سجينُ الحياة
ذاتَ فجْرٍ جاءني الخَبَرُ=صاعقاً بالويلِ ينْهمِرُ
فبكى ذاكَ الصَّبِيُّ،عسَى=يستجيبُ اللهُ والقَدَرُ
باكِراً كانَ الفطامُ،فبعْ-=م-دَكِ،أُمّي،كيفَ أصْطَبِرُ ؟
حكَمَ الموتُ علَيَّ سَجي-=م-ناً،الى أنْ ينتهيْ العُمُرُ
أينَ مثواها الجديدُ،لعَلْ-=م-لي،غداً يحملُني السّفَرُ
أينَ أغلى النَّاسِ،أجمَلُهُم=فجأةً غابَتْ ولا خَبَرُ
ما حسبْتُ الموتَ يقْصِدُني= فأصابَ القلبَ ينفطِرُ
وجعي نارٌ تُحرّقني=تأكلُ العُمْرَ فتسْتعرُ
لِمَ يا ربُّ قهرْتَ فتًى=قدْ غدا للموتِ ينتظِرُ ؟!
فاتزعتَ الروحَ من جسدٍ=وكأنّي أنا أحتضِرُ
كانَ عدلاً أنْ نموتَ معاً=هيَ شمسي وأنا القمرُ
وكلانا عاشقانِ،ومُذْ=فارقَتْ ماتَ الهوى النَّضِرُ
أبداً ما كنتُ أحسبُني= بعدها يُمْهِلُني القدَرُ
وغزا الشَّيبُ يُبَشِّرُني= قائلاً،ها أوشكَ السَّفرُ
صفَّقَتْ روحي،تحِنُّ الى= موعدٍ كالصُّبحِ ينفجرُ
سِرْ بنا يا طيرُ في عجَلٍ=حبَّذا الدَّرْبُ ولوْ خطِرُ
بلغَ الشَّوق مَداهُ،فطا-=م-رَ اليها الشوقُ والفِكَرُ.