لولاك

خشان خشان


من رائع أستاذتي نادية بوغراره نثرها الشاعري التالي بعنوان (لولاك) :
لعلّني عند انفجار الصّمتِ بدأتُ سلسلة هَذيان لا تنتهي، إذْ ملأتُ صَفَحات السّهرِ بحِبْرِ خَواطرٍ مكتومة منذُ عصور.
عنوانُها صبْحٌ تَنَفّس في الشّغاف، ورنينُ حروفها سمفونية تُسافِر في المَدى.
لولاك أيّها المُتشابكُ بأبْجدية بوْحي، المُمتَزِج بتقاسيم عَزفي،
المتلاحم مع نَبضات شِعري،
لولاك ما أطلّتْ من شُرفة الواقع أمنياتي، ولا أُطلقتْ في بَراحِ الشدو أغنياتي،
ولا لَبستْ صبايا الرّوح حُلَلَ عَروس.
لم تكنْ قبلك الأنْداء سوى بلوراتِ بَرْد،
ولم تلامِس الرؤى في غيابكَ سِوى عَتباتِ السّراب.

--------------
قلت كاسيا إياه ثوب الوزن والقافية :

عند انفجار الصمت في أرق الدجى
......جبرَ الخواطر رحت أسلك منهجا
عنوانه صبح تنفس في دمي
..... فالنبض لحنٌ يورث النفس الشّجى
متشابكا والعزفَ كنتَ، فما به
......من روعةٍ ، هيهات دونك يرتجى
شعري بدونك وزنه متعثرٌ
.....ما كان غيرُك في ظلامٍ مُسْرِجا
لبست صبايا الروح أبهى حلةٍ
.....سبحان من خلق النفوس وزوّجا
هذا الندى من قبل دفئك لم يكن
.........إلا الجليدَ، وقلّ من ذاك النّجا
كان السرابُ مع الغيابِ يحيط بي
.......وأتيتَ كنتَ النورَ أشرقَ أبلجا
الروح منذ توحدت بك لم يعد
.......درب السعادة مدلهما أعوجا
" صلى عليك الله يا علمَ الهدى "
........" ما ذر قرنُ الشمس " أو ليل سجى
من لم تكن نورا له في بعثه
.......عند السؤال على الصراط تلجلجا

شرف وفخر لحروفي أن تعالجها قريحة شاعر جمع الأدب كله.

بوركت يا أستاذنا الكريم ودام عطاؤك.