السلام عليكم

قرأت تشطيرا جميلا للأستاذ خشان لأبيات من قصيدة الشاعر البياسي ، أضاف شيئا

جديدا لمفهوم التشطير عندي ، و هو أن المشّطر قد يبتعد عن غرض القصيدة ،

دون أن يخلّ بالأصل ، و هو ما يسمى بالتخلّص في الشعر العربي .

هل نجح الأستاذ خشان في ذلك ؟؟

إليكم الأبيات و تشطريها :

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)
( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

====
في تشطير الأستاذ خشان إجابة عن أسئلة كثيرة في التشطير ،

1- لم يلتزم بتشطير كل القصيدة .
2- لم ينهج التشطير الكلاسيكي بمعنى أنه لم ينتظم في تشطير كل بيت على حده ، و إنما
جعل بعض التشطير يأتي في صورة أبيات تتوسط القصيدة .

في البدء امتزج معنى التشطير مع معنى القصيدة فكان مكملا لها ،

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)

و بعد ؟؟

يظهر التحول سلسا إلى غرض جديد بعيد كل البعد عن سابقه ، سلس لدرجة أنك

لا تستطيع تحديد البيت الذي تحول فيه المعنى بالضبط ، يقول :

( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

أليس هذا غزل في الظاهر و نقد لحال الأمة ووصف لها ، أحسن فيه الشاعر

التخلص من غرض إلى غرض دون أن يترك فجوة بينهما ؟؟

لا مفرّ من اعتبار تشطير الشاعر بدأ منسجما مع القصيدة الأصل و انتهى مختلفا عنها

لكن دون أن نشعر بثقل في الانتقال و التحوّل ، بل ربما لم ينتبه البعض لذلك

و استمر معتقدا بوحدة المعنى ، إن لم ينظر بمنظار أعمق.

هي مهارة لا يستطيعها إلا خبراء في الشعر يتقنون وضع الكلمة في مكانها المناسب ،

أذكياء يعرفون كيف يجعلون الشعر مطاطيّ التفسير لا يثبُت إلا في أنفسهم .

لم أعثر على أمثلة في الشعر العربي إلا قليلا ، و لم يسعفني الوقت و ضعف خدمة النت
لأبحث أكثر .


وجدت الموضوع محفزّا للبحث في ما يسمى بالتخلص ،

أرجو أن تجدوه كذلك أنتم أيضا ..

كما أرجو أن يتفضل الأستاذ خشان ليثبت أو ينفي كل أو بعض ما جاء في موضوعي .


مع التحية .