذلك في ربيع عام 1993م ، ومنذ ذلك الحين لم أضف إليه كلمة لاعتقادي بتمامه وتحقيق الهدف الذي قصدت إليه حين بدأت فيه ، وإنني لأدرك تماما أن هذا المنهج قد يحتاج إلى التطوير ولكن ليس في المضمون وإنما في الشرح أو طريقة العرض أو التقديم والتأخير في بعض فصوله أو في تفصيل بعض ما أجمل أو في إعادة صياغته صياغة تناسب زمنها وجيلها أو تناسب الفئة المستهدفة ، فصياغته للصغار غير صياغته لطلاب الجامعات مثلا ، غير صياغته كمنهج مجرد للكافة ، فالتطوير من هذه الجهات جائز ومحتمل أما تطوير المضمون فلا محل له إلا إذا اكتشف خطأ أو نقصان أو زيادة أو اضطراب ؛ وهذا ما لم أجده في ذلك المنهج بحمد الله تعالى.

    أما عن مضمون ذلك المنهج فإنه يشمل مدخلا يبين مدلولات الأرقام حتى يصل بنا إلى ما يسمى المنظومات الرقمية الثلاثة التي يشتق منها كافة البحور.
    وهذه المنظومات الثلاثة البسيطة والسهلة تغنينا عن الدوائر العروضية الخمسة والتي هي أصعب.
    فهل هذا مجرد تمثيل بالأرقام أم أنه منهج يبتكر شيئا سهلا عوضا عن شيء أصعب ؟؟

    والفصل التالي لهذا المدخل هو فصل يتناول استنباط بحور الشعر من المنظومات الرقمية ؛ ويتضح من عنوان الفصل أن هذا ليس مجرد تمثيل بالأرقام بل يوجد منظومات ويوجد اشتقاق للبحور بطريقة تختلف تماما عن طريقة دوائر الخليل ولكنها تؤدي إلى نفس النتائج بطريقة أسهل يستطيع فيها الدارس أن يستنبطها بنفسه ومن ذاكرته دون أن يستعين بشيء اللهم إلا ورقة وقلم إن أراد ؛ وحتى الورقة والقلم فيستطيع الاستغناء عنها ويستطيع استخدام ذاكرته المجردة وحدها.

    فهل استنباط البحور بهذه الكيفية مجرد تمثيل بالأرقام أم هو منهج واضح وثابت وراسخ ؟؟
    وقد تأتي مناسبة لعرض بعض الأمثلة فيما بعد.

    ثم يأتي بعد ذلك فصل في الزحافات الرقمية ، وهي ليست مجرد تمثيل بالأرقام كتلك التي كانت في بدايات الأستاذ خشان والتي وصفها بأنها كانت هبابا منيلا ، وإنما هي حصر لجميع الزحافات المفردة والمزدوجة في أربعة أنواع فقط ومع ذلك لا يضيع منا زحافا واحدا ؛ ونجد أن جميع مصطلحات الزحافات الاثني عشر في العروض التقليدي تأتي طائعة للانضمام تحت مظلة الزحافات الرقمية الأربعة دون تردد أو اختلال.

    فهل ابتكار أربعة انواع للزحاف ليندرج تحتها كافة أنواع الزحاف التقليدي هل هذا مجرد تمثيل بالأرقام؟؟

    ثم يأتي بعد ذلك فصل في قوانين الزحاف يوضح القواعد التي تحكم كيفية دخول الزحاف في الأسباب المتجاورة سواء أكانت في تفعيلة واحدة أم كانت في تفعيلتين متجاورتين ؛ وهذا يجعل للوزن تفاعلا كليا غير محدود بحدود التفعيلة المتغيرة وإنما يمتد ليشمل ما حولها من تفعيلات ؛ فالتفعيلة لا تتغير إلا بالانسجام مع ذاتها والانسجام أيضا مع ما يسبقها أو يليها من تفعيلات.

    فهل هذا مجرد تمثيل بالأرقام أم هو توضيح وتقعيد لتفاعل الجزء مع الكل في نظرة كلية شاملة لا تعطي الحق للتفعيلة في حرية التصرف التامة داخل حدودها وإنما يجب أن يكون التغيير منسجما مع ما حولها من تفعيلات وتركيبات ؛ أليست هذه نظرة كلية شمولية تتخطى حدود وحواجز التفعيلات ؟؟ أم هل هذا مجرد تمثيل بالأرقام ؟؟

    ثم يأتي بعد ذلك فصل في العلل الرقمية ويتم فيه أيضا اختصار مصطلحات الاثني عشر علة تقليدية إلى خمس علل رقمية فقط لتأتي جميع العلل التقليدية طائعة لتندرج تحت مظلة تلك العلل الرقمية الخمسة.

    فهل هذا مجرد تمثيل بالأرقام أم أنه ابتكار لعدد أقل من العلل ومع ذلك يشمل كل أنواع العلل المعروفة ؟؟

    ثم يأتي بعد ذلك فصل يعالج الخواتم والمفاتيح والأنماط والقوالب حتى ينتهي إلى جدول عروضي في حجم كف اليد يستطيع من ينظر إليه اكتشاف أوزان كافة قوالب بحور الشعر البالغ عددها 76 قالبا شعريا ، كما يستطيع استنباطها بنفسه بمجرد نظرة في هذا الجدول.

    فهل هذا مجرد تمثيل بالأرقام ؟؟

    وفوق ذلك كله فإن المنهج القياسي قابل لصياغته باستبدال الآرقام بالشرح أو برموز لفظية أو حرفية ليناسب من لا يستطيعون استيعاب الأرقام ؛ ورغم ذلك يظل منهجا له خصائصه ومضمونه.

    فهل إذا قبل الاستعناء عن الآرقام ؛ فهل سيعتبر أيضا مجرد تمثيل رقمي للأوزان والتفعيلات ؟؟

    قد يقول قائل إنه إذا ما قبل الاستغناء عن الآرقام ؛ فلماذا كانت الأرقام من البداية إذن ؟؟

    أقول إن الأرقام لها فضل تيسير التأمل الذي أدى إلى ابتكار هذا المنهج الذي لم يكن من الممكن الوصول إليه دون تأمل هذه النتائح الرقمية الأولى ، كما أن لها فضل أنها الأنسب للتعبير عن هذا المنهج وخاصة بالنسبة إلى من يجيدون التعامل مع الأرقام ؛ وأما بالنسبة إلى غيرهم فإنه يجب أن يصاغ لهم هذا المنهج القياسي صياغة لفظية ؛ فذلك المنهج هو منهج في ذاته ومضمونه سواء أكنت مستخدما للأرقام أم مستخدما لوسائل أخرى.

    فهل ما زال أحد يعتقد أنه مجرد تمثيل للوزن بالأرقام ؟؟؟

    أرجو أن تحكموا حكما عادلا.

    وإلى لقاء آخر

    دمتم بخير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    أخي وأستاذي الكريم د. محمد غانم

    شكرا لك على توضيحك

    أرى أن تركيزك على درء اقتصار الرقمي القياس على تمثيل التفاعيل بالأرقام هو المحور الأساس لمشاركتك، وآمل أن لا يكون قد ساءك مني ما ذكرته في هذا الصدد.

    إن شأني في المشاركات هو التفكير بصوت عال، وعدم خشية الوقوع في الخطأ وهو ما أدعو الجميع إليه، فالمشاركات هنا هي تبادل للآراء وتمحيص لها قابلة للتفاعل والتعديل في كل أمر، و هذا ما ييسر الوصول للصواب. وهذا يعني تلقائيا الرجوع عن الخطأ والعدول عنه إلى الصواب في كل أمر دون حرج.

    إن ما نشرته عن الرقمي القياسي راجع إلى ما قرأته عنه وإلى ما رأيته في تطبيق البرنامج من تفصيل للأرقام على قدر التفاعيل، وسأكون قارئا جيدا لكل ما ستنشره عما توصلت إليه وليس أسهل علي من القول إن رأيي الذي سبق بنيته على كذا وكذا من المعطيات ، وأن ما استجد لدي من معطيات يجعلني أعدل رأيي وأن رأيي حسب المعطيات آل إلى كذا وكذا. بل إن من علامات الصحة لهذا المنهج أن يستمر التعديل والتصويب والتجديد فيه نحو الأرقى والأشمل وأن لا يغلق الباب بالقول إننا وصلنا فيه إلى أفق مسدود ما بعده أفق.

    وأتمنى أن أكون مخطئا في قولي إن الرقمي لديك هو مجرد تعبير عن التفاعيل، وأن يكون فيه ما يثري العروض الرقمي كما هو في هذا المنتدى.

    إن طبيعة مسيرة الارتقاء التدريجي بالرقمي نحو الشمولية وتغير المعطيات والنتائج والتعبير بمنطق التجربة والخطأ والصواب تجعل من هذا الأسلوب شيئا اعتياديا في المنتدى لا حرج فيه ولا حساسيات.

    وليتك تتكرم بنشر ما توصلت إليه في هذا المنتدى مع الإذن بحرية تناوله والتسامح مع الأخطاء التي قد تقع مني أو من سواي في تقييمه.

    وعندي أن تعلم استخلاص الحقيقة من خلال الحوار وتصويب الأخطاء – وأول ذلك خطئي - مقصود بدرجة لا تقل عن التوصل للحقيقة ذاتها.

    سأضيف إلى ما نشرته صورة من هذا الرد وما سيليه وما يستجد في هذا الباب من حوارات .

    ولي إلى استكمال هذا الرد عودة بعد قليل بإذن الله.

    يرعاك الله.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط