[ بحر المناجاة ] هو اللاحق

https://www.baqiatollah.net/article.php?id=9436
د. يحيى الشامي(*)

بعد أكثر من ألف عام على وضع البحور الشعرية على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه الأخفش حيث وضع الأول خمسة عشر بحراً في علم العروض ثمّ أضاف إليها تلميذه الأخفش بحراً واحداً أسماه بحر الخبب استطاع الشاعر العاملي الأستاذ خليل عجمي أن يزوّد هذه البحور ببحر جديد دعاه بحر المناجاة لتصبح البحور الشعرية سبعة عشر بحراً وقد ثبّت الشاعر بحره الجديد بنماذج شعرية ذات إيقاع مميز ووزن تتوق إلى نغمته الأسماع. لذا كان بحر المناجاة جديداً في وزنه وإيقاعه ونغمته الموسيقية وقد سمي هذا البحر بالمناجاة لما فيه من العذوبية والرقة والمناجاة.

وزنه: يتألف هذا البحر من ست تفعيلات هي:
مستفعلن فاعلن فاعلن مستفعلن فاعلن فاعلن‏، مفتاحه: بحر المناجاة سائل‏ مستفعلن فاعلن فاعلن،‏ استعماله: يستعمل بحر المناجاة تاماً ومختصراً أي مجزوءاً. زحافه: إذا استعمل تاماً يدخل عليه زحاف الخبن والطي فتصبح مستفعلن: مفاعلن في الخبن ومستعلن في الطي فتصبح أيضاً فاعلن: فعِلن في الحشو فقط في الصدر والعجز لا يجوز استعمال مستعِلن وفعِلن في الشطر الواحد كي لا يحدث خللاً في الإيقاع أو الوزن أي لا يجوز استعمال مستفعلن مطوية وفاعلن مخبونة متتابعتين.أما تفعيلتا العروض والضرب والتي هي فاعلن فمن الممكن أن تتحول فاعلن إلى فاعلان بتسكين النون، أي بدخول التذييل عليها هذا في حالة التصريع أما في الأبيات التي تلي التصريع فتبقى فاعلن كما هي في العروض أما تفعيلة الضرب فتبقى على حالها إذا كانت تتناسب مع القافية.مجزوء المناجاة: بإمكانك استخدام "بحر المناجاة" مجزوءاً بحذف التفعيلة الأخيرة منه فتصبح تفعيلاته أربع وهي: مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن‏ كما يجوز هنا خبن مستعلن وفاعلن فتصبح: مفاعلن فعِلن مفاعلن فعِلن. ىويجوز تسكين العين في فعِلن فتصبح فعْلن فيصبح الوزن مستفعلن فعْلن مستفعلن فعْلن‏ نماذج شعرية على بحر المناجاة:

أ- تام بدون زحاف:
يا زينبٌ ذلك الكوكب‏ أنواره منك تُستقطبُ‏
لا تُرسلي نحوه نظرةً أمامنا علّه يغضبُ‏

ب- تام دخل عليه زحاف الخبن والطي:
منذ متى كانت الأنفس‏ يشتاق رؤيتها النرجسُ‏
عاد الربيع ولما يعدْ بمثلنا الورد يستأنسُ‏

ج- تام دخل عليه التذييل الساكن:
أنا وعيناك منذ الزمانْ‏ كنا نغني بنفس المكانْ‏
كنا على النهر لا ننحني‏ إلا لأنشودة البيلسانْ‏

د- مجزوء بحذف التفعيلة الأخيرة:
وهو بثلاثة أنواع:

النوع الأول، وزنه: مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن‏
لا تعتبي يا ضحى‏ على طيور الضحى‏
نسيتِ أن الدّجى‏ أشياءنا قد محا

النوع الثاني، وزنه: مستفعلن فِعْلن مستفعلن فِعْلن‏
يا ظبية الوادي‏ حني على الغادي‏
التيه آهاتي‏ والحزن إنشادي‏

النوع الثالث، وزنه: مفاعلن [ متفعلن] فعِلن مفاعلن فَعِلن‏
ويجوز في مفاعلن: مستفعلن أو مستعلن في الصدر والعجز أما في عروض هذا النوع تصبح فعِلن: فعْلن من البيت الثاني في القصيدة إلى نهايتها.
يا نسمة الجبلِ‏ مري على عجلي‏
فالنار في قلبي‏ تقضي على مقلي‏

والجدير ذكره أنه في هذا النوع من مجزوء بحر المناجاة يجب أن تبقى التفعيلة الثانية أي تفعيلة العروض فعْلن بتسكين العين في البيت الثاني من القصيدة إلى نهايتها. ملاحظة: أخي العزيز قد يبدو النوع الأخير من مجزوء المناجاة قريباً من بحر البسيط وزناً وإيقاعاً لكنه يختلف في التركيب والشكل بحيث إنك تستطيع أن تنظم قصيدة ذات نغمة موسيقية رائعة مستقلة عن ذلك من خلال انسجام التفعيلات في العروض والضرب في عملية الصياغة فتحدث لحناً جميلاً مستقلاً عن سائر البحور في النظم والإيقاع.

(*) أستاذ اللغة العربية في الجامعة اللبنانية/ مؤلف موسوعة الشعراء العرب.
******
وأرسلت التعليق التالي :
تعليقي السابق كان مبنيا على ضم الشطرين في شطر واحد
بعد تبيني كل شطر على حدة أقول:
مخلع البسيط = مستفعلن فاعلن (متفعل/ فعولن = مستفعلن لحقها القطع والخبن)
لاحق البسيط = مستفعلن فاعلن (مستعل/فاعلن = مستفعلن لحقها القطع والطي)
وعليه قصيدة نازك الملائكة
خضراء براقة مغدقة...كأنها فلقة الفستقة
شفاهها شفق احمر...كم حاول الورد ان يسرقه
الشعر سبحان من لمه..والصوت سبحان من رققه
دالية عذبة غضة...في هذبها نجمة مشرقة
سمرتها عسل سائل..الحسن في خدها رقرقه
عصفورة حلوة كالرؤى...من يا ترى موسقه؟
الفجر اهدى لها قبلة..والمرج القى لها زبقه
وتملأ البيت من فرحة...بالضحك والرقص والزقزقة
دالية مثل جنية...تأسرنا روحها الشيقة
لعلها في غد نجمة...تزيح احزاننا المطبقة
وتنقد العصر في رعبه...من قلق الحبل والمشنقة
وترجع القدس للنازحيـ...ن تمسح الادمع المحرقة

****
وأضيف
مستفعلن = 4 3 .... متفعلن = 3 3
مفاعيلن = 3 4 .... مفاعلن = 3 3