خرجتُ وحدي بسرِّ .. سوايَ بي ليس يدري
ولا بنيّة قلبــــــــي .. ولا بلاعــــج صدري
سافرتُ أبغي بلادا .. حلمتها طـــول عمري
حملتُ مائي وزادي .. وسبـــــع حبّات تَمْرِ
ظللت أطــوي وهادا .. كسندبــــــــــاد ببَرِّ
وأبحــــراً وشواطيْ .. كسندبــــــــاد ببَحْرِ
حتى وصلتُ مرامي .. وقادنـــي له سَيْري
وجدتُ مـــــــا أتمنّى .. كمــــا تخيّلَ فِكري
أرضــــاً كجنّة عدنٍ .. جــــرداء من كلِّ قَفْرِ
لا كرّ فيهــــــا بوادٍ .. ولا فــــــــــــرار بوَكْرِ
ولا طلــــــول لقومٍ .. ولا وجــــــــــود لقَبْر
أنِسْتُ من دون ناسٍ .. هناك في حَدِّ نَهْرِ
ـ مع احترامي لناسي .. ألّا يضيوقوا بعُذري ـ
جلستَ تحت غصون ٍ .. لسدْرةٍ منذ عَصْرِ
حفيفها فوق رأسي .. وجذعُها خلف ظهْري
والجوّ صافٍ وهادٍ .. والماء في النهر يجري
حسبْتُ نفسي هَزارا .. ورحتُ أشدو كطيرِ
لمّا مسكتُ يراعي .. أُمْلي عليه بشعري
والشعر ناري وكاري .. وعــزفه الآن يغري
رأت عيونـــــــي خيالا .. أهاج غُرّة شَعري
............................................................ .....
حماد / 09 ديسمبر 2015