http://www.middle-east-online.com/?id=30106

الشعر أفضل لصحة العقل من النثر!


القصائد الشّعرية تمرّن العقل، وتحسّن وظائف الدماغ بصورة أفضل من الكتابات النثرية.




لندن - أكد أخصائيون في العلوم النفسية في اسكتلندا، أن القصائد الشّعرية تمرّن العقل، وتحسّن وظائف الدماغ، بصورة أفضل من الكتابات النثرية، كالروايات والمقالات الأدبية.

وأوضح باحثون في جامعتي اسكتلندا دوندي وسانت آندروز، أن السبب في ذلك يكمن في أن القصائد الشعرية تضمن حركة أكثر للعيون، مصاحبة للتفكير الأعمق والأطول في المعاني والتعابير، لأن قراءة القصائد غالبا ما تكون بصورة أبطأ، وبتركيز أعلى، وتعاد قراءتها بتمعّن، أكثر مما هو الحال عند قراءة النثر.

وأظهرت الدراسات الأولية باستخدام تقنيات التصوير الدماغي، مستويات أعلى من النشاط الدماغي عند استماع الأشخاص للقصائد، التي تقرأ لهم بصوت عالٍ. ويعتقد الخبراء أن الشعر يثير التفضيلات الكامنة في الدماغ نحو الإيقاعات السجعية، التي تجمع بين لفظين متشابهين في الوزن والقوافي والتناغم والائتلاف بين الألفاظ، التي تتطور خلال فترات الطفولة.

ويرى هؤلاء أن التعابير والتخيلات الحادة، التي تنسجها القصائد، والأساليب التي يستخدمها الشعراء للتشويق، تجبر القرّاء على التفكير أكثر بتركيز وانتباه أشد لكل سطر من السطور، حيث يتكون إدراك فوري في دماغ الإنسان بأن الشعر هو نوع مختلف من اللغة، يحتاج إلى انتباه أعلى، وتركيز أدق، لكثافة الكلمات المستخدمة في القصائد.

وأشار العلماء إلى أن قرّاء الشعر يحاولون تصوير الكلمات والألفاظ، وابتكار أحداث تخيلية لما يصفه الشاعر في قصيدته، لافتين إلى أن الطفل يولد وبداخله حب فطري للتناغم والإيقاعات والقوافي، ولكن مع مرور الزمن يستصعب الإنسان فهم القصائد، ويبتعد عنها.

ولاحظ الباحثون، خلال استخدام حزمة من الأشعة تحت الحمراء، وتركيزها على بؤبؤ العين، لعدد من الأشخاص، وذلك لرصد الحركات الدقيقة للعين، أثناء قراءة الشعر، ودراسة ردود فعل القرّاء، أن الشعر سبب ظهور جميع الإشارات النفسية المصاحبة للصعوبات الفكرية والعقلانية، مثل حركات الدراسة أو التفكير البطيئة، وإعادة قراءة الأجزاء والوقفات الطويلة.

واكتشف الخبراء، بعد عرض نفس المحتوى، بصورة شعرية أو نثرية، أن القرّاء وجدوا الشكل الشعري أكثر صعوبة للفهم والتمعّن من الشكل النثري، وقاموا بقراءته بصورة مختلفة.(قدس برس)