مثال تطبيقي

موشحة أبو عبدالله الخطيب
ويتحدث فيها عن عشق العربي للمطر حتى في البلاد الماطرة.
ومهما يحمل حقائبه ويسافر.. يحمل معه عشقه للمطر

جادك الغيث

جادك الغيث إذ الغيث همى ...يا زمان الوصل بالأندلسِ
لم يكن وصْلُك إِلأ حُلُمًا ...في الكرى أو خُلسة المختَلِسِ

إذ يقود الدّهرُ أَشتاتَ المُنى...ينقلُ الخطوَ على ما يرسمُ
زُمَراً بين فرُادى وثُنًى...مثل ما يدعو الوفودَ الموْسمُ
والحيا قد جلَّل الرّوض سنا....فثغور الزّهرِ فيه تبسـمُ
وروى النُّعمانُ عن ماءِ السّما ...كيف يَروي مالِكٌ عن أنَسِ؟
فكساه الحُسن ثوبًا معلما ...يزدهي منه بأبهى مَلبسِ

في ليالٍ كتَمَتْ سرَّ الهوى ...بالدُّجى لولا شموس الغُرَر
مال نجمُ الكأس فيها وهوى...مستقيمَ السير سَعْدَ الأثرِ
وطَرٌ ما فيه من عيبٍ سوى ...أنّه مرّ كلمْح البصّــرِ
حين لذ الأُنس شيئًا أو كما ...هجم الصّبحُ هجوم الحرَسِ
غارت الشهْبُ بنا أو ربّما ...أثّرت فينا عيون النرجسِ

أَيّ شيْءٍ لا مرئٍ قد خلُصا ...فيكون الروّض قد مُكَّن فيهِ
تنهب الأَزهار فيه الفُرصا...أمنَت من مكره ما تتقيهِ
فإذا الماء تناجى والحصى...وخلا كلً خليلٍ بأخيه
تبصر الوردَ غيورًا بَرِما ...يكتسي من غيظه ما يكتسي
وتَرى الآس لبيبا فهِما ...يسرقُ السمْع بأذنيْ فَرَسِ

يا أُهيْل الحيّ من وادي الغضـا...وبقلبي سـكَن أَنتـم بـه
ضاق عن وجدي بكُم رحْبَ الفضا...لا أبالي شـرقـه من غربهِ
فأعيدوا عَهدَ أنسٍ قد مضـى... تُعتـقوا عـانيكمُ من كـرْبه
واتقوا الله وأَحيوا مغرمَا ...يتلاشى نفسا في نَفَسِ
حبَس القلب عليكم كَرما ...أفترضون عفاءَ الحبسِ؟

وبقلبي منـكمو مقتـربُ...بأحاديث المنى وهو بعيـد
قمرٌ أطلع منه المـغرب...شَقْوة المُغرى به وهو سعيد
قد تساوى محسنٌ أَو مذنبُ...في هواه بين وعْدٍ ووعيد
ساحر المقلة معسول اللّمى ...جال في النّفس مجالَ النفَسِ
سـدّدَ السّهمَ وسمّى ورمى ...في فـؤَادي نهبـة المفتـرسِ

ما وجه الشبه بين هذه الموشحة والشعر العمودي؟
لماذا سميت موشحة ؟
هل تعتبر الموشحة بهذا النموذج من الشعر العربي ؟