النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الشمولي للجميع

  1. #1

    الشمولي للجميع

    نحو رقمي شمولي للجميع
    =================

    الأستاذ الفاضل خشان

    قرأت معظم الروابط الخاصة بالوتد المفروق لأرى فيها حجتك في مخالفة الخليل فلم أجد فيها أكثر مما علمت من قبل ؛ ولم تقدم أكثر من أنك تركت رأي الخليل وتابعيه الذي هو لا يزال الأصل المتبع واتبعت شبهات آراء لم يجزم أصحابها بصحتها ؛ فقد أجاب د. مستجير عن سؤالك إن كان السبب التالي لمفعولات يقبل الزحاف فأجاب لا أدري ؛ كما قال د. حركات أن صيغة الخليل مقبولة ولكنها ليست حتمية.

    ويتضح من ذلك أنه لا مبرر إطلاقا لمخالفة الحكم المستقر واستبداله بحكم جديد مخالف ؛ حتى بقية اجتهاداتك الشخصية في هذا المجال عندي لها ردود وليس الوقت الآن يسمح بمناقشتها لأنه على كل الأحوال فإن الآراء والاجتهادات لا تصنع أسسا ولا قواعد ؛ ولعلك تقول قولتك المعهودة إن حدود التفعيلات البائسة هي التي حجبت الرؤية عندي كي لا أرى وجهة نظركم ؛ ولكني أقول إنني استوعبت المسألة تفعيليا وشموليا وقياسيا ووجدت ألا مبرر لخروجك عن القاعدة .

    وأما النظرة الشمولية فإنني أشجعك عليها بشرط ألا تتسبب في إغفال خصائص الأجزاء كما أؤكد دائما.

    فإن كان أحد مسئولا عن أسرة مكونة من ستة أفراد مثلا فإنه قد ينظر نظرة شاملة لما ينبغي القيام به ولكنه لا يستطيع أن يغفل أهمية مراعاة الخصائص الفردية ؛ فهذا رضيع له اعتبارات ؛ وهذا تلميذ بالروضة له اعتبارات أخرى ؛ وذاك تلميذ ابتدائي أو إعدادي له اعتبارات مغايرة ؛ وهذا طالب جامعي له اعتبارات خاصة ؛ وهذه امرأة لها اعتبارات تخصها ؛ وهذا شيخ كبير السن له اعتبارات مختلفة وهكذا ، فليس معنى النظرة الشمولية أن ننظر إليهم مجتمعين على أنهم عبارة عن مجموعة من الكتل التي تزن ربع طن من اللحم والدم مثلا ثم نتعامل معهم من هذا المنطلق.

    والآن لنترك هذا كله جانبا وأتوجه إليك بشيء أراه غاية في الأهمية ؛ إن أهملته فلا أظنك واجدا أحدا من بعدك يحمل على عاتقه هموم الشمولي ؛ فإن أردت أن تأخذ بما أقول فسوف تصنع لشموليتك أملا للبقاء والازدهار ؛ وإن لم تأخذ بقولي فأتمنى لك التوفيق إلا أن أمانتي تقتضي أن أخبرك بما يبدو لي وهو ألا مستقبل للشمولي بغير أخذ كلامي مأخذ الجد وأتمنى أن أكون مخطئا.

    وما أريد أن أبوح لك به هو الآتي :

    1- حدد أولويات طريقتك وأسسها في فصول محددة صغيرة الحجم قليلة الشرح لأن التقليدي أو القياسي مثلا يمكن شرحها لتلميذ الإعدادي أو الثانوي في فصول معدودة ؛ ويجب أن يكون الشمولي كذلك ؛ أما الاستطراد وكثرة الشروح فتكون في كتب منفصلة لا يؤئر عدم الإلمام بها في فهم الأسس الضرورية ؛ وتجعل فقط لمن أراد التزيد والتوسع والتبحر في فوائد الشمولية المبنية على أسسها الأولية

    2- عندما يتوجه أحد بسؤال أو استفسار يجب أن تجيب إجابة محددة واضحة تكون هي الأساس ولا مانع بعد ذلك من إحالته إلى الروابط للتزيد والتوسع ؛ ولا تكون الروابط هي الأصل ؛ بل الأصل أن تعطيه إجابة محددة.

