http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=82013


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشي الناشي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم:
يقول سيبويه في باب وجوه القوافي في الإنشاد:
واعلم أن الياءات والواوات اللاتي هن لامات إذا كان ما قبلها حرف الروي فُعل بها ما فُعل بالياء والواو اللتين ألحقتا للمد في القوافي، لأنها تكون في المدة بمنزلة الملحقة، ويكون ما قبلها رَوِياً، كما كان ما قبل تلك رَوِياً، فلما ساوتها في هذه المنزلة ألقحت بها في المنزلة الأخرى، وذلك قولهم لزهير: * وَبَعْضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لاَ يَفْرْ * وكذلك " يغزو " لو كانت في قافية كنت حاذفها إن شئت.
السؤال: أرجو توضيح كلام سيبويه, وكيف تكون الياء والواو لاما للكلمة وقبلها حرف روي, والمعلوم أن حرف الروي هو الذي يقع لاما للكلمة!
رد أستاذي باديس :

وعليكم السلام ورحمة الله
كلام سيبويه لا إشكال فيه فهو واضح لمن تتبع سياقه وسباقه ولحاقه , ولم يشر فيه ولا حتى لمح إلى تسكين الراء . بل كان يتكلم عن مسألتين لا غير ( الحكم والرسم )
الأولى عن اشتراك الياء أو الواو الأصلية التي هي لام الفعل في الحكم مع الياء أو الواو الملحقة للمد (فتعتبر جميعها وصلا , وقد تبلغ بها الدرجة أن تصبح خروجا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي )
والمسألة الثانية هي عن رسم هذه الياء أو الواو ( فلما ساوتها في هذه المنزلة ألحقت بها في المنزلة الأخرى ) يعني لما تساوتا في الحكم تساوتا في الرسم .
ومادام أن ياءات الوصل في قصيدة زهير كلها ياءات ملحقة للمد حكما وليس رسما ( يمكنك مراجعة القصيدة لِمَنِ الديارُ، بقنة ِ الحجرِ؟ من الكامل )
والموضع الوحيد الذي جاءت فيه ياء أصلية في القافية هو هذا الذي ذكره : وَبَعْضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لاَ يَفْري والروي هو الراء
وحقه أن يكتب الشطر هكذا : وبعـْ /// ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لاَ يَفْرِ . لكي لا يلتبس على من توهم أن سيبويه قصد تسكين الراء ( ومن العجب أن يخطئ في هذه المسألة جملة من العلماء الأجلاء أمثال الأعلم الشنتمري أو الاستراباذي وغيرهما )
وكيف يسكن الراء ويكسر الوزن ؟ ولو تبصروا لرأوا أنها :
ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لاَ يَفْرِ = ضلْ قوْ ميخْ لُ قثمْ ملا يفْ ري = متْفاعلن متَفاعلن مُتْفا ( ضربه أحذ مضمر وعروضه تامة حذاء )
فسيبويه كره رسم الياء في هذا الموضع ( أو بعبارة أدق ترك الأمر إليك في رسمها أو تركها ) لأنها من جهة أخذت حكم ياء الوصل فتلفظ حتى وإن لم ترسم , ومن جهة أخرى لخلو القصيدة من ياءات حقها أن ترسم في آخر القافية .
ونفس الشيء بالنسبة إلى الواو ومثل لها بـ يغزو . فلو جاء في قافية ( معزُ , أرزُ , فرزُ , خبزُ .. الخ ) وجاءت معها يغزو في بيت آخر . كتبتها يغزُ إن شئت ولا حرج , بدون واو , وبدون توهم للجزم

هذا على عجالة و لعل أساتذتي الأفاضل أصحاب الاختصاص يقرون كلامي أو يردونه .. وفي كلا الحالين فائدة
والله أعلم وأحكم