السلام عليكم
أستاذي العالِم العروضي الفذ خشان
قرأت هذا المقال وتأملتُ في تفاصيل تعقيبك الموضوعي عليه .
وأرجو أن تسمح لي بعرض وجهة نظري فيما قرأت .
أولاً - اعترضت حضرتك على استخدام مفهوم السرعة من قِبَل الباحث كونه لا يفيد في مجال قياس الصوت هنا ، لأن الباحث أشار إلى قيمة الزمن من حيث تقسيم المقاطع ولم يُشر إلى قيمة المسافة التي يقطعها الصوت كي يتحقق مفهوم السرعة الرياضي وهو قيمة المسافة مقسومة على قيمة الزمن. وأؤيدك تماماً في اعتراضك الدقيق.
غير أنني أود أن أضيف هنا : أن البحث لا يجب أن يتطلع إلى قياس سرعة المقاطع المنطوقة . فمهوم السرعة يتطلب توفير عامل المسافة التي يقطعها الصوت، والتي يجب أن يكون لها نقطة بداية عند مصدر الصوت ونقطة نهاية عند مكان استقبال الصوت . وهذا أيضاً وفي النهاية لا يفيد البحث شيئاً ؛ لأن المسافة هذه هي جزء من الفراغ والسرعة التي تتعلق بها تعبر عن سرعة الصوت في الفراغ ، ولا علاقة لها بسرعة عملية النطق .
فمفهوم السرعة الافتراضية خاطئ جداً ، ولا يتعلق أصلاً بموضوع البحث وهو قياس الفروق الزمنية بين أنواع المقاطع الثلاثة ( القصير والمتوسط والطويل ) أثناء عملية النطق بهذه المقاطع حصراً .
ثانياُ - موضوع البحث يتعلق بعملية نطق أصوات المقاطع المختلفة. ولهذا فإن المفهوم الصحيح والبديل الذي يجب استخدامه هنا هو مفهوم ( التواتر) أو( التردد) ، وهو مفهوم فيزيائي يستخدم للمقارنة بين الأصوات من خلال قسمة عدد الاهتزازات ( الموجات الصوتية) التي يُحدِثها الصوت أثناء إصداره على واحدة الزمن .
فمقدار التواتر يجب أن يختلف باختلاف أطوال المقاطع الصوتية .وهذا يمكن قياسه تجريبياً أو عملياً . و يعطينا نتائج صحيحة للمقارنة الزمنية بين المقاطع بشرط الالتزام بقيمة معيارية ثابتة خاصة بنطق المقطع المتوسط عندما يكونا مفتوحاً أو منتهيا بحرف مد . واعتبار هذه القيمة معيارية أيضاً في المقطع الطويل كونه مكوناً من مقطعين ( متوسط + صوت ساكن).

تحيتي