    3- اجعل الأمور الفلسفية التي تؤيد الشمولية قسما خاصا بعيدا عن التأصيلات العروضية ؛ وهي ليست أساسية لدراسة العروض بل من أراد أن يستمتع بالإبحار في الفلسفة الشمولية فليتفضل ومن اكتفى بالقواعد والأسس والتأصيلات فهي حسبه.

    4- اجعل كل اجتهاداتك التي تخالف الخليل في هامش الملاحظات ؛ واجعل الأصل هو منهج الخليل لأنه هو المجمع عليه.

    5- اجعل صياغة الخرائط الرقمية التأصيلية للأوزان بحيث تعطي نفس النتائج الخليلية بلا زيادة ولا نقصان ؛ وإن كان لك وجهة نظر في نتائج مخالفة أو زائدة كتلك التي تسمى موزونا فافصلها عن التأصيل واجعل لها فصلا خاصا لمن أراد أن يدرس شيئا مخالفا للخليل أو زائدا عن منهجه ويعد مثار جدل ومثار نقاش ؛ فهذا يجب أن يفصل عن الأسس والقواعد التأصيلية.

    6- اجعل العلامات والألوان التي تدلك على الأحكام في كل وزن ؛ اجعلها لا تخرجك من البحر إلى بحر آخر ؛ إذ ليس هناك فائدة من إدراك الناظم أنه إن فعل كذا خرج إلى بحر آخر لأنه يستوي أن يخرج الناظم إلى بحر آخر أو يخرج إلى وزن مجهول ؛ فترك الوزن والخروج عنه خطأ في كل حال ؛ ويكفي للدارس أن يعلم الحدود التي لا تخرجه عن الوزن ؛ أما الخروج إلى بحور أخرى بسبب تطبيق مبادئ الشمولية فيجب أن تنضم أيضا إلى المباحث الثانوية غير الأساسية لمن يرغب في ازدياد ؛ لأن عدم الإلمام بها لا يضر من يريد الاكتفاء بما هو ضروري.

    هذا إن كنت تريد أن تخرج بالشمولي من كونه لا يستطيع الاستفادة منه إلا فئة قليلة ذات عقلية خاصة لتجعله للجميع حيث يمكن أن بستفيد منه شريحة أكبر ؛ أما إن قنعت بالاكتفاء بجعله لتلك الفئة المخصوصة ؛ مع ملا حظة أن معظمهم أيضا لا يمكنهم متابعة كل هذا فضلا عن استيعابه استيعابا جيدا والقدرة على مناقشته وتمييز صحيحه من خطأه ؛ فأنت وما ترى.

    وفي كل الأحوال تمنياتي بالتوفيق والازدهار


    وإلى لقاء آخر إن شاء الله

    في حوار بين التقليدي والقياسي والشمولي

    دمتم بخير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    تسجيل مرور لتقديم الشكر على هذه الوقفة النقدية التي ننتظر رأي الأستاذ خشان فيها ،

    خاصة في ما تضمنه نصفها الأول ، أما ما اقترحته لضمان بقاء منهج العروض الرقمي ،

    فهو أمر أعتقد أنه يشغل بال كل من تتلمذ هنا و استفاد و رأى النتائج و لمسها .

    و بعض مقترحاتك سبق عرضها متفرقة ،و لا نشك أن الأستاذ خشان يأخذها

    على محمل الجد، و يضعها بعين الاعتبار في تناوله المتجدد و الباحث عن الأفضل


    و الأصوب دائما.

    أشكر لك هذه الرؤية النقدية الموضوعية ،

    و التي تخدم الرقمي رغم ما يبدو فيها من أمور قد يُختلف حولها، و هي رغم أنها

    موجهة للأستاذ خشان إلا أنها مفيدة للجميع.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع .

    تقديري .

  3. #3
    أهلا بالأستاذة نادية

    أعجبتني مشاركتك هذه .. فهي تتسم بالعقلانية والموضوعية

    لك وللجميع أطيب تحياتي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    فإن كان أحد مسئولا عن أسرة مكونة من ستة أفراد مثلا فإنه قد ينظر نظرة شاملة لماينبغي القيام به ولكنه لا يستطيع أن يغفل أهمية مراعاة الخصائص الفردية ؛ فهذا رضيعله اعتبارات ؛ وهذا تلميذ بالروضة له اعتبارات أخرى ؛ وذاك تلميذ ابتدائي أو إعداديله اعتبارات مغايرة ؛ وهذا طالب جامعي له اعتبارات خاصة ؛ وهذه امرأة لها اعتباراتتخصها ؛ وهذا شيخ كبير السن له اعتبارات مختلفة وهكذا ، فليس معنى النظرة الشموليةأن ننظر إليهم مجتمعين على أنهم عبارة عن مجموعة من الكتل التي تزن ربع طن من اللحموالدم مثلا ثم نتعامل معهم من هذا المنطلق.




    أخي وأستاذي الكريم

    شكرا لك لما تفضلت به من اهتمام يستحق إجابة مستقيضة تحول دونها ظروف السفر

    ما تفضلت به مثال وفيما يلي مثال آخر:
    أرأيت دم الإنسان كيف يسري في كل أجزاء جسمه.
    الدم يسري في اليد والدم يسري في الوجه والدم يسري في الساق. هذا الدم ذو خصائص واحدة، ويسري في كل الخلايا والخلايا بينها تشابه وتباين والخلايا تكون الأعضاء والأعضاء بينها تواصل ولها وظائف متباينة.

    فيما يخص :
    أ – الدم
    ب- الخلايا
    جـ - الأعضاء
    فإن تصور وجود حدود بين مجموعات الدم في الجسم أو مجموعات الخلايا أو الأعضاء بقصد الدراسة والتمييز لا بأس بها طالما فُهم أن هذه الحدود اصطلاحية وأن هناك ترابطا من جهة وخصائص حيوية بيلوجية مشتركة من جهة ثانية وترابطا تبادليا في الأداء.

    أما أن يفهم أن هذه الحدود حقيقية وأن كل جزء مستقل بذاته وأن لكل من أجزاء الصنف الواحد خصائص مستقلة وأن كل جزء يمكن أن يرتبط بأي جزء آخر على أي نحو فذلك فهم كارثي، تتصاعد أضراره حتى يتم تركيب إنسان ساقه في رأسه ويده مكان أذنه.

    إن ما تم على أيدي عروضيين أسوأ من هذا.

    بقيت نقطة وهي أن دورات الرقمي تراعي أغلب ما اقترحته.
    ولكن كون المنتدى يخاطب مستويات مختلفة ويجمع مواضيع كثيرة فإن الاضطراب ينتج من عدم مراعاة الدارس لتدرج المراحل.

    أما بالنسبة للوتد المفروق فيعرف كل من يتقن الرقمي والتفعيلي أن نتائج الرقمي لا تخالف نتائج التفعيلي. وأنت الملاحظات النادرة على بعض اعتبارات التفعيلي مسألة لا تخص الرقمي وحده.

    أتمنى على أستاذة الرقمي الكرام أن يدلوا بآرائهم.

    والله يرعاك.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    4,594
    الفاضل د/عبد العزيز


    يعطيك ربي العافية والحمد لله انك مستمر بالبحث والتدقيق الى ان تكتشف ان الاستاذ خشان وصف الخصائص ذاتها الذي قصدها الخليل بأسلوب مختلف
    والنتائج واحدة لا يناقض فيها الخليل عروض التفاعيل بل يصفها بطريقة شمولية بدل تكرار وصف لكل جزئية

    ودمت بخير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط