لطالما استغرقت في التفكير وأنا أحاول عبثا أن أفسر بطريقة منطقية علمية كيف يكون الشاعر شاعرا ،
كنت أحدث نفسي فأقول : لا أحد يولد شاعرا يقينا ، لكن الولع بالشعر لا يباع و لا يشترى ولا يعار ، بالمطلق، بل يوهب من الوهاب المنان المتفضل بالإنعام ،
ولذلك وجدتني أرسم خريطة درب الشاعر الطويل ، فأولا تستشعر الذات في مرحلة متقدمة من العمر الانجرار و الميل إلى هذا الجنس من الآداب بقوة و عن طيب خاطر ، وبعدها فإن صاحبنا الذي نتحدث عنه وهو في هذه المرحلة ليس إلا "مشروع شاعر " يأخذ في الامتلاء من الشعر الجيد ، وفي هذه الأثناء بالذات تبدأ عملية شحذ القريحة بضبط بعض التراكيب بعينها في الذاكرة ثم بعد طول مصاحبة للأشعار تترسخ هذه التراكيب وموازينها ، فتحفر على لوح الذاكرة وتكون كالمناويل ينسج عليها ، يستحضرها - حسب سرعة بديهته و طبيعة ذكائه - متى دعا داعي الشعر ،
هذا التفسير نفسه يذهب إليه ابن خلدون في تفسير كيفية عمل الشعر ، وهو ما يميل إليه صاحب كتاب : " جواهر الأدب" السيد أحمد الهاشمي عليه رحمة الله ، وفي الحقيقة هو التفسير الأقرب إلى المنطق ، طالما أن الشعر ليس وحيا يوحى ، ولا أحد في البرايا خلق شاعر ا ،
ولذلك كانت نفسي تحدثني كثيرا بهذا الذي وضعته بين أيديكم ، حتى أنني كنت أضع قوالب جاهزة لبحر الكامل ، وقد شاركت بهذا الموضوع في أحد المنتديات من كم سنة ، وبعض هذه القوالب هي كالتالي وهي من وحي خاطري وأشهد الله على ذلك ، ولا أظن أحدا سبقني إليها على حد علمي القاصر :

ولقد فعلتك والفعال فواعل .
ليس الفعيل على الفعال بفاعل .
في فعلة الفعل التي لا تفعل .
ففعلته بالفعل ثم فعلته .
فعـْلاء فاعلة كفعل الأفعل .
ولقد فعى فعلا وأفعل فعله .

ربما كان الشعراء قبل ظهور العروض يحفظون هذه الأساليب والتراكيب للنسج على منوالها وربما يكون هذا مني ضربا من الجنون ،
وعلى أية حال ليس هذا الذي أريد من إيراد هذا الموضوع ، وإنما الذي أردت ان تعرفوه هو أني وجدت من أيام إلم تكن شهورا ، موضوعا لأخي الحبيب العزيز على قلبي محمد خشان ، موضوعا جميلا للغاية وددت لو يتابعه بالبحث والتفصيل ، فإنه سيكون مرجعا كبيرا للأجيال المقبلة إن شاء الله تعالى ، وربما يكون بداية الطريق لمن أراد أن يكون شاعرا ، شرط وجود الموهبة .
والموضوع هو بعنوان : تشابه التراكيب ، ورابطه هو : https://sites.google.com/site/alaroo...keeb-wa-bohoor

الموضوع بصراحة أجاب عن بعض تساؤلاتي الملحة من زمان ، وعزز عندي بعض الخواطر حول كيفية عمل الشعر ، وربما عملت وأخي خشان عليه ، بحثا و تفصيلا وتبويبا ، بحرا بحرا ، إذا ما وجد في نفسه الميل إلى ذلك ، والله الموفق إلى كل نجاح .
وإلى ذلكم الحين ، أرجو لكم المتعة طي الرابط أعلاه .
جزيل شكري وامتناي لأخي الحبيب خشان
يرعاكم الله

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